عائلة حسام مرمش التي تسكن مقابل باب الأسباط مباشرة، مطلة على ساحة الإمام الغزالي؛ لطالما كان لمنزلها نصيب من الرصاص وقنابل الغاز في كل حدث.
يقول صاحبه: "لقد أكرمني الله أن أكون واحدا من المرابطين في المسجد الأقصى، موقع البيت حساس أمام باب الأسباط، وتطل نوافذه على مئذنة الباب، بيتي لم يترمم قبل اليوم، كل شيء فيه مهترئ".
جرى ترميم منزل مرمش المتوارث ضمن حملة "فلنشعل قناديل صمودها"، وقد أعيد تأسيس الأنابيب المهترئة وتغيير النوافذ التي اخترقها الرصاص، وشبكة المجاري وشبكات الكهرباء الخارجية، حتى يصمد في هذه المعركة، حسب ما قال المهندس المسؤول عن الترميم.
ولا زالت لجنة "مهندسون من أجل فلسطين والقدس" في نقابة المهندسين الأردنيين ترأس حملة لتبني ترميم هذه البيوت التي منعها الاحتلال من الترميم لسنوات وبمساعدة النقابة استطاعت إتمام عمليات الترميم، من خلال حملة فلنشعل قناديل صمودها المستمرة للسنة العاشرة على التوالي لترميم بيوت المقدسيين القديمة.
وأول أمس وبالتعاون مع إذاعة حسنى الأردنية بدأت فعاليات الحملة "فلنشعل قناديل صمودها" بنسختها العاشرة، وذلك لترميم بيوت البلدة القديمة في القدس ودعم صمود المقدسيين واستمرت حتى الساعة الواحدة بعد منتصف الليل.
وصل مجموع تبرعات الأردنيين ضمن الحملة حتى الساعة 6 مساء، حوالي 169 ألف دينار رصدت لصالح إعمار بيوت البلدة القديمة في القدس.
وكان نقيب المهندسين الأردنيين، المهندس أحمد سمارة الزعبي قد أطلق دعوة عبر وسائل الإعلام الأردنية للشعب الأردني ولرجال الأعمال وأصحاب الشركات والمهندسين وشركاء النقابة وغيرهم، للتفاعل مع الحملة والتبرع من أجل ترميم بيوت المقدسيين في البلدة القديمة، مؤكدا أن الحملة ليست مقتصرة على النقابة وإنما هي حملة شعب أردني تعبر عن حبه للقدس والمسجد الأقصى والمقدسات.
وقد انتهت النقابة خلال المراحل التسع السابقة من مشروعات في البلدة القديمة بملايين الدنانير لإعادة ترميم بيوت البلدة القديمة في القدس المحتلة".
وأضاف، في تصريحات صحفية، "حملة فلنشعل قناديل صمودها، تؤكد تماسك الشعبين الأردني والفلسطيني"، مشيراً إلى أن الحملة والعمل لها يعتبر بابا من أبواب الجهاد والمقاومة من خلال الإعمار.
وتابع: "الحملة قدمت مشروعات بملايين الدنانير، حيث تم ترميم ما يزيد على 400 وحدة سكنية، في حين استفاد ما يقرب من 150 طالبا في مراحل التعليم المبكر والتعليم الأساسي".
وفي التفاصيل قالت المهندسة لينا الشافعي من طاقم العمل في الحملة أنهم مروا بتسعة مراحل من الإعمار حققت خلالها الفائدة ل 1947 مقدسيا من سكان البلدة القديمة بواقع 357 عملية ترميم للبنى التحتية لبيوت قديمة في البلدة و383 بيتا تم ترميمها بشكل كامل.
وذكرت أن الحملة حققت الفائدة في دعم تعليم 150 طالبا جامعيا مقدسيا بالإضافة إلى ترميم مدرستين من المدارس القديمة في البلدة القديمة.
وقالت الشافعي إنه منذ انطلاق الحملة بلغت تكلفة المشروعات 8,646,082 على مدار السنوات السابقة.