وجهت المقاومة في الضفة "اللكمة القاضية" في وجه مناورة الاحتلال بقتل المستوطن قرب مستوطنة "حرميش" وانسحاب المقاوم بسلام.
وأرادت (إسرائيل) من مناورتها إيصال عدة رسائل في ظل التهديدات التي تحيط بها، في حين كان صوت المقاومة بالضفة أعلى من صوتها.
ووفق مختصون، فإن عملية طولكرم التي تزامنت مع مناورة الاحتلال، أوصلت الرسالة جيدا، بأنه لا يمكن قتل الحالة الثورية في الضفة والقدس، مهما استخدمت (إسرائيل) من قوة.
و(اللكمة القاضية) هو الاسم الذي اختارته هيئة أركان جيش الاحتلال لمناورتها العسكرية الضخمة التي تستمر لأسبوعين وتحاكي حربًا على عدة جبهات وتشارك فيها كل الأذرع العسكرية لجيش الاحتلال إضافة للسايبر.
صفعة للاحتلال
الكاتبة والمرشحة عن قائمة "القدس موعدنا"، سمر حمد، أكدت أن عملية طولكرم تأتي في إطار تنامي الحالة الثورية والمقاومة، رغم حالات القتل والسجن والتهجير.
وقالت حمد في حديث لـ (الرسالة نت): "أطلق الاحتلال اسم (اللكمة القاضية) على مناورته، لتأتي له اللكمة الحقيقية من طولكرم، حيث افتتحت المقاومة هناك المناورات بقتل مستوطن، وقبلها في إصابة حارس أمن وفشل كبير في الوصول للمقاومين خلال ساعات فجر أمس".
وأوضحت أن الاحتلال كلما واجه المقاومة بقوة يجد أن هناك مقاومة أشرس تنتشر كما النار في الهشيم.
وشددت على أنه لا يمكن لأي طريقة يستخدمها الاحتلال أن تُنهي روح المقاومة المتصاعد في الضفة، متوقعة استمرار تطور نهج المقاومة في مدن الضفة.
ووذكرت القناة السابعة العبرية، نقلا عن ضابط في جيش الاحتلال، قوله "إن عملية طولكرم تختلف عن سابقاتها من عمليات إطلاق النار التي تتم من بعيد"، مشيرًا إلى أن خلية منظمة تقف خلفها وخططت لها جيدا.
ونوه الضابط إلى أن العملية تم تنفيذها عبر مركبة تجاوزت مركبة المستوطن وأمطرتها بوابل من الرصاص، حيث أصيب المستوطن مئير تماري بجراح بالغة ما لبث أن أعلن عن مقتله في المستشفى متأثراً بجراحه.
وغرد مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي على وسم #لكمة_الأبطال ابتهاجًا بعملية إطلاق النار البطولية التي نفذها مقاومون قرب مستوطنة (حرميش) شمال طولكرم.
في حين، ذكر الكاتب والمختص في الشأن السياسي، عبد الله العقاد، أن الاحتلال يحاول من مناوراته إيصال رسائل عدة للمقاومة، "وهو ما يؤكد وجوب الحذر في مثل هذا التوقيت".
وقال العقاد في حديث لـ (الرسالة نت) إن مناورة الاحتلال تأتي في ظل التهديدات الكبيرة التي تحيط بالكيان الصهيوني، وفي محاولة إيصال عدة رسائل.
وأشار إلى أن (إسرائيل)، أطلقت على عمليتها اسم "اللكمة القاضية" والتي يجد أنها ستعمل على استعادة الردع، "لتأتي عملية طولكرم وقتل المستوطن مع بداية المناورة لتصل رسائل معاكسة لدولة الاحتلال بتنامي المقاومة".
وفي سياق متصل، قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، إن لـ "عملية طولكرم البطولية اليوم بصمة خاصة ودلالات عميقة".
وأوضح المتحدث باسم الحركة، حازم قاسم إن العملية "تأتي بعد عدوان واسع على قطاع غزة كان من أهدافه وقف حالة الإسناد للمقاومة في الضفة الغربية، وجاءت بعد تنظيم ما يسمى بمسيرة الأعلام التي نظمها المستوطنون في القدس المحتلة وبعد تزايد العدوان على الضفة الغربية".
وأضاف: "كانت عملية طولكرم بمثابة هزة حقيقية للوهم الذي يحاول أن يروجه الاحتلال عن قدرته على حسم المعركة، ولتعطي معنى إضافي عنوانه قدرة المقاومة في الضفة على مفاجأة الاحتلال والتصرف بطريقة جريئة وغير متوقعة".