لم تعد قدرات كتائب القسام في غزة اليوم مثل السابق، فالمعارك التي خاضتها مع العدو كشفت عن خفايا عظيمة لم يكن لأحد أن يتوقعها، فمنذ سنوات نفّذت إحدى وحداتها العسكرية المتمثلة بـ "الكوماندوز" البحري، عمليات نوعية أربكت العدو وزرعت الرعب على طول الساحل المحتل.
وحدة "الكومانوز" القسامية نقلت المعركة إلى عقر دار المحتل، وهشّمت من خلاله منظومة الأمن، ونزعت عناصر القوة من العدو، وخلقت تصدّعات في تركيبته العسكرية والاستخبارية.
فلقد وجّه القسام ضربات نوعية للعدو باستخدام البحر، تمثلت في اقتحام المغتصبات واستخدام القوارب المفخخة في استهداف الزوارق الحربية الصهيونية، ولم تنتهِ باقتحام قاعدة زيكيم العسكرية خلال معركة العصف المأكول.
أول عملية مزدوجة
في مثل هذه الأيام كانت أول عملية بحرية مزدوجة نفذتها وحدة الكوماندوز التابعة للقسام، كرد أولي على اغتيال الشيخ القائد أحمد ياسين، والذي اغتيل قبل ثلاثة أيام من العملية.
وبتاريخ 25/3/2004 تمكن القساميان زكريا أبو زور وإسحاق نصار من حي الزيتون بغزة، من الوصول عبر البحر إلى مغتصبة "تل قطيف" وتمكنا من أسر مغتصب صهيوني قبل أن يصطدما مع قوة صهيونية فاشتبكا معها قبل أن يستشهدا ويُقتل الأسير.
أثارت هذه العملية حالة من الصدمة لدى العدو في ضوء إخفاق سلاح البحرية في اكتشاف تسلل المجاهدين إلى قلب مغتصباته، وبات الصهاينة ينتظرون الرعب القادم عبر الساحل المحتل كل لحظة.
ولم تكن العملية الأولى للقسام عن طريق البحر، ففي أواخر عام 2000م نفذ الاستشهادي حمدي نصيو أول عملية عبر تفجير قارب بحري مفخخ بزورق صهيوني، واستمرت باكورة العمليات البحرية والتي كان آخرها عملية زيكيم خلال معركة العصف المأكول عام 2014م.
نخبة من المقاتلين
ويعتبر "الكوماندوز" البحري وحدة عسكرية بحرية متخصصة في العمليات القتالية والتكتيكية، وقد أنشأتها كتائب القسام لمهاجمة العدو من جهة البحر، لما تمتلكه هذه الوحدة من إمكانيات متطورة في مستوى التدريب والقدرة على القتال.
أبو حمزة القائد الميداني في وحدة "الكوماندوز" البحري التابعة للقسام، أكد أن هذه الوحدة تشمل نخبة من المقاتلين، وهي من الوحدات العسكرية المهمة والمدربة براً وبحراً على الوصول للهدف من خلال الغوص في عمق البحر.
وأوضح أبو حمزة في حديث خاص لموقع القسام في وقت سابق، أن مقاتلي الوحدة يتلقون أقسى التدريبات، منها البرية والبحرية، وأخرى للحفاظ على اللياقة العالية والاستعداد التام لأي مهمة عاجلة يكلف أفرادها على تنفيذها.
وأشار إلى أنه وبعد نجاح عملية زكيم تطوّر أداء الوحدة بشكل كبير، وما زالت الكتائب تعد العدة للمرحلة القادمة التي ستحمل الكثير من المفاجآت للعدو الصهيوني.
داخل العمق الصهيوني
في ذات السياق تزداد المخاوف الصهيونية من هذه الوحدة، فقد ذكر إعلام العدو في وقت سابق أن حماس أقامت وحدة كوماندوز بحريّ بهدف تنفيذ أعمال فدائيّة كبيرة ضدّ أهداف داخل العمق الصهيوني.
وأضاف أن منظومة الكوماندوز البحريّة التابعة لحماس تُشبه إلى حدٍّ كبيرٍ منظومات تدريب وحدات النخبة القتاليّة في الجيوش النظاميّة، بما في ذلك إلزام المقاتلين على التمتّع بقوّة جسمانيّة وعقلية كبيرة جداً، تماماً مثل باقي وحدات الكوماندوز في الجيوش الأكثر تقدّماً في العالم، على حدّ قول المصادر الصهيونية.
ومع مرور سنوات على عمليات القسام، مازالت الأيام تحمل الكثير من المفاجآت، وما زال الإعداد متواصلاً ليلاً ونهاراً براً وبحراً ليوم اللقاء، فيما أضحى العدو يحسب ألف حساب قبل أن يفكر بفتح جبهة غزة، فهو دائم الحديث عن الرعب القادم من البحر في ظل التطوّر المستمر لوحدة "الكوماندوز" القسامية.