قائد الطوفان قائد الطوفان

الشيخ المؤسس أحمد ياسين.. شعلة المقاومة وملهم الأجيال

الرسالة نت- غزة

لم يكن المرض ليكون عائقا أمام رجل العزائم وشيخ التضحيات العِظام، وعلى الرغم من أن الشيخ المؤسس أحمد ياسين كان قعيدا إلا أنه كان ذا عزيمة وهمة أوقد جذوة المقاومة في نفوس أجيال متلاحقة، وملأهم باليقين الراسخ بحتمية زوال الاحتلال وكنسه عن أرض فلسطين.

آمن الشيخ المؤسس أحمد ياسين بضرورة صناعة الجيل وتربيته على الدعوة والجهاد، حتى يكون قادراً على مواجهة الاحتلال ومخططاته التهويدية وتحرير أرضنا ومقدساتنا من دنسه، وبذل الشيخ الياسين في سبيل هذه الفكرة الكثير من الوقت والعمل ولم يذخر جهداً في تحقيق ذلك.

في كل الأماكن

وتحقيقاً لهدفه في تربية الجيل على الجهاد والمقاومة، تنقل الشيخ المؤسس يصول ويجول على مساجد قطاع غزة لإيقاد روح الشباب وحضهم على الجهاد في سبيل الله، فتركت كلماته أثرا بالغاً في نفوس الشباب الذين أخذوا على عاتقهم مقاومة الاحتلال والرد على جرائمه المتكررة.

لم يكتف الشيخ المؤسس أحمد ياسين في الطواف على المساجد في قطاع غزة بل انتقل بدعوته إلى النوادي والتجمعات التي كان يتواجد بها الشبان وفي كل مكان يتواجدون فيه، ثم انتقل في دروسه ومواعظه وسعيه في تثوير الشباب إلى مدن الضفة الغربية والداخل المحتل وذلك في الفترة التي سبقت انتفاضة الحجارة عام 1987م.

كان الشيخ يلهب مشاعر الفلسطينيين من خلال خطاباته الداعية إلى مقاومة الاحتلال، والتمسك بالمقاومة المسلحة باعتبارها الخيار الأمثل الذي يُواجه به الاحتلال، فترسخت صورته في أذهان الجيل الفلسطيني كواحدٍ من أبرز رموز المقاومة والجهاد.

تأسيس حماس

انتقلت فكرة المقاومة لدى الشيخ إلى أبعاد أعمق، بعد أن أسس في 14 ديسمبر عام 1987م مع إخوانه القادة "حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، فكانت انطلاقة حماس محطة فارقة في مسيرة مقاومة الاحتلال خاصة مع انتفاضة الحجارة، والتي اشتد عودها وأصبحت جذوة مستمرة.

جاهد الشيخ المؤسس من أجل الفكرة، ومن رحم المعاناة والظروف الصعبة وبعد عمل دؤوب تمكن من تأسيس أولى المجموعات المسلحة لمقاومة الاحتلال الغاصب على أرضنا الفلسطينية، وعمل على توفير المال والسلاح لهذه المجموعة، لتتحول إلى سريعاً إلى مجموعات عديدة ومنتشرة في مدن قطاع غزة بعد وقت قصير.

وخلال برنامج شاهد على العصر الذي كانت تبثه قناة الجزيرة، أشار الشيخ أحمد ياسين إلى أنه في عام 1982 قرر العمل من أجل مواجهة الاحتلال، بعد أن تشكلت قاعدة من الشباب المهيأ للعمل المقاوم، فبدأ بتوفير ما يلزمهم من مال وسلاح، وبدأت عمليات التدريب للمجاهدين وكان يتابع العمل معهم في الداخل والخارج، ويؤكد أن هذه المرحلة كانت التجربة التي علمت المقاومة كيف تنطلق.

ويروي الشيخ المؤسس أنه جرى في عام 1987، تشكيل مجموعة عسكرية خاصة أسميت الوحدة 101، والتي كُلفت بتنفيذ عمليات أسر جنود الاحتلال لتحرير الأسرى من سجون الاحتلال، وتمكنت المجموعة من تنفيذ أولى عملياتها العسكرية بأسر الجنديين الصهيونيين أفي سبورتس، وإيلان سعدون.

ضريبة المقاومة

دفع الشيخ المؤسس ثمن الفكرة التي عمل من أجلها، فاعتقله الاحتلال مراراً، وحكم عليه بالسجن مدى الحياة إضافة إلى 15 عاماً أخرى بتهمة التحريض على المقاومة واختطاف وقتْل جنود صهاينة، إلى جانب تأسيس حركة حماس وجهازيها العسكري والأمني.

ورغم محاولات الاحتلال الكثيرة لتدمير جهود الشيخ أحمد ياسين ووأد المقاومة باعتقاله وإخوانه عدة مرات، إلا أنه فشل في وضع حد لامتداد مقاومة شعبنا في أماكن تواجده كافة التي اتجهت في منحى تصاعدي في كل مدنا الفلسطينية.

وفي أكتوبر عام 1997م، أفرج عن الشيخ أحمد ياسين خلال صفقة تبادل بين المملكة الأردنية والكيان الصهيوني في أعقاب المحاولة الفاشلة لاغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس آنذاك خالد مشعل.

وفور الإفراج عنه، واصل الشيخ المؤسس المشروع الجهادي، وظل مسكونًا بروح المقاومة، وكان راعيًا لمقاومة الفصائل كافة، وكان من أبرز الداعين لتوحد الفصائل الفلسطينية على خيار المقاومة.

المقاومة جذوة مستمرة

حرص الشيخ المؤسس أحمد ياسين على أن تظل جذوة المقاومة مستمرة حتى تحرير أرضنا، ومع بداية انتفاضة الأقصى واقتحام المجرم شارون باحات المسجد الأقصى أعلن الشيخ عن سلسلة عمليات "العهدة العشرية" كرد أولي على جرائم الاحتلال بحق شعبنا وتأكيد أن المقاومة ستظل مستمرة في مواجهة جرائم الاحتلال.

مثلت العهدة العشرية دليلا دامغا على أن بذرة المقاومة التي رعاها الشيخ أحمد ياسين لأكثر من عشرين عاما باتت شجرة مثمرةً حين نفذت كتائب القسام عشر عمليات نوعية زلزلت أمن الكيان الصهيوني وفاء بوعد الشيخ المؤسس أحمد ياسين.

وحرص الشيخ المؤسس أحمد ياسين في كل مناسبة على التأكيد أن حماس والمقاومة تعرف طريقها، وأنها على حق وتقاتل من أجل رسالة وعقيدة وأمانة ووطن وشعب، ولن توقف مشروع المقاومة مهما بلغت التضحيات والعقبات.

وبعد 19 عاما على اغتيال الشيخ المؤسس أحمد ياسين ما زال غرسه مثمراً، وباتت المقاومة اليوم قوة يحسب لها قادة الاحتلال ألف حساب، تسير بخطى ثابتة على ما سار عليه الشيخ الإمام المؤسس الياسين وتراكم القوة وتجهز نفسها إلى يوم التحرير المرتقب بإذن الله.

 

المصدر: الموقع الرسمي لحركة حماس

البث المباشر