قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: معرض الصناعات القسامية.. أكثر من مجرد صورة وتذكار!

عمار خليل قديح

ثمة علاقة خاصة تربط الجمهور الفلسطيني بكتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، في كل مكان بفلسطين المحتلة عموما، وفي قطاع غزة على وجه الخصوص، لا يمكن لأية قوة في العالم أن تفك رباطها الوثيق، فهم منها وهي منهم، وهم الحاضنة وهي السند والدرع الحامي.

تتجلى هذه المعاني بوضوح، في فعاليات "المقاومة صورة وتذكار" والتي تعرض خلالها كتائب القسام أبرز صناعاتها وأسلحتها، لتكون متاحة للجميع لأخذ الصور التذكارية معها، ثالث ورابع أيام عيد الأضحى المبارك، بدعوة عامة وجهها ركن الجبهة الداخلية في الكتائب، وهي فعاليات آمنة ومتاحة للعائلات والأطفال، نظمت في مناطق عدة بقطاع غزة.

وكغيري من مئات المواطنين الذين لم يفوتوا الفرصة، اصطحبت خمسة من بناتي، متوجها من خانيونس إلى ساحة الجندي المجهول بمدينة غزة، وكما توقعت، المكان كان مزدحما بشكل كبير، رجال ونساء وشباب وفتيات وأطفال من كافة الأعمار، الكل كانوا يتسابقون لالتقاط صور مع فرسان القسام الذين تواجدوا رفقة عينات من أسلحتهم الثقيلة والمتوسطة والخفيفة، والتي صنع معظمها بأيدٍ قسامية.

فهذا شاب بدا متحمسا وهو يستئذن مجاهدا قساميا لحمل السلاح والتقاط سيلفي له، وتلك فتاة ربطت عصبة خضراء على جبينها، ووقفت إلى جانب سلاح مضاد للطيران، بينما كان أحد أقاربها يصورها بهاتفه، وبالقرب حمل مواطن طفلته ذات العام و النصف ووضعها فوق طائرة قسامية تم عرضها في المكان، ليلتقط لها صورة أيضا، بينما كان الجميع يتنقل من ركن إلى آخر، ليمتعوا أبصارهم، بالسلاح القسامي الذي كان له جولات وصولات كثيرة في الدفاع عن أبناء شعبنا وحماية مقدساته.

وخلال سنوات الصراع مع الاحتلال "الإسرائيلي"، تطورت الصناعات القسامية بشكل مذهل، ابتداء من المسدس والعوزي عام 1992، مرورا بالحزام الناسف والقنابل اليدوية بنماذجها المختلفة، والقذائف والعبوات والمدافع، وصولا إلى صاروخ عياش 250 ذي المدى والقوة التدميرية الأكبر والذي استهدف مطار "رامون" وعطل كل مطارات الاحتلال، وليس انتهاء بالطائرات المسيرة بأنواعها.

ولو عرجنا إلى أسماء المدافع والصواريخ، فلكل اسم حكاية ارتبطت بعلم من أعلام المقاومة، ابتداء من صواريخ القسام التي خرجت للنور أول مرة عام 2001، بمدى يصل لـ3 كلم، وسميت بذلك نسبة إلى القائد الوطني التاريخي الشهيد عز الدين القسام الذي حملت الكتائب اسمه.

وفي 2002 أنتج مهندسو الكتائب، قاذف "البنا" المضاد للدروع وسمي تيمنا بالإمام الشهيد حسن البنا، وأدخلت كتائب القسام عام 2003، قاذفة "البتار" المضاد للدروع وسمي باسم سيف الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وفي 2004 أنتج مهندسو القسام قاذف "الياسين" المضاد للدروع وسمي تيمنا بالشيخ المؤسس الشهيد أحمد ياسين.

وفي عام 2012، أدخل صاروخ (M75) الخدمة العسكرية القسامية خلال معركة حجارة السجيل وسمي تيمنا بالقائد الشهيد إبراهيم المقادمة واستهدف مدينة تل أبيب.

وفي 2014، أعلن عن صاروخ (J80) وسمي تيمنا بالقائد الشهيد أحمد الجعبري. وخلال العام ذاته تم الإعلان عن صاروخ (R160) الذي ضرب حيفا وسمي تيمنا بالقائد الشهيد عبد العزيز الرنتيسي، وكذلك صاروخ (S55) "سجيل" محلي الصنع والذي ضرب الضواحي الجنوبية لتل أبيب.

وفي نفس السنة أيضا، كشفت كتائب القسام عن طائرات "الأبابيل" بنماذجها المختلفة وحلقت إحداها فوق مبنى "الكرياه". كذلك كشف النقاب عن بندقية القنص "الغول" محلية الصنع وسميت تيمنا بالقائد الشهيد عدنان الغول.

وكشفت الكتائب في عام 2015م، عن دخول صاروخين جديدين للخدمة، يحملان مواصفات متطورة، الأول: صاروخ من نوع "شمالة" ويحمل الرمز "SH" تيمناً بالقائد الشهيد محمد أبو شمالة، والثاني: صاروخ من نوع "عطّار" ويحمل الرمز "A" تيمناً بالقائد الشهيد رائد العطار، وتركت للزمن أن يحدد فاعلية وأداء وكفاءة هذه الصواريخ.

وخلال معركة "سيف القدس" 2021م دكّت صواريخ العطار وأبو شمالة (A، SH) مواقع ومدن العدو موقعةً الدمار والقتلى والجرحى في صفوف العدو، فكان صاروخ العطار فاتحة المعركة حينما قصفت الكتائب العدو في القدس المحتلة.

وحينها تم الكشف أن صواريخ A120 تحمل رؤوساً متفجرة ذات قدرةٍ تدميريةٍ عالية، ويصل مداها إلى 120 كم، بينما وصل صواريخ SH85 إلى 85 كم.

وخلال معركة "سيف القدس" عام 2021م، كشف القسام عن طائرة شهاب الانتحارية والتي نفذت عدة مهام بدقة كبيرة، وطائرة الزواري الاستطلاعية والتي نفذت عدة مهام داخل عمق العدو، وسميت بذلك نسبة للشهيد التونسي محمد الزواري الذي كان له دورا كبيرا في تطوير المنظومة العسكرية لكتائب القسام الجوية والبحرية.

ولعلي لا أكون مبالغا، إن دعوت إلى تنظيم مثل هذه المعارض في كل مدينة وقرية بقطاع غزة، بل في كل مدرسة ومسجد، لتعزيز ارتباط الناس بمقاومتهم وكتائبهم التي تدافع عن عرضهم وأرضهم وشرفهم ومقدساتهم.

البث المباشر