أكد فايز أبو عيد مسؤول الإعلام في مجموعة العمل لأجل فلسطينيي سوريا، أن اللاجئين الفلسطينيين في الجنوب التركي والشمال السوري، لا يزالون يعانون من آثار زلزال تركيا الذي ضرب البلاد في شهر فبراير الماضي.
وقال أبو عيد لـ(الرسالة نت)، إن 1700 عائلة فلسطينية لا تزال تقطن في الشمال السوري، وهي مهجرة من مخيمات اليرموك وخان الشيح ودرعا وحندرات، ومن مناطق جنوبي دمشق.
وأوضح أبو عيد أن 1200 عائلة تقطن بالجنوب التركي، موزعة على مناطق غازي عنتاب وكهرمان مرعش وأنطاكيا والريحانية.
وأشار إلى أنه لا يزال هناك عوائل فلسطينية وسورية تقطن في الخيام، إلى جانب عوائل عادت للسكن في بيوتها القديمة المتصدعة تحت الخطر، نتيجة عدم وجود مأوى أو بديل، رغم استمرار هاجس الهزات الأرضية.
ووصف أبو عيد أوضاع اللاجئين بمناطق جنوب تركيا بـ(الصعبة جدا)، نتيجة فقدان بعضهم لمكان يأويهم وغلاء أسعار إيجارات البيوت في تركيا، مضيفا: "معظم العوائل تبيت في الخيام".
وكان قد ارتقى خلال الزلزال قرابة 84 فلسطينيا يسكنون في جنوب تركيا، وفي شمال الأراضي السورية، وهي بؤرة الزلزال.
كما وصف أوضاع اللاجئين في الشمال السوري، بـ(الكارثية)، قائلا: "أوضاعهم مأساوية، نتيجة عدم وجود جمعيات إغاثية وشح المساعدات، وعدم وجود جهات رسمية تتبناهم".
وحول أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في مخيم اليرموك، أوضح أن 60% من المخيم لا يزال مدمرا، وأن عودة العوائل إليه مرهونة باستئناف الخدمات بشكل كامل فيه من بنية تحتية وإعادة إعمار.
وذكر أن هناك تداعيات لتدهور الليرة التركية على الواقع الاقتصادي المرير للاجئين، مبينا أن نسبة الفقر وصلت إلى 80ـ% تقريبا، إلى جانب تفش مرعب للبطالة.
وبين أبو عيد وجود 438 ألف فلسطيني في داخل سوريا، يتوزعون على امتداد الرقعة الجغرافية السورية، بواقع 15 مخيما للاجئين في سوريا.
وأكد أن هذه النسب من الفقر تحول دون تمكن هذه العوائل من تأمين احتياجات العيد لأسرها، "في العيد الماضي لم يستطع الكثير منهم أن يؤمن شراء ملابس لأطفاله، أو حتى شراء حلويات العيد كحد أدنى".
وحول مخيم اليرموك، فذكر أن 1500 عائلة فقط عادت لليرموك، من ذوي المنازل الصالحة للسكن، فيما لا يزال 60% من منازل المخيم مدمرة بشكل كلي.
وأشار عيد إلى حاجة المخيم للكهرباء والمياه والصرف الصحي، " لهذه اللحظة لا نستطيع القول إن هناك عودة شاملة للمخيم"، وفق تعبيره.
وتعرض مخيم اليرموك لتدمير وتهجير الغالبية العظمى من سكانه، منذ العام 2011 الذي شهد بداية الأحداث الداخلية في سوريا.
ووثقت مجموعة العمل لأجل فلسطينيي سوريا، استشهاد قرابة 4147 فلسطينيا منذ بداية الأحداث في سوريا عام 2011، ووجود قرابة 3047 معتقلا، إلى جانب عشرات الآلاف من النازحين، بفعل الأحداث التي شهدها البلد.