تراجعت الليرة اللبنانية في تعاملات الأسواق الموازية (السوداء)، اليوم الثلاثاء، إلى مستوى قياسي غير مسبوق عند 100 ألف ليرة لكل دولار أميركي واحد، مع استمرار الأزمات النقدية والمالية والاقتصادية والسياسية في البلاد.

ويباع الدولار في السوق الموازية اليوم ضمن نطاق 99-100.5 ألف ليرة، مقارنة بـ15 ألف ليرة لكل دولار لدى مصرف لبنان المركزي، حسب منصات بيع العملة في السوق الموازية.

وكان الدولار بيع، أمس الاثنين، في السوق السوداء بسعر 95 ألف ليرة، إلا أن استمرار الحاجة للنقد الأجنبي الشحيح وهلع المواطنين من تراجع أكبر زاد من الطلب على العملة الأميركية.

وبدءا من اليوم، دخلت البنوك في لبنان إضرابا عن العمل؛ احتجاجا على استمرار صدور أحكام قضائية تقضي باسترداد ودائع لبعض المواطنين.

وتفرض مصارف لبنان منذ 2019 قيودا على أموال المودعين بالعملة الأجنبية، كما تضع سقوفا وصفت بالقاسية على سحب الأموال بالليرة.

وأعادت المصارف فتح أبوابها بعدما تدخّل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في نهاية فبراير/شباط.

ويعاني اللبنانيون منذ عام 2019 أزمة اقتصادية طاحنة غير مسبوقة، أدت إلى انهيار قياسي بقيمة الليرة، فضلا عن شحّ الوقود والأدوية وانهيار القدرة الشرائية.

وفي مطلع مارس/آذار، بدأت محال السوبرماركت تسعير السلع بالدولار بقرار من السلطات إزاء التراجع السريع في قيمة العملة المحلية. وكانت قد سبقتها إلى ذلك قبل أشهر المطاعم والمتاجر في بلد يستورد 90% من سلعه.

وارتفعت أسعار السلع الغذائية ارتفاعا هائلا منذ عام 2019. ويفيد البنك الدولي بأن نسبة التضخم بلغت 332% منذ يناير/كانون الثاني 2021 إلى يوليو/تموز 2022، وهي الأعلى في العالم.

المصدر : الفرنسية + وكالة الأناضول