قائد الطوفان قائد الطوفان

في ذكرى الأرض..

 كيف خنقت (إسرائيل) محافظات الضفة بالاستيطان؟

الرسالة نت- خاص

تمر ذكرى يوم الأرض الـ47 على محافظات الضفة بمزيد من الاستيطان الذي بات يخنق كل شارع وبلدة، ضمن استراتيجية الاحتلال في الاستيطان.

وتعمل (إسرائيل) على عزل محافظات الضفة عن بعضها البعض، مقابل خلق بيئة متواصلة ومترابطة بين المستوطنات عبر بناء الطرق والذي يتطلب مصادرة مساحات شاسعة من الأرض.

ويعمل الاحتلال وفق خطة ممنهجة على مصادرة الأراضي وزيادة الاستيطان، في وقت تغض السلطة فيه النظر عن الانتهاكات الكبيرة في قرصنة الأراضي.

** شرعنة الاستيطان

المختص في شؤون الاستيطان، الدكتور محمد عودة، أكد أن الفلسطينيين يعانون من الهجمة الشرسة في الاستيطان، والتي "زادت حدتها في ظل اعتلاء اليمين المتطرف للحكم في دولة الاحتلال".

وقال عودة في حديث لـ "الرسالة نت": "الحكومة المتطرفة تعمل على شرعنة الاستيطان بشكل كامل وإيجاد صيغة قانونية له".

وأكد أن العمل مستمر منذ سنوات على توسيع الاستيطان وتغوله وخصوصا زيادته في المناطق "ج"، في وقت تقف فيه السلطة متفرجة على ما يحدث.

وأضاف: "يعمل الاحتلال على زيادة (الاستيطان الرعوي) عبر السيطرة على الأراضي المخصصة للمراعي بحماية جيش الاحتلال".

وأشار إلى أن الاحتلال يتطلع لشرعنة الاستيطان عبر إيجاد بيئة تعايش للفلسطينيين في ظل ما يحدث حاليا من استيطان، والفلسطينيون يرفضون ذلك بشكل قاطع.

ولفت عودة إلى أن من يرفض التعايش يعمل الاحتلال على تهجيره القسري، أو عبر الإغراءات، أو القتل والاعتقال لكل من يعارض ويرفض هذه الخطط الاستيطانية.

وشدّد على أن المطلوب في يوم الأرض، التمسك أكثر بالأرض والمقاومة بكل ما أوتينا من قوة للإبقاء على الأرض.

في حين، أكّد الناشط ضد الاستيطان أحمد جرادات، أن قاعدة المشروع الصهيوني تتمثل في الصراع على الأرض، "وبالتالي يأتي يوم الأرض ليذكرنا بضرورة التصدي لتغول الاستيطان".

وقال جرادات: "يعمل الاحتلال على قاعدة قليل من الفلسطينيين والمزيد من الأرض و(الإسرائيليين)".

وأضاف: "في يوم الأرض علينا مغادرة جميع مربعات المفاوضات والتسوية؛ فالاحتلال يحصل على ما يريده بغطاء تفاوضي، من ينظر للضفة المحتلة اليوم يجد حجم العزل بين المحافظات".

وشدّد على أن موافقة السلطة على عملية تقسيم الضفة إلى كنتونات ومناطق "أ، ب، ج"، كان كارثة على الأرض وساهم في سهولة الاستيطان.

وختم جرادات حديثه بالقول: "منذ أوسلو وحتى يومنا هذا تضاعف الاستيطان ومصادرة الأراضي بمقدار 7 مرات، والسبب في ذلك قبول السلطة بتأجيل الحديث عن الاستيطان وقت توقيع اتفاقية أوسلو".

وفي الضفة، دعت القوى الوطنية والإسلامية لتفعيل المشاركة الواسعة في فعاليات يوم الأرض، وخاصة في الأراضي المحاطة بالمستوطنات الاستعمارية والحواجز العسكرية.

وفي بيان لها، دعت القوى إلى اعتبار يومي الخميس والجمعة المقبلين يومي غضب شعبي، تعبيرًا عن رفض الاحتلال والمستوطنين والدفاع عن الأرض، وللمشاركة الواسعة فيهما.

ويحيي الفلسطينيون في 30 مارس من كل عام ذكرى "يوم الأرض"، الذي تعود أحداثه لآذار 1976 بعد أن صادرت سلطات الاحتلال آلاف الدونمات من الأراضي الفلسطينية ذات الملكية الخاصة أو المشاع في نطاق حدود مناطق ذات أغلبية سكانية فلسطينية.

 

البث المباشر