بعد التحول للعداد الذكي

الأسر الفقيرة بلا كهرباء.. هل من حلول؟

الرسالة نت-خاص

بدأت شركة توزيع الكهرباء بالتحول نحو العدادات الذكية (سمارت) بما يضمن لها تحصيل رسوم الاشتراك من المواطنين بشكل مسبق.

وما قبل الذهاب لعدادات الدفع المسبق، كانت نسبة كبيرة من المواطنين لا تقوى على دفع رسوم الاشتراك الشهري للكهرباء بسبب أوضاعهم الاقتصادية الصعبة، وهو الأمر الذي راكم عليهم الكثير من الديون على مدار سنوات طويلة.

ومع قرار شركة توزيع الكهرباء اعتماد العدادات الذكية التي تعمل بالدفع المسبق لجميع المنازل، تعجز الكثير من الأسر عن شحن الرصيد، وهو ما يُبقيها دون كهرباء لأيام.

** معاناة وكابوس

المواطن عبد الله صالح من شمال قطاع غزة، يعاني كثيرا بعد تركيب الشركة عداد الدفع المسبق "سمارت" له في منزله المكوّن من طابقين، حيث يُعيل أسرته بجانب والديه.

وقال صالح في حديث لـ (الرسالة نت): "عداد الدفع المسبق بات كابوسا على أسرتي، فلا دخل لدي، ولا أقوى على دفع الاشتراك الشهري، وفي حال لم أدفع فذلك يعني ألا كهرباء في المنزل".

وأوضح أنه يبيت لعدة أيام دون كهرباء، حتى يتمكن من تأمين مبلغ 25 شيكلا، وهو قيمة الحد الأدنى المسموح للشحن.

وأضاف: "حتى مع دفع هذه المبلغ فإن الشركة تعمل على سداد مبلغ ثمانية شواكل من الديون القديمة، وهو ما يعني بقاء مبلغ 17 شيكلا فقط، بالكاد يكفي أسرتي لثلاث أو أربع أيام بعد تقليص الاستخدام".

ودعا صالح، شركة الكهرباء، إلى تجميد المديونية خلال الفترة الحالية، في ظل انعدام فرص العمل وارتفاع نسب البطالة والفقر.

واستغرب من حالة الصمت المطبق تجاه الذهاب نحو إجبار المواطنين على الدفع الكامل لقيمة الاشتراك من الكهرباء، مع استمرار السحب من المديونية إجباريا وبمقدار الربع.

ولفت إلى أن سحب ربع القيمة من الاشتراك، كبير جدا، في ظل الأوضاع المعيشية المزرية، داعيا لضرورة أن يضغط أصحاب القرار نحو وقف هذه القرارات.

في حين، يعاني الموظف عبد القادر فرج من تحمل ميزانية العائلة المكونة من ثلاثة طوابق بعد التحوّل نحو برنامج الدفع المسبق.

ويضطر فرج لإعالة والديه وأخوته ودفع ثمن الكهرباء عنهم في وقت يعاني من مصاعب مالية بسبب عدم تلقي الراتب كاملا.

وقال فرج: "مع التحويل نحو العداد الذكي، أصبحت أتحمل تكاليف إضافية، فلم يعد يكفي دفع ثمن فاتورة الاستهلاك في منزلي، وجزء من المديونية، بل باتت تكاليف الطوابق الأخرى من المنزل على عاتقي، بسبب عدم وجود معيل غيري في الأسرة".

وتساءل عن آليات عمل شركة الكهرباء، وكيف تقدم على إجبار العاطلين عن العمل وفي بيت لا دخل له على شراء الكهرباء ودفع جزء من المديونية؟

بدوره، أكد المتحدث باسم شركة توزيع الكهرباء في قطاع غزة، محمد ثابت، أن مشروع العدادات الذكية يهدف للحد من العجز في التيار الكهربائي وتقليل سحبه.

وقال ثابت في حديث لـ (الرسالة نت) إن هناك فاقدا وعجزا كبيرا بسبب العدادات القديمة، لذا نعمل على إدخال التكنولوجيا لتوفير الكهرباء لحل مشكلة العجز".

وأضاف: "بدأنا نجني الكثير من الفوائد مع هذه التكنولوجيا، من توفير الكهرباء وزيادة ساعات الوصل على حساب ساعات الفصل".

وفيما يتعلق بدعم الأسر الفقيرة، قال ثابت إن شركته تعمل على برنامج خاص مع "المستفيدين من شيكات الشؤون الاجتماعية والأسر التي لا يتوفر لها دخل، بمنحها 50 شيكل شهريا لعدة أشهر.

وردا على أن هذا المبلغ لا يكفي هذه الأسر كما أن هناك أسرا أخرى تعاني ولا تتلقى شيكات الشؤون الاجتماعية، قال ثابت: "نطمح لتوفير برنامج دائم، فنحن نتحدث عن 80 ألف حالة في القطاع تتلقى الشؤون الاجتماعية، ونأمل أن يكون هناك برنامج وطني للمساعدة في إيصال الكهرباء لهذه الفئة".

البث المباشر