قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: في يوم الأرض لا بديل عن كل فلسطين

عزات جمال

يصادف اليوم الخميس 30-3-2023 ذكرى يوم الأرض الفلسطيني، الذي ارتبط بهبة الشعب الفلسطيني في الداخل المحتل، ففي بداية العام ١٩٧٦م أقدم الاحتلال الصهيوني على إصدار قرار يتضمن مصادرة 21 ألف دونم من أراضي البلدات العربية الفلسطينية عرابة وسخنين ودير حنا وعرب السواعد لصالح مشروع تهويد الجليل، فما كان من أهالي هذه القرى إلا أن رفضوا قرار محكمة الاحتلال، وقرروا الدعوة لإضراب شامل ومسيرات غضب في الثلاثين من مارس ١٩٧٦م.
وقد حاول كيان الاحتلال ثني الجموع العربية الفلسطينية في الداخل عن قرار الإضراب والاحتجاج من خلال إعلان حظر التجول، إلا أن القرى والمدن الفلسطينية خرجت ملبية نداء الغضب في مظاهرات شعبية، واجهها الاحتلال بالرصاص والقمع وقد ارتقى على إثر ذلك ستة من الشهداء وخلفت مئات من الجرحى والمعتقلين.
لقد أعلن شعبنا الفلسطيني في الداخل عبر هذه الهبة، تمسكه بأرضه ورفضه لمشاريع الاحتلال التهويدية، وتأكيداً على ذلك بذل الدماء الغالية في هذا الطريق، وقد أظهر عمق الانتماء لأرضه وحقه الفلسطيني
لقد شكلت هذه الهبة مصدر إلهام لكل ساحات التواجد الفلسطيني وأصبحت ذكرى يحيها الفلسطينيون في العالم أجمع ومعهم كل الأحرار، يؤكدون خلال هذه المناسبة عمق تجذرهم بالأرض التي حرمهم الاحتلال منها، وبأنهم سيبذلون كل جهد في سبيل استردادها وطرد الاحتلال منها، فالعودة إلى كل فلسطين من نهرها إلى بحرها هي أمانة يورثها الأجداد للأحفاد في هذه المسيرة المستمرة والتي لا تعرف اليأس أو القنوط
كما أن هذه الذكرى هي تذكير مستمر لنا بالطريق الذي يجب أن نسلكه كشعب فلسطين لاسترداد أرضنا وحقنا، وهو طريق الثورة والمقاومة بكل أشكالها فالاحتلال لا يواجه إلا بالمقاومة ولن يكون زواله إلا من خلالها فقط، وهي سبيل الأمم والشعوب في الحرية والخلاص.
إن قضية فلسطين قضية عادلة تستوجب نصرتها من كل من يؤمن بقيم العدل والحرية في هذا العالم، حتى يعود الشعب الفلسطيني إلى أرضه التي هجر منها بفعل المجازر المروعة التي ارتكبت بحقه، كما أن كيان الاحتلال سيظل كيان مارق لا شرعية له، ولو أمدته كل دول العالم بالمؤازرة والتأييد لأنه كيان تأسس على القتل والتهجير والسرقة.


لذا ما أحوجنا اليوم لبذل المزيد من الجهود في توعية الشعوب كافة في أهمية عزل الكيان وتجريم التطبيع والتعاون معه، فيوم الأرض فرصة كبيرة يجب أن تستغل في ذلك
إن الدفاع عن أرضنا الفلسطينية ومواجهة الحكومة الفاشية التي أعلنت عن إطلاق أوسع مشاريع استيطانية لسرقة أراضينا، تحتاج إلى المزيد من الوحدة ورص الصفوف على قاعدة تصعيد المقاومة والتصدي للاحتلال.
كما أن يوم الأرض فرصة للتأكيد على أهمية نصرة المسجد الأقصى المبارك ومدينة القدس، في وجه عدوان الاحتلال وحربه الدينية التي يستهدف فيها المدينة المقدسة، قاصداً أن يطرد سكانها ويقيم معبده اليهودي فوق قبلة المسلمين الأولى ومسجدهم الأقصى
يوم الأرض محطة مهمة يجب أن نقف فيها ونستذكر معاناة أكثر من خمسة آلاف أسير وأسيرة ما زالوا يقبعون في سجون الظلم والاجرام الصهيونية، يقضون زهرات أعمارهم خلف القضبان لأنهم دافعوا عن أرضهم وشعبهم في وجه عدوان الاحتلال، هؤلاء الأسرى يُمارس بحقهم الاحتلال كل أساليب السادية والعدوان، فبينهم مئات من المرضى والأطفال والنساء الذين يُعتبر سجنهم جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية.
في يوم الأرض يجب أن نعلي من قدر كل من قدم ويقدم لوطنه وأرضه فلدينا آلاف الشهداء والجرحى والأسرى وعائلاتهم الكريمة، ولدينا آلاف من الذين تدمرت بيوتهم وصودرت أراضيهم ومزارعهم يجب أن نحتضنهم وندعم صمودهم كلٌ بما يستطيع من طرق الدعم والإسناد، خاصة أولئك الأبطال في خطوط التماس الأولى في القدس والضفة وغزة والداخل الذين يتصدون نيابة عن الأمة للمشروع الاستعماري الصهيوني.
جنبا إلى جنب مع الداخل الفلسطيني يقف شعبنا في الشتات متمسكاً بحقه المقدس في العودة إلى مدنه وقراه المهجرة، يخوض معركة الوعي والتعريف بالقضية ويساند مقاومة شعبه، وهو دور مهم يجب أن يتصاعد ويعزز من أجل مواجهة مشاريع الاحتلال وروايته الاحتلالية، حتى نلتقي جميعا في فلسطين المحررة

البث المباشر