بالرغم من الاعتداءات الصهيونية المتواصلة على المقدسات الإسلامية ولا سيما على المصلين والمعتكفين في المسجد الأقصى؛ إلا أن مسلسل الإجرام الذي تنتهجه سلطة أوسلو أصبح أكثر شراسة من ذي قبل، فهو لم يتوقف بحق أبناء شعبنا الفلسطيني في الضفة الغربية، فهي ما زالت تُلاحق الشرفاء من الشباب في محاولةٍ منها لوأد المقاومة، ونُلاحظ اتساع الهجمة في الآونة الأخيرة لا سيما بعد انعقاد قمة العقبة وما تبعها من اجتماع شرم الشيخ الأمني الذي ضم قيادة السلطة والاحتلال الصهيوني، وما نتج عنهما من مطالب إسرائيلية تمثلت فيما يحدث الآن على أرض الواقع من اعتقالات ومُلاحقات لأبناء شعبنا بُغية حفظ الأمن الصهيوني وعلى وجه التحديد في شهر رمضان، وذلك نتيجة التخوفات الصهيونية من ارتفاع وتيرة أعمال المقاومة الفلسطينية ضد الأهداف الإسرائيلية.
حيث تُمارس السلطة الأكاذيب والافتراءات التي لا تنطلي على أحد، وتختلق قصص وتوجه تُهم عارية عن الصحة لتُبرر ما تقوم به ضد العائلات الفلسطينية المناضلة في محاولات لاعتقال أبناءهم، حيث تُداهم أجهزة السلطة بشكل شبه يومي منازل المواطنين والأسرى المحررين وتقوم باعتقال المقاومين، فهي لا تُراعي حُرمة شهر رمضان، حيث أن أفعالها الشيطانية هذه لا تقل عن ما يقوم به الاحتلال الصهيوني وكأنهم وجهان لعملة واحدة، كيف لا وهم من يتبادلون الأدوار في تعقب المقاومين واعتقالهم أو التبليغ عن أماكن تواجدهم لتُسهل على الاحتلال عملية اغتيالهم أو اعتقالهم.
إن الهجمة الشرسة التي تقوم بها أجهزة السلطة وحملات الاعتقالات التي تُمارسها، لن تجعل المقاومة تُغمد سيفها الذي أشهرته في وجه الاعتداءات الصهيونية ضد أبناء شعبنا؛ بل على العكس تماماً ستزيد من تنفيذ العمليات الفدائية البطولية ضد الأهداف الصهيونية، وهذا واضح للعيان بأن وتيرة تلك العمليات آخذه بالارتفاع وتزداد بشكل يومي، وهو ما لا يرضي أعوان الاحتلال لأن تنفيذها قد يُحرجهم كثيراً.
وخلافاً للمنطق الذي يفترض أن تقوم السلطة الفلسطينية بتعزيز ارتباطها بشعبها كي يُشكّل حاضنة لها في مواجهة هذه الإجراءات الإسرائيلية، ما زالت السلطة تلجأ إلى ممارسات قمعية تزيد في إضعافها، إذ تستمر أجهزتها الأمنية في قمع شعبنا الفلسطيني وهو ما سيُعجل في زوالها عما قريب