سلمت قوات الاحتلال الصهيوني نائب مدير عام الأوقاف الإسلامية في القدس الدكتور ناجح بكيرات قراراً بإبعاده إلى خارج المدينة المقدسة الشهر الماضي، وقبل يومين سلمته تجديدا للقرار، وأضافت إليه قرارا جديدا بمنع سفره لمدة ستة أشهر.
في المقابل رفضت محكمة الاحتلال الاستئناف المقدم من الشيخ، ما يعني أن قوات الاحتلال تخطط لإبعاده نهائيا عن مدينة القدس، وهو ما يعد أمرا خطيرا.
سلسلة إبعاد النشطاء والشخصيات الاعتبارية عن الأقصى لا تنتهي، فقد فعلها الاحتلال مسبقا حينما أبعد رئيس الهيئة الإسلامية العليا وأعضاءها ما بين 1967-1968، وكذلك أمين القدس وأعضاء أمانتها، ثم عاد إلى إبعاد نواب القدس ووزيرها بالقوة عن المدينة في عام 2012 علاوة على إبعاده لشباب من القدس ومرابطيها ونشطائها.
لكن المختلف في هذه المرة أنه للمرة الأولى منذ احتلال القدس التي يستهدف فيها قيادات الأوقاف الإسلامية في القدس بالإبعاد.
ونظم أهالي قرية صور باهر - حيث يقيم الشيخ- وقفة في البلدة، ضد القرار، ورفع المشاركون لافتات كتب عليها "لا لسياسة الإبعاد عن القدس، لا لسياسة التهجير عن القدس وستبقى القدس حية بأهلها لا بمحتليها، كما اعتصم الشيخ في منزله ورفض قرار الإبعاد والخروج من المدينة.
ويرى محللون بأن البدء في قرارات من هذا النوع، هو بداية سحب لوصاية الأوقاف، فقد كتب المختص بالشأن المقدسي زياد ابحيص قائلا: "إن قرار الاحتلال بإبعاد فضيلة الشيخ ناجح بكيرات عن مدينة القدس بأسرها هو تصعيد للحرب على وجود الأوقاف الإسلامية ودورها، وهي الحرب المستمرة التي يتطلع من خلالها الاحتلال إلى إنهاء دور الأوقاف الإسلامية في المدينة بصفتها الجهة المسؤولة وبشكل حصري عن المسجد الأقصى المبارك، وعن سائر مساجد القدس ومقابرها الإسلامية وأوقافها ومحاكمها الشرعية.
وأضاف ابحيص: "أمام هذه السابقة الخطيرة فإننا نتوجه إلى الحكومة الأردنية بضرورة تبني قضية الشيخ ناجح بكيرات سياسياً باعتبارها قضية مركزية، فالتقاعس أو التقصير في مواجهة هذا العدوان غير المسبوق سيفتح باباً أوسع أمام استهداف الأوقاف الإسلامية وشخصياتها وتقويض عملها.
الدكتور محمد الجلاد المختص بقضايا القدس لفت إلى أن هذه هي المرة رقم 30 التي يبعد فيها الشيخ بكيرات عن الأقصى، لكنها الأولى التي يبعد فيها عن المدينة، وهذا يعني أنه ملزم بالانتقال للسكن خارج أسوار مدينة القدس، وهذا بحد ذاته مناف للحقوق والمواثيق الدولية، فليس من حق الاحتلال أن يطرد أحدا من بيته ولا مدينته التي يعيش ويعمل بها.
ويعتبر الجلاد أن هذا القرار سابقة لأنه يعطي الاحتلال استباحة لحقوق موظفي الأوقاف، فهو يبعد كل يوم موظفين عن الأٌقصى لأنه لا يريد للشخصيات المؤثرة أن تظل حاضرة لدعم الأقصى وحشد المؤيدين له وهذا يعيق الاحتلال عن تنفيذ مشاريعه التهويدية وخاصة مشروع التقسيم الذي تعمل عليه حكومة اليمين.
ويرى الجلاد أن موقف الأوقاف باهت وغير كاف، فالشيخ بكيرات هو الشخصية الثانية بين شخصيات الأوقاف الكبرى، والدفاع عنه حق، خاصة أن الأردن لطالما تفاخرت بالوصاية على الأقصى، فيجب عليها الدفاع عن موظفيها، مؤكدا أن هناك تقصيرا حقيقيا لدى الأوقاف.