قصة مأساوية عاشها الشاعر عروة بن حزام، إذ حال فقره دون تحقيق حلم حياته في الزواج من ابنة عمه التي أحبها منذ صغره وأحبته أيضا.. فما قصتهما؟ وكيف كان مصير الشاعر؟
فقد أحب عروة ابنة عمه عفراء، ووعده عمه بأن يزوجها له، إذ قال له لما شب وشبت: هي امرأتك بعد حين، غير أن زوجة عمه رأته فقيرا فوقفت في طريق زواجه بابنتها، وطلب منه عمه أن يذهب ويلتمس له رزقا، واشترط عليه 80 ناقة مهرا، وذلك نزولا عند مشورة زوجته.
وبعد أن ذهب عروة إلى اليمن طلبا للرزق جاء رجل موسر من الشام وخطب عفراء، فألحت أمها على أبيها حتى قبل وزوّجها منه، وحملها الرجل إلى الشام.
وبعد سنة عاد عروة ومعه 100 بعير، لكن المفاجأة أن عمه أخبره أن عفراء ماتت، وأخذه إلى كوم حجارة وقال: هذا قبرها. فظل عروة يتردد على المكان أياما حتى أخبرته فتاة من الحي بالحقيقة، فجزع وتزود وانطلق إلى الشام.
ونزل بزوج عفراء ضيفا دون أن يخبره بنسبه، وفي الصباح وضع عروة خاتمه في قعب اللبن وطلب من الجارية أن تدفع القعب إلى عفراء، فلما شربت رأت الخاتم في القاع فشهقت وعرفت أن الضيف الزائر هو ابن عمها عروة، وحان منهما لقاء فتشاكيا وبكى كل همه.
ولما عاد الزوج عرّفه عروة بنفسه، فعزم الزوج عليه أن يبقى، فأصر عروة على الرحيل، فأدرك الرجل أن الحب أتلفه وأن لا شفاء له، ووعده أن يطلق عفراء، ولكن عروة أبى حياء وكرما، ورحل من فوره.
الوفاة
وظل جسم الشاعر يهزل وينحل حتى صار جلدا على عظم، وعرج أصحابه به في الطريق على عرّاف اليمامة ثم عرّاف نجد، فما عرفا له دواء.
ومات الشاعر عروة قبل أن يصل إلى دياره، وقبل موته قال قصيدته التي عرف بها، ومن أبياتها:
خليليّ من عُليا هلال بن عامر بصنعاءَ عُوجا اليوم وانتظراني
متى تكشفا عني القميص تبيَّنا بي الضُّرَّ من عفراءَ يا فَتَيان
إذن تريا لحما قليلا وأعظُما بَلِينَ وقلبا دائم الرجفان
على كبدي من حب عفراءَ قَرحة وعيناي من وجد بها تَكِفانِ
المصدر : الجزيرة