قائد الطوفان قائد الطوفان

جدران الائتلاف (الإسرائيلي) تتصدع أمام قوة الردع في غزة

الرسالة نت- أحمد أبو قمر

بدأت بوادر التصدع تظهر على جدران الائتلاف الحكومي (الإسرائيلي) الذي شكّله بنيامين ‏نتنياهو من أحزاب اليمين المتطرف، وهو ما ينذر بانهيار الحكومة.‏

وكالعادة تظهر قوة الردع التي شكلتها المقاومة في قطاع غزة، كحجر عثرة أمام استمرار الائتلاف ‏‏(الإسرائيلي)، حيث كانت المقاومة سببا رئيسيا في زيادة حدة الخلاف بين وزراء الحكومة ‏المتطرفة.‏

وأبدى وزير الأمن القومي المتطرف ايتمار بن غفير استياءه على سياسة نتنياهو في الرد على ‏قطاع غزة، في وقت يرفض الأخير إطلاع بن غفير على الكثير من القرارات المهمة.‏

  انشقاق كبير

المختص في الشأن (الإسرائيلي)، مؤمن مقداد أكد أن سلسلة من الخطوات المعارضة ضد نتنياهو ‏سيتخذها حزب "القوة اليهودية" الذي يضم ايتمار بن غفير.‏

وقال مقداد في حديث لـ (الرسالة نت) إن هذه الخطوات تأتي في ظل الانشقاق الكبير والتراشق ‏الإعلامي بين الطرفين، وهو ما يزيد حدة الخلاف بينهما.‏

وأضاف: "أبدى بن غفير ومناصروه غضبهم من التعامل ضد قطاع غزة والكثير من الأوضاع ‏الأمنية، وبالتالي فإن دائرة الخلاف في الائتلاف الحكومي تنتقل إلى الصف الأول بين الوزراء ‏وهو ما ينذر بتفاقم الأزمة".‏

واستبعد مقداد أن تؤدي هذه الخلافات لانهيار الحكومة، "في وقت يعمل نتنياهو على المضي في ‏قانون الإصلاح القضائي".‏

ومن المتوقع أن يستمر بنيامين نتنياهو في سياسة إرضاء بن غفير وسموتريتش عبر توسيع ‏الاستيطان، ومن الصعب فقدان الائتلاف الحالي بسبب التراجع الكبير في شعبية الليكود والتي ‏أظهرتها استطلاعات الرأي.‏

وقال عضو الكنيست من منظمة (القوة اليهودية) التي تتبع لبن غفير، تسفيكا فوجيل: "في المرحلة ‏الحالية لن نطيح بالحكومة، لكننا لن نشارك في التصويت، إذا كان نتنياهو على ما يرام مع ذلك، ‏فهذا رائع، وإذا أراد إحضار غيرنا ليحل محلنا فلا بأس بذلك أيضا".‏

وأضاف: "نحن العمود الفقري الأيديولوجي لهذه الحكومة، هناك حد لاستيعابنا واحتوائنا للأحداث ‏التي تتعارض مع الأيديولوجية الكاملة التي أتينا بها".‏

في حين ردّ وزير المالية بتسلئيل سموتريش -حليف بن غفير- على تصريحات سابقة بمقاطعة ‏التصويت وقال: "يجب أن نبقي الحكومة موحدة.. ليس سرا أنني أعتقد أيضا أنه من الممكن ‏والضروري الرد بشكل مختلف على جميع التهديدات، لكن الإطاحة بحكومة جيدة هي مكافأة ‏للإرهاب، حتى لو لم تكن هذه الحكومة كاملة، لكنها حكومة جيدة. حكومة يهودية وصهيونية ‏وقومية".‏

ويتفق الخبير في الشأن (الإسرائيلي)، سعيد بشارات مع سابقه في أن هناك خلافا كبيرا داخل ‏الائتلاف الحكومي بعد تبادل التراشق الكلامي بين نتنياهو وبن غفير، "وهو ما يمهّد لمزيد من ‏الانشقاق".‏

وقال بشارات إن بن غفير لم يجد من يحتضنه ويؤيد خطواته، وهناك الكثير ممن هاجمه في ‏المجتمع الصهيوني.‏

وأضاف: "عادت المشاكل في الائتلاف الحكومي بشكل كبير جدا وهو ما يمهّد لمزيد من ‏الخلافات والتي قد تصل إلى انهياره".‏

ووفق قراءته للإعلام العبري، فإن حزب الليكود الذي يقوده بنيامين نتنياهو يدرك جيدا أن هناك ‏جوا‏ من الفوضى، يسود الائتلاف اليميني الديني المتزمت الحاكم.‏

وقال حزب الليكود: "سيكون من الصعب العمل بهذه الطريقة لفترة طويلة".‏

ولفت بشارات إلى أن مقاطعة كتلة بن غفير للتصويت في الكنيست، خطوة متقدمة على صعيد ‏الخلافات في الائتلاف (الإسرائيلي)، في وقت تزداد تحذيرات الحريديين من عدم مصادقة نتنياهو ‏على قانون التجنيد وزيادة ميزانية المدارس الدينية وهو ما قد يؤدي إلى نسف الحكومة.‏

البث المباشر