قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: ما بين سطور عملية "موقع 16"

بقلم: أ.فادي رمضان

تخضع وسائل الاعلام لدولة الاحتلال للرقابة العسكرية حيث أنها من أكثر الدول استخداما لهذ النوع من الرقابة نظرا للظروف المحيطة بهذا الكيان، فهي في حالة استنفار عسكري وأمني دائم، بحيث لا يتم نشر أي معلومة أو خبر بدون هدف يصب في مصلحته، و ضمن برنامج (الحقيقة) الذي بُث مساء يوم الثلاثاء الموافق 18/4 على القناة 12 العبرية، كشفت تفاصيل العملية العسكرية التي نفذها 12 مقاتلا من كتائب القسام في "موقع 16" بالقرب من مستوطنة سديروت صباح اليوم العاشر من معركة العصف المأكول عام 2014 والتي قُتل فيها 4 ضباط عسكريين من جنود الاحتلال.

 ما عُرض في البرنامج يظهر شجاعة مقاتلي كتائب القسام، والدرجة العالية من الاتقان في محاكاة الجندي الصهيوني من حيث التخفي بالزي الرسمي للجندي الصهيوني، والقدرة الكبيرة على اختراق حصون الكيان، والتي لا تدخر دولة الاحتلال جهدا ولا وسيلة لتحصين هذه المواقع لمنع الوصول لأي مقاوم فلسطيني لها.

فبينما تشاهد هذه المشاهد من التقرير تشعر بحجم الفخر والاعتزاز بقدرات مقاتلي كتائب القسام التي لم يتمكن العدو من اخفائها، والتي تطورت بشكل كبير عن فرقان 2008 وحجارة سجيل 2012، والتي أصبحت أكثر قوة ونوعية في سيف القدس 2021م على الرغم من قلة الإمكانيات المتاحة، لكن مُعدي البرنامج كان لهم أهداف تكمن خلف هذا العرض منها:

1-تحاول المنظومة الأمنية لدولة العدو إيصال رسالة واضحة لكتائب القسام والمقاومة بشكل عام سوآءا في غزة أو أي جبهة أخرى على أن أي محاولة لخطف الجنود فسيتم التعامل معها بنظام هنيبعل.

2-يحاول ارسال رسالة أنه لن ينفع مع دولة الاحتلال الابتزاز، وأن طريق المفاوضات آخر ما تفكر به، ولن تعطي المقاومة أي نوع من الانتصار.

3-يبدو واضحا بأن الاحتلال أخذ القرار بشن عملية عسكرية في منطقة ما وليس بالتحديد أن تكون غزة، فغالبا ما تكون توجهات دولة الاحتلال يشوبها التمويه ويعتمد عنصر المفاجأة.

4-تحدث البرنامج عن ابتعاد المقاومين مسافة 700 متر عن مستوطنة سديروت، حيث أن الحديث في الأيام الأخيرة على لسان السياسيين والعسكريين لدى حركة حماس بأن احتمالية اقتحام وتحرير أجزاء من مستوطنات الغلاف وارد، ويتم تجهيز عناصر المقاومة على هذه السيناريوهات، فلذلك أراد أن العدو ارسال رسالة عن ألية الرد لأي محاولة.

 

لكن من الواضح أن كتائب القسام ماضية بعزم الرجال لتسطر أروع البطولات في معركة التحدي، حيث أنه لم يمضي سوى يومين بعد عملية "موقع 16" ونصبت كمينا محكما لقوة صهيونية متوغلة في حي الدرج وتم قتل 14 جندي وأسر شاؤول أرون، وفي صباح يوم الجمعة الأول من أغسطس 2014 تم خطف هدار جولدن من شرق رفح وتم تفعيل نظام هنيبعل ولكن لم يفلح في تحقيق مبتغاه، لتؤكد أن:

1-تحرير الأسرى على سلم أولويات الكتائب وهو ما تردد في عدة مناسبات وتصريحات لقيادة حركة حماس وفصائل المقاومة.

2-كتائب القسام لديها من الطرق والوسائل المختلفة باختلاف الميدان والمعركة، فما لم يتحقق بالأمس تحقق بيوم آخر، وما لم يتحقق بطريقة ما سيتحقق بغيرها.

3-بعد كل عملية يتم تقييم النتائج وتفادي الاشكاليات في العملية التي تليها.

إن إخفاء العدو تفاصيل العملية لتسع أعوام دليل على حجم الألم والهزيمة التي لحقت بجنوده وبمنظومته الأمنية والتي تم خلالها قتل 4 ضباط، وهي رسالة طمأنة

أولا: لأهلنا غزة بأن كتائب القسام لديها من الإمكانيات التي تستطيع من خلالها الحاق الهزيمة بجنود دولة الاحتلال في أي معركة قادمة،

ثانيا: رسالة لأهلنا في الضفة الغربية والقدس والداخل المحتل أن كتائب القسام تحمي ظهركم فسيروا بمعركة النصر والتحرير، وهي رسالة للعدو أن ما ستشهده في المعركة القادمة لم تشاهده من قبل.

ثالثا: بينما جيش الاحتلال يضحي بجنوده ويستخدم طريقة القتل المتعمد، كتائب القسام لا تعدم وسيلة لتحرير الأسرى وتبييض سجون الاحتلال.

البث المباشر