أثار تصريح أمين سر حركة فتح في نابلس محمد حمدان، مؤخرا، الذي هدَّد خلاله بقتل أي شخص من حركة حماس بالضفة المحتلة، حالة استياء واستهجان كبيرين في الشارع الفلسطيني.

ففي الوقت الذي يُصعِّد الاحتلال من جرائمه وعدوانه بحق أبناء شعبنا ومقدساتنا، ينشغل بعض قيادات حركة فتح في حرف البوصلة وإثارة الفتن الداخلية، تنفيذا لأجندة مخابرات السلطة، وفق مصادر مطلعة.

وكان عضو المجلس الثوري لحركة فتح عبد الحميد المصري كشف للمرة الأولى خلال تحقيق (الوريث) الذي أنتجته الرسالة، أن من يُعيّن قادة الأقاليم في حركة فتح هو ماجد فرج وجهاز المخابرات، قائلا: "يختارون من يرسلون لهم التقارير!".
 

وأصدر رئيس السلطة محمود عباس، مؤخرا، قرارًا بقانون لتعزيز صلاحيات رئيس جهاز المخابرات العامة اللواء ماجد فرج، كما تضمن القرار ترقيته إلى درجة وزير.

القرار بقانون أضفى شرعية على وجود ماجد فرج في رئاسة جهاز المخابرات حتى انتهاء مرحلة عباس، إذ يتطلب إزاحته من منصبه قرارا رئاسيا، كما أن القرار تجاوز أمرين؛ وهما: مدة الخدمة في قوى الأمن 60 عاماً (حيث يبلغ فرج من العمر 61 عامًا)، وتجاوز مدة رئاسة الجهاز، وهي 3 سنوات إضافة لسنة أخرى.

للمزيد طالع.. مخالفًا للقوانين.. عباس يمنح ماجد فرج امتيازات جديدة

وبحسب مصادر مقربة من حاشية رئيس السلطة محمود عباس، فإن فرج يقود تنفيذ حملة لمهاجمة حركة حماس، والإساءة لقياداتها، وتأليب القاعدة الفتحاوية ضدها، خاصة في الضفة الغربية، التي تحظى فيها حركة حماس باحترام وتقدير واسعين، فيما ينخرط شبابها بمقاومة الاحتلال بكل السبل المتاحة.

وقبل أسبوعين، شنَّ أمناء سر حركة “فتح” هجوما على رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية، التي أكد خلالها أن الاحتلال (الإسرائيلي) يحاول بالتعاون والتنسيق مع السلطة الفلسطينية للقضاء على المقاومة في الضفة الغربية المحتلة.

ونشرت وسائل إعلام تابعة لحركة فتح والسلطة تصريحات مسيئة لقيادة حركة حماس، للتغطية على الاستهجان الشعبي الواسع لمواصلة أجهزة السلطة في جريمة التعاون الأمني، التي راح ضحيتها عشرات الشباب في الضفة.

وشارك في الحملة إلى جانب أمين سر حركة “فتح” إقليم نابلس، عضو إقليم حركة “فتح” في قلقيلية مراد اشتيوي، وأمين سر حركة “فتح” إقليم طوباس والأغوار الشمالية محمود صوافطة، وعضو إقليم “فتح” في طولكرم محمد زيدان، وأمين سر حركة “فتح” إقليم يطا نبيل أبو قبيطة، بالإضافة إلى أمين سر حركة “فتح” إقليم شرق خان يونس إبراهيم أبو علي.

ولم تعلق حركة حماس على هذه الهجمة، ولم يصدر أي تصريح حولها على لسان الناطقين باسمها.

وبحسب المصادر، فإن هناك قطاعا واسعا في حركة فتح، يرفض الانخراط في السجال والإساءة لحركة حماس، ويطالبون قيادة الحركة بتصويب مسارها، والانحياز لمقاومة شعبنا، والتوقف عن سياسة التنسيق الأمني التي تسيئ لنضالات فتح وتاريخها.

وفي السياق، شنّ القيادي في حركة فتح أمين جميل، هجومًا لاذعًا على قيادة حركته في ظل استمرارها بنهج التنسيق الأمني مع الاحتلال وملاحقة المقاومين بالضفة.

وقال جميل في مقطع فيديو منشور على الفيسبوك: إن الحركة مغتصبة ومحتلة من مرتزقة تنسق أمنيا مع الاحتلال وتقدم معلومات للاحتلال (الإسرائيلي) في الوقت الذي تتصاعد به جرائم الاحتلال بالضفة.

للمزيد طالع.. قيادي فتحاوي يشن هجوما على حركته (مغتصبة ومحتلة من مرتزقة)

وأضاف: "الضفة الغربية بأكلمها ستثور على جرائمه، مش سهل ينتسي.. شباب بتنغل دم.. بتجاهد وبتقاتل وانت شغّال بمسار تاني.. بيشتغل تنسيق أمني عليه وبلاحقه وبجمع المعلومة لـ(لإسرائيلي).. والله الحكي هذا لو على أجسادنا مش رح يمشي".

وتابع: "اللي بحاول يشكك بفتحاويتنا.. كل الشباب هان فتح.. بالنهاية احنا فلسطينية.. اللي بده يشكك بفتحاويتنا.. مش هاي فتح اللي بعرفها.. فتح مغتصبة.. فتح محتلة من مرتزقة.. فتح خط .. فتح تاريخ.. فتح مسار".

وشدّد جميل على أن ما يجري معركة وعي، وإما تختار قيادة فتح أن تكون مع المسار الفلسطيني أو (الإسرائيلي).

وختم حديثه بقوله: "شو قصة تقعد مع (الإسرائيلي) وتعطيه معلومة أمنية؟! هذا مطارد.. وهذا لاحقه من هون.. وهذا بشكللنا إحراج تعالوله بالليل، مين إنتوا؟ مين إنتوا؟ مين إنتوا؟!، ولكم اتقوا الله.. اتقوا الله".