فازت رواية "تغريبة القافر" لمؤلفها العُماني زهران القاسمي (49 عامًا) بالجائزة العالمية للرواية العربية في دورتها 16، وذلك في حفل عُقد إلكترونيا مساء اليوم الأحد.
وترشحت للجائزة في هذه الدورة 124 رواية، وصلت 16 منها للقائمة الطويلة في يناير/كانون الثاني الماضي، ثم 6 فقط للقائمة القصيرة في الأول من مارس/آذار الماضي.
وحصلت كل رواية بالقائمة القصيرة على 10 آلاف دولار، في حين تنال الرواية الفائزة 50 ألف دولار، إضافة إلى ترجمتها للغة الإنجليزية.
أحداث "تغريبة القافر" -التي تتنوع بين الواقعي والتاريخي والأسطوري- تدور في قرية عُمانية، وتروي قصة سالم بن عبد الله؛ أحد مقتفي أثر الماء، الذي تستعين به القرى في بحثها عن منابع المياه الجوفية.
ويتساءل الكاتب (له 4 روايات بالإضافة إلى 10 دواوين شعرية): "ماذا لو أن هذه المادة التي تمنح الحياة للكائنات هي مصدر لموتها أيضًا من خلال ندرتها أو فيضانها؟"
وقال موقع الجائزة -التي يرعاها مركز أبو ظبي للغة العربية التابع لدائرة الثقافة والسياحة في أبو ظبي- إن "تغريبة القافر" رواية مائية تُعيد للراوي وظيفته الأولى، وهي ريّ الناس وإشباع ظمئهم.
ذاكرة الأفلاج
وضمن أحداث الرواية، تستعين القرى في بحثها عن منابع المياه الجوفية بسالم بن عبد الله، وتكون حياة القافر منذ ولادته مرتبطة بالماء؛ فأمّه ماتت غرقا، ووالده طُمر تحت قناة أحد الأفلاج حيث انهار عليه السقف، وينتهي سجينا في قناة أخرى ليبقى هناك يقاوم للبقاء حيا.
والأفلاج نظام فلاحي لريّ البساتين، مرتبط بالحياة القروية في عُمان ارتباطا وثيقا، ودارت حولها الحكايات والأساطير.
ووصف بعض النقاد الرواية بأنها قصة تُعاش وعصية على النسيان، وأشادوا بلغة الروائي المستقاة من بيئته المحلية وقدرته على تخليد الذاكرة المحلية ببراعة.
وقال رئيس لجنة التحكيم الكاتب والروائي المغربي محمد الأشعري -خلال حفل أقيم اليوم الأحد لإعلان الجائزة- إن الرواية "اهتمت بموضوع جديد في الكتابة الروائية الحديثة، وهو موضوع الماء في علاقته بالبيئة الطبيعية وبحياة الإنسان في المناطق الصعبة".
وأضاف "قدم لنا الكاتب هذا الموضوع من خلال تآلف مستمر بين الواقع والأسطورة، ويفعل ذلك من خلال بناء روائي محكم ولغة شعرية شفافة، ومن خلال نحت شخصيات مثيرة تحتل دورا أساسيا في حياة الناس، وفي الوقت نفسه تثير نفورهم وتخوفهم".
وتابع "استطاع الكاتب أن يقربنا من مسرح غير مألوف للرواية المتداولة في الوطن العربي، وهو مسرح الوديان والأفلاج في عمان، وتأثير العناصر الطبيعية في علاقة الإنسان بمحيطه وثقافته".
وبعد إعلان فوز روايته، بدا القاسمي -وهو أول روائي عُماني يفوز بالجائزة- متأثرًا، وقال إنه لم يكن يتوقع الفوز، مضيفًا "أشارك فوزي مع زملائي في القائمة القصيرة" لأن "رواياتهم أيضًا قويّة جدًا".
المصدر : الجزيرة + وكالات