قائد الطوفان قائد الطوفان

في ذكرى غزوة بدر.. توحُّد الجبهات بشرى لفلسطين

الرسالة نت-غزة

مثَّلت معركة بدر الكبرى التي وقعت في السابع عشر من رمضان للعام الثاني من الهجرة حدثا عظيماً، فهي التي فرقت بين انطلاقة الدعوة واستمرارها أو مقتلِها في مهدها، كما شكلت فرقاناً بين الحق والباطل.

كان وما زال رمضان عبر التاريخ الإسلامي شهر الفتوحات والنصر المبين، وشهد رمضان هذا العام، تحولا بارزا في أداء المقاومة، التي جسدت شعار توحد الجبهات واقعا، وجعلت العدو الصهيوني يعيش مأزقا غير مسبوق.

كما سجّل صراع الحق مع الباطل محطات مهمة في هذا الشهر الكريم من سلسلة معارك، وعمليات رائعة يضرب بها المثل، تبتدئ بمعركة بدر الكبرى زمن الرسول ﷺ، ومروراً بمعارك المسلمين حتى زماننا هذا، وليس انتهاءً بانتصار المقاومة في غزة بمعركة سيف القدس التي انطلقت نهاية شهر رمضان من العام 1442هـ.

وبحسب توثيق مركز معطى، فقد تم تسجيل سقوط 19 قتيلا و133 جريحا، ضمن حصاد خسائر الاحتلال بفعل عمليات المقاومة في الضفة والقدس منذ مطلع عام 2023، والتي كان آخرها عملية (تل أبيب) أمس، التي أوقعت قتيلا وعددا من الجرحى، ونفذها فلسطيني من بلدة كفر قاسم بالداخل المحتل.

وقبلها وقعت عملية إطلاق نار في غور الأردن، أسفرت مقتل 3 مجندات، وهي العملية التي جاءت قبل أن تستفيق (إسرائيل) من وقع الصدمة، بعد إطلاق عشرات الصواريخ من الجنوب اللبناني باتجاه مستوطنات شمال فلسطين المحتلة.

وتنبه وسائل الإعلام العبرية إلى أن حركة حماس أعلنت عن حربها ضد (إسرائيل) من خلال الربط بين قطاع غزة والقصف من لبنان، وعمليتي غور الأردن وتل أبيب، مضيفةً أنها نجحت في "إحراج (إسرائيل) والإمساك بها وهي في حالة ضعف وإرباك".

وقال تسفي يحزكيلي، معلق الشؤون العربية في "القناة 13" العبرية إن هناك خطا واحدا يربط بين غزة ولبنان وغور الأردن والدعوات في المسجد الأقصى لمحمد ضيف، وهو أن حماس أعلنت عن حرب ضد (إسرائيل) خلال ما يسمى "عيد الفصح".

وبالعودة إلى ذكرى غزوة بدر، في اليوم السابع عشر من شهر رمضان المبارك، وفي السنة الثانية من الهجرة النبوية الشريفة، فإنها تعتبر أعظم وأولى المعارك المهمة في التاريخ الإسلامي، معركة فاصلة بين الإسلام والكفر.

ورغم قلة عدد المسلمين مقابل المشركين، فقد كان النصر حليفًا لهم، ونزل قوله تعالى: (وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)، مسجلاً التاريخ نصراً كبيراً بسطور من نور، جعلت للمسلمين كياناً مهاباً، وقوة ضاربة يهابها الكفار، بعد أن كانوا مستضعفين يستهان بهم.

فكان يوم بدر هو اليوم الأغر في جبين التاريخ الإسلامي العريق، حيث كان فرقاناً ميّز الحق وأظهره، وأخزى الباطل وحزبه.

أبرز عمليات القسام في ذكرى غزوة بدر

وفي هذا الشهر الكريم كانت كتائب القسام وما زالت سبّاقة إلى الجهاد، وشَهِدَ تاريخها صولات وجولات، كانت مستوحاة من انتصارات بدر وحطين، قد تكللت بالتوفيق والنصر، منها مثالاً لا حصراً عمليات نوعية حدثت في 17 من رمضان عام 1422هــ الذي يصادف ذكرى غزة بدر:

17 رمضان 1422   2 ديسمبر 2001

اقتحم القساميان جهاد حمدي المصري من بيت لاهيا، ومسلمة إبراهيم الأعرج من حي الشيخ رضوان بغزة مغتصبة «إيلي سيناي» وأطلقا النار تجاه سيارات العدو ما أدى لمقتل عالم نووي، وجرح (5) آخرين.

17 رمضان 1422  2 ديسمبر 2001

فجَّر الاستشهادي القسامي ماهر محي الدين الحبيشة من نابلس، نفسه في حافلة داخل مدينة الخالصة شمال حيفا، حيث أسفر الهجوم عن مقتل (16) صهيونياً وجرح (55) آخرين.

17 رمضان 1422  2 ديسمبر 2001

فجَّر مجاهدو القسام عبوة ناسفة بحافلة على طريق الغور الفارعة في أريحا، حيث أعلن العدو عن (10) قتلى وجرح (7) آخرين.

17 رمضان 1422  2 ديسمبر 2001

نفَّذ القساميان: أسامة محمد بحر ونبيل محمود حلبية من قضاء القدس، عملية استشهادية مزدوجة في شارع «بن يهودا» بالقدس، وتركا عبوة ناسفة داخل السيارة التي كانا يستقلانها انفجرت بعد عشرة دقائق، ما أدى لمقتل (11) صهيونياً وجرح (190) آخرين.

ومن ينظر إلى هذه العمليات سيتعجب كيف استطاع هؤلاء الأبطال تحقيق مثل هذه الانتصارات في وقت الصيام والحر شديد، ولكن لا عجب في ذلك من أناس جعلوا الإسلام همهم، وقدموا إعلاء رايته على كل شيء، فرمضان شهر انتصارات وعزة للإسلام والمسلمين، وسيبقى كذلك على الدوام بإذن الله تعالى.

البث المباشر