قائد الطوفان قائد الطوفان

17 عاما على الوهم المتبدد.. المقاومة تُبدع في تحرير الأسرى والغلّة تزيد

الرسالة نت-محمد عطا الله

يُسجل للمقاومة الفلسطينية أنها نجحت في مثل هذا اليوم قبل 17 عاما في تغيير المعادلات وفرض واقع جديد بعد عملية الوهم المتبدد والتي أسرت فيها الجندي (الإسرائيلي) جلعاد شاليط على حدود قطاع غزة وقتل العديد من الضباط والجنود الآخرين.

مهارة العملية البطولية ونوعيتها، تبعها احتفاظ بالجندي المأسور شاليط لمدة خمس سنوات من قبل وحدة الظل العسكرية التابعة لكتائب القسام، للمرة الأولى في تاريخ المقاومة في الإطار الجغرافي لفلسطين، وفشل كافة المحاولات العسكرية والأمنية لأجهزة الاحتلال للوصول إليه.

وتوج هذا الإنجاز بالعرس الكبير والصفقة التي كانت فارق حقيقي في تاريخ الصراع، عقب انجاز الصَّفقة التي أطلق عليها "وفاء الأحرار"، وأفرج الاحتلال بموجبها عن 1050 أسيرًا وأسيرة مقابل شاليط الذي أسر من داخل دبابته العسكرية التي كانت رابضة على الحدود مع قطاع غزة.

وتعتبر المقاومة وحركة حماس وجناحها العسكري كتائب القسام قضية الأسرى والعمل المتواصل للإفراج عنهم على سلم أولوياتها، ما دفعها إلى استمرار العمل لإنجاز صفقة جديدة .

وأسرت كتائب القسام أربعة ضباط وجنود (إسرائيليين) منذ عام 2014 وترفض الإفصاح عن أية معلومة تتعلق بهم قبل إطلاق الاحتلال سراح محرري صفقة "وفاء الأحرار" الذين أعاد الاحتلال اعتقالهم بالضفة الغربية المحتلة.

وخلال حرب 2014 الأخيرة على قطاع غزة أسرت القسام الضباط في لواء "جفعاتي" هدار غولدين، والجندي في لواء "غولاني" أورون شاؤول، إضافة إلى الجنديين إبراهام منغستو، وهشام السيد.

ويؤكد الكاتب والمختص بالشأن الأمني الدكتور إبراهيم حبيب، أن صفقة شاليط وما سبقها من عملية الوهم المتبدد من أحداث شكلت علامة فارقة في تاريخ المقاومة بقطاع غزة.

ويضيف حبيب في حديثه لـ (الرسالة) أنه للمرة الأولى تنجح عملية أسر لجنود (إسرائيليين) في ظل حكومة مقاومة تعمل على تعزيز قدرات المقاومة، ولا سيما وأنه لم يمضي على تشكيلها سوى أيام قليلة وتحملت ما تحملت من أجل الأسرى والاحتفاظ بخيار المقاومة.

ويوضح أن العملية كانت قوية جدا واستخدمت المقاومة عنصر الإغارة والانزال خلف خطوط العدو ومن الناحية الاستخبارية استغلت الضباب وحالة الطقس مما يدلل على جهد استخباري عالي جدا.

ويبين أن المقاومة نجحت في نقل شاليط عقب العملية ولم يعلم العدو بما جرى الا بعد عدة ساعات واحتفظت به لسنوات مما يعكس النجاح الأسطوري الذي تكلل بإبرام صفقة تبادل للأسرى.

ويشير حبيب إلى أن وفاء الأحرار وما شكلته من ضربة قوية لجيش الاحتلال أثبتت المقاومة من خلالها قدرة عالية على الاخفاء والتمويه مما جعل المقاومة رقما صعبا وترى فيه (إسرائيل) تحديا لمنظومتها الأمنية.

ويرى الكاتب والمحلل السياسي عبد الله العقاد، أن عملية الوهم المتبدد في ذكراها الـ 17 أظهرت قوة ونوعية العمل المقاومة وتطوره وتمكن المقاومة من الأسر والقتل وزلزلة حصون العدو.

ويوضح العقاد في حديثه لـ (الرسالة) أن تطور الأحداث جاء في الوقت الذي كانت فيه تتولى حركة حماس الحكم؛ لتثبت أنها جاءت لتحمي ظهر المقاومة وتشكل درعا لها، وأزالت العملية حالة الوهم التي كان يظن البعض فيها أن حماس تركت البندقية.

ويبين أن الناجح الأكبر كان عبر تمكن المقاومة من إدارة عملية سياسية معقدة استطاعت من خلالها مفاوضة الاحتلال عبر الوسطاء وانتزاع صفقة تبادل مُشرفة أرغمت الاحتلال فيها بالإفراج عن أكثر من ألف أسير وأسيرة.

ويشير إلى أن ذلك اليوم وصفه رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو أنه يوم حزين وأسود في التاريخ الصهيوني، في إشارة إلى عظمة انجاز المقاومة وايفائها بوعدها بالإفراج عن الأسرى وخاصة أصحاب المؤبدات والأحكام العالية.

البث المباشر