رخصة قتل الفلسطيني.. تطهير عرقي على أيدي ‏المستوطنين والعصابات‏

الرسالة نت-مها شهوان

منذ بداية العام تجاوز عدد ضحايا القتل في الداخل المحتل الـ 60 فلسطينيا على أيدي ‏مستوطنين بدعم من حكومة نتنياهو التي تمنحهم غطاء لاستباحة دماء الفلسطينيين.‏

وتعتبر سياسة حكومة نتنياهو المتطرفة -التي يطالب وزراؤها خاصة بن غفير الوزير المتطرف ‏بضرورة حمل المستوطنين السلاح وتسهيل وصول السلاح للعصابات المنظمة السبب وراء تصاعد الجريمة في الداخل المحتل.‏

جريمة إعدام الشاب ديار عمري 20 عاماً أظهرت طبيعة تعامل دولة الاحتلال ومستوطنيها مع الفلسطيني في الداخل، حيث أظهر الفيديو الذي يوثق الجريمة ‏تهجم القاتل على الشهيد عندما تواجد داخل سيارته، وأطلق النار دون تردد.

وتشهد قرية صندلة في مرج ابن عامر، إضرابا عاما وشاملا، احتجاجا على جريمة قتل ابنها ‏‏(ديار)، كما يتوافد عدد من الأهالي في القرية ومن أنحاء مدن الداخل المحتل إلى منزل عائلة ‏الشهيد لمواساتها والمشاركة في تشييع جثمانه.‏

يقول والد الشهيد عمري: "قبل حصول الجريمة كان ديار في العمل، وعندما عاد تناولنا وجبة ‏الغداء سويةً، وتحدثنا عن كيفية تطوير مشروع عملنا الخاص حيث كان يطمح لتطوير المشروع، ‏ثم طلب مني أن يستقل السيارة ليتجول في جبال فقوعة".‏

وتابع: "بسبب أزمة السير الخانقة التي تكون عادة يوم السبت بسبب حاجز الجلمة، ذهب ديار من ‏الشارع الالتفافي في بلدة (غان نير) المحاذية لقريتنا صندلة، على الرغم من أننا نعلم أن المستوطنين ‏لا يحبون أن نمر من هناك".‏

وأضاف: "ابني لم يشكل أي خطر أو تهديد على حياة القاتل، إذ ‏إنه هو الذي استفز ديار وأخرجه ‏من السيارة حتى تصل الأمور إلى عراك بالأيدي (..) ديار لو أراد أن يعاركه كما يجب، لقتله ‏دون استخدام أي وسائل، ولكن ابني أراد أن يبعد هذا القرف عنه، وعندما ابتعد أطلق المجرم الغدّار النار ‏عليه من الخلف".‏

يذكر أن القاتل واسمه (دنيس بوكين) أطلق 5 - 6 رصاصات وجميعها في الجزء العلوي من ‏الجسد، وهو جندي سابق في جيش الاحتلال في لواء جولاني وعاد من خدمته حديثًا كجندي ‏احتياط.‎

‏ قوانين عنصرية تحميهم

يقول المحلل السياسي عصمت منصور إن هناك أجواء من التحريض ضد الفلسطينيين سواء في ‏الداخل المحتل أو الضفة الغربية، حيث أعطي ضوء أخضر لقتلهم دون محاسبة للقاتل.‏

وذكر منصور (للرسالة) أن كل عمليات القتل التي حدثت سواء على خلفية مواجهات أو ‏إعدامات على الحواجز لم يتم فيها محاسبة أي مستوطن لذا وجدوا في ذلك استسهالا لقتل ‏الفلسطينيين، مشيرا إلى أن تشجيع الحكومة (الإسرائيلية) المتطرفة على قتل الفلسطينيين سيجعل ‏منهم أهدافا.‏

ولفت إلى أن تشجيع بن غفير لحمل المستوطنين السلاح دون ترخيص، دفعهم لقتل الفلسطيني ‏بذريعة الدفاع عن النفس، مشيرا إلى أن تلك القوانين عنصرية، خاصة وأن الفلسطيني أعزل ولا ‏يمتلك سلاحا.‏

وأشار إلى أن ارتفاع جرائم القتل واستهداف الفلسطينيين يجعل حياتهم مهددة بكل وقت، لافتا إلى ‏أن كثرة الجرائم تعتبر تهديدا حقيقيا ولابد من مواجهته بتشكيل أدوات ولجان حماية لإثارة وضبط ‏هذه القضية سياسيا وقانونيا وفضح هذه الجرائم كون (إسرائيل) لا تحاسب عليها.‏

ومنذ عقود وهذه السياسة العدوانية تلقي بظلالها على كل ما هو عربي فلسطيني، فهي مستمرة ‏منذ النكبة، ومع ذلك يتمسك الفلسطيني بالبقاء على أرضه المحتلة رغم أن حياته مهددة بالخطر.‏

ووفق ما ذكرته وسائل إعلام عبرية، نهاية الشهر الماضي فإن الوزير المتطرف إيتمار بن غفير للاحتلال (الإسرائيلي)، أوعز بتسهيل حمل ‏المستوطنين ‏للسلاح.‏

كما أصدرت أجهزة أمن الاحتلال 12 ألف رخصة حمل سلاح في الأشهر الأخيرة، حيث ‏ارتفع بشكل كبير عدد رخص السلاح الصادرة منذ شباط/فبراير الماضي، في أعقاب التسهيلات ‏التي أوعز بها بن غفير.‏

وتقول فادية أبو الهيجا الناشطة السياسية من الداخل المحتل إن عربدة المستوطنين ‏ومنحهم الصلاحيات بقتل الفلسطيني هي وجه آخر لغض الطرف من الحكومة (الإسرائيلية) عن ‏الجريمة المنظمة وجرائم القتل في الوسط العربي. ‏

وتؤكد أبو الهيجا أن الأمن والسلم المجتمعي مفقود ومشوه بفعل الحكومة (الإسرائيلية) وذلك ‏لاعتبارات سياسية استعلائية صهيونية تهدف إلى التطهير العرقي لفلسطينيي الداخل بالتزامن مع ‏كل القوانين والسياسات المتبعة في آلية التطهير العرقي من الحكومة على أيدي ‏المستوطنين والعصابات.‏

البث المباشر