“عاموس يدلين” وآلية الخروج من الأزمة لاستعادة الردع

عاموس يدلين
عاموس يدلين

الرسالة نت - الضفة المحتلة

كتب الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية للعدو “عاموس يدلين” حول الطريقة الصحيحة من “وجهة نظر إسرائيلية” للرد على تجرؤ من وصفهم “أعداء إسرائيل” لفتح أكثر من ساحة ضدها فقال: “الأحداث الأمنية لم تنتهِ بعد، نحن في وسطها، ويمكن أن تتصاعد إلى نقطة عملية أو جولة أو حرب”.

وهناك 3 معضلات أمام صناع القرار:

  1. هل الحدث الأمني ​​الذي نحن فيه “رمضان 23 فلسطيني “تنظيم واحد متعدد الساحات” أم أنه حدث يشارك فيه المحور الراديكالي بأكمله، الذي يمتد من إيران عبر حزب الله إلى حماس.
  2. هل تآكل “الردع الإسرائيلي” إلى مستوى يستدعي العمل على استعادته، أم أن سياسة الاحتواء التي تنتهجها “إسرائيل” صحيحة؟
  3. ما هي الاستراتيجية والخطوات المطلوبة لاستعادة الردع، دون التصعيد إلى صراع كامل (حرب) في الجنوب وخاصة في الشمال.

الإجابات

  1. بالرغم من أن “المسجد الاقصى” هو “مولد الأزمة”، وأن مطلقي الصواريخ من غزة والشمال فلسطينيون، إلا أن هذا ليس “حدثاً فلسطينياً”، وإنما حدثاً “محورياً” ومتعدد الساحات، وبالتالي لا تقتصر احتمالات تصعيده الخطيرة على الساحة الفلسطينية وحدها، فمن الصعب الافتراض أن وابلاً مكثفاً من الصواريخ من جنوب لبنان أُطلق دون علم حزب الله.

إطلاق النار من سوريا هو أيضاً من لواء القدس، الذي يديره النظام السوري بدعم من إيران وحزب الله، من الممكن والصحيح التعامل مع العدو بالترتيب، ولكن من يتجاهل العلاقة بين إيران وحزب الله فهو مخطئ.

  1. تآكل “الردع الإسرائيلي” بسبب تقدير العدو أن “إسرائيل” قد ضعفت بسبب الانقسام الداخلي، وعلاقاتها مع الولايات المتحدة في أزمة وتخشى الحرب.

لكن من المهم التمييز بين “الردع الإسرائيلي” – الاستراتيجي – الذي لا يزال قوياً جداً، وبين تقدير عدونا بأن مستوى استفزازنا قد ارتفع بشكل ملحوظ؛ نصر الله يرى في التصعيد مع “إسرائيل” مخاطرة محسوبة، وهو من الصواب تحمله، لأنه يرى أن “إسرائيل” في وضعها لن تخاطر بالحرب، هذه وصفة كلاسيكية لسوء التقدير، عانى منها نصر الله بالفعل عام 2006.

الخطوة الأولى والأكثر إلحاحاً، والتي ستعيد على الفور صورة الردع لـ “إسرائيل” وعدم وجود تكاليف أمنية من جانبها، هي وقف خطة التعديلات القانونية، وبالتالي في ضوء حالة الطوارئ الأمنية، يمكن لـ “نتنياهو” -ويجب عليه- أن يعلن أن أي تغيير في الهيكل الحكومي لن يكون إلا باتفاق واسع.

وسيمكن الانتقال من الداخل إلى تحسين فوري للعلاقات مع واشنطن، وتركيز الحوار والتعاون مع الإدارة الأمريكية، في التعامل مع التهديدات الآنية والمستقبلية، من عناصر المحور بقيادة إيران، بما في ذلك في المجال النووي.

بعد استقرار الوضع الداخلي وتعبئة “المجتمع الإسرائيلي” كقوة أكثر تماسكاً في مواجهة التهديدات من الخارج، وتأمين “الدعم الاستراتيجي الإسرائيلي” والدروع الأمريكية الكاملة، سيُطلب من “إسرائيل” اتخاذ سلسلة من التحركات، بما في ذلك على المستوى العملياتي والعسكري، حيث لا يوجد مجال للتفاصيل هنا، من أجل استعادة قدرة الردع لدينا.

يجب التخطيط لهذه الخطوات على أساس المناقشات المنتظمة، والتنفيذ الدقيق في الوقت والمكان الذي نختاره، وليس بالضرورة في التوقيت الحالي لفترة العطلة الحساسة.

‏يجب أن نوضح لأنفسنا: الهدف الاستراتيجي، الخطة التنفيذية لتحقيقه، المخاطر وآليات الإنهاء، ‏ينتظرنا صيف حار يجب أن ندخله برأس صافٍ وبارد.

الهدهد

البث المباشر