أعلنت أكثر من 120 جمعيّة ومنظمة وحزب حول العالم عن إطلاق "الحملة الدوليّة لتحرير جثامين الشهداء من ثلاجات ومقابر الأرقام لدى كيان الاحتلال الصهيوني" بالتعاون مع الحملة الشعبيّة وعائلات الشهداء في فلسطين المحتلة، فيما نشرت شبكة "صامدون" للدفاع عن الأسرى على موقعها الإلكتروني بيان الحملة وأسماء القوى المشاركة من عشرات البلدان والمدن، وقد ضمّت قوى وحركات تحرر، ونقابات عمالية، ومنظمات طلابية ونسوية، فضلًا عن لجان مقاطعة، ومؤسَّسات حقوقية.
وتأتي هذه الحملة في وقت يتواصل فيه الصمت الدولي الرسمي، وتستمر سياسة التجاهل والإهمال على المستويين الفلسطيني الرسمي والعربي لقضية جثامين الشهداء المحتجزة في ثلاجات و"مقابر الأرقام" لدى كيان الاحتلال، حيث بلغ عدد الشهداء المحتجزة جثامينهم حتى الآن 256 شهيدًا وشهيدة موثقين في "مقابر الأرقام" و131 شهيدًا وشهيدة في الثلاجات.
ويبدأ بيان الحملة الدولية لتحرير جثامين الشهداء الفلسطينيين بعبارة تحاكي القضية للسيدة أزهار أبو سرور والدة الشهيد عبد الحميد سرور المحتجز جثمانه منذ العام 2016، حيث تقول "لا يمكن أن ننسى آخر واجب بحق أبنائنا، وهو واجب دفنهم بكرامة".
وبحسب مصادر فلسطينية في برلين "تسعى الحملة لتدويل هذه القضية التي لا تلقى الاهتمام الكافي وطنيًّا وغير معروفة عالميًّا، وذلك عبر تنظيم سلسلة من النشاطات والفعاليات في مختلف دول العالم، تهدف إلى جعل قضية الجثامين المحتجزة على جدول أعمال المنظمات الداعمة للحملة".
ومن المقرر أن يبدأ تدشين الحملة وإقامة أنشطتها وفعالياتها بشكل مكثف، ابتداءً من اليوم السبت 11/3 حتى 18/3، تزامناً مع اليوم العالمي للأسرى، وتعتبر الحملة "الشهداء المحتجزة جثامينهم أسرى لدى سلطات الاحتلال، وتحريرهم جزء لا يتجزأ من النضال لتحرير الأسرى الفلسطينيين".
وتنظّم الحملة في غضون هذا الأسبوع سلسلةً من الندوات الرقميّة مع أهالي الشهداء المحتجزة جثامينهم ومجموعة من الفعاليات في ألمانيا وفرنسا وأمريكا.
ووجّهت الحملة دعوةً لقوى المقاومة والمجموعات التضامنية الداعمة لنضال الأسرى، وحملات المقاطعة المنتشرة في العالم إلى المشاركة الفاعلة، توسيعًا لرقعة الدعم والتضامن مع الأسرى والشهداء الفلسطينيين والعرب، ورفضًا لنهج السلطة الفلسطينية التي تتحمل المسؤولية بتسليم معلومات أدّت لاستشهاد ثم احتجاز عددٍ من المقاومين، قبل التخلي عن هذا الملف تمامًا.
ويُطلق مصطلح "مقابر الأرقام" على مدافن سرّية محاطة بالحجارة، من دون شواهد، حيث تُثبّت على أعلى القبر لوحة معدنية تحمل رقمًا معينًا، ولهذا سُمّيت بـ "مقابر الأرقام"، لأنها تتخذ من الأرقام بديلًا عن أسماء الشهداء، حيث أن لكل رقم ملفًّا خاصًّا، تحتفظ به مؤسسات العدو الصهيوني، ويشمل المعلومات والبيانات الخاصة بالشهيد.