قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: قوَتُنا وتطورنا في وحدتنا

فادي رمضان
فادي رمضان

أ‌. فادي رمضان

عانت القضية الفلسطينية منذ بداياتها من الفرقةه والانشقاقات والخلافات الداخلية، وأخذ هذا الخلاف أشكال عديدة باختلاف مصالح أطرافه، فتارة كان الاختلاف لصالح العشائرية، وأخرى لصالح الحزب، وتارة لمصالح شخصية وأخرى لصالح جهات خارجية مما جعل من القضية الفلسطينية عرضة لكثير من التدخلات والأمواج المتلاطمة التي تضرب بها شمالا ويمينا، وكان أكبر مستفيد من ذلك العدو الصهيوني الذي لا يدخر جهدا في تذليل العقبات أمام ذلك والتمويل والدعم المباشر وغير المباشر للقضاء على القضية الفلسطينية من جذورها بل في بيتها.

وبعد الانتخابات التشريعية عام 2006 وفوز حركة حماس بأغلبية مقاعد المجلس التشريعي ومد يدها لجميع الفصائل للتعاون ولتشكيل الحكومة، وما قابله من عدم تقبل قيادة حركة فتح للنتائج والانقلاب عليها، وما رافق ذلك من أحداث أفضت الى سيطرت حركة حماس على قطاع غزة، سعت الى التواصل مع التنظيمات الفلسطينية في قطاع غزة ونجاحها في تشكيل لجنة مشتركة باسم القوى الوطنية والإسلامية تشترك فيها جميع التنظيمات الممثلة في قطاع غزة ما عدا حركة فتح التي ترفض بقرار سياسي من المشاركة والتعاون، وظيفتها التواصل والتعاون وحل الخلافات العالقة بين هذه التنظيمات، وطرح حلول مشتركة لإدارة قطاع غزة، ومواجهة الاعتداءات والتصعيد الصهيوني المتكرر على قطاع غزة، وقد حقق هذا الملف نجاحا كبيرا في ترسية الهدوء الداخلي في قطاع غزة وقد تكلل هذا النجاح وانعكست آثاره على الأجهزة العسكرية وما آلت إليه من تشكيل الغرفة المشتركة التي استطاعت أن تحقق الإنجازات العديدة في الملف العسكري أيضا في أكبر تحدٍ للعدو الصهيوني الذي أحدث حالة من الذهول في الوسط السياسي والعسكري لدولة الاحتلال ومن لف لفيفهم.

استطاعت النموذج الوحدوي في قطاع غزة الى التوسع أكثر وإرساء معادلات جديدة متمثلة في وحدة الساحات ووحدة الجبهات، هذه المعادلات فُرضت على العدو الصهيوني من خلال عدة معارك قادتها الغرفة المشتركة، وقد تم نقل هذه التجربة الناجحة الى الضفة الغربية بعد معركة سيف القدس (مايو 2021 ) بين الأجهزة العسكرية المقاومة، وتشكلت خلايا في مدينة جنين ونابلس وطولكرم باسم كتيبة جنين وعرين الأسود وكتيبة طولكرم وغيرها من التشكيلات، مما شكل حالة من الارتياح وسط أهالي المخيمات دفعهم لتشكيل حاضنة شعبية داعمة لهذه الكتائب، مما أشعر الشاباك بالقلق وعدم قدرته على إخفاء ذلك من خلال تقرير نُشر في ديسمبر عام 2022 على موقع "والا العبري" بعنوان "كتيبة جنين تثير قلق الجيش". بينما يشير العدو الصهيوني بأصابع الاتهام على نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري والغرفة المشتركة في غزة بدعم وإدارة هذه الكتائب.

أظهرت العملية العسكرية على مخيم جنين في الثالث من يوليو والتي أطلقت عليها المقاومة الفلسطينية (بأس جنين) مدى قوة ونجاح الوحدة العسكرية ومدى التفاهم والتنسيق بين أجنحة المقاومة المنطوية تحت مظلة كتيبة جنين في صد العدوان الصهيوني على المخيم، وافشالها للعدو في تحقيق أي من أهداف العملية بل ألحقت خسائر البشرية في جنود الاحتلال والتي أخفى العدد الحقيقي لقتلاه وجرحاه واعترف بمقتل جندي واحد فقط.

هذا القلق الذي اظهره الشاباك من وحدة المقاومة وتطورها في تقريره انتاب جهات أخرى من ضمنها السلطة الفلسطينية، والتي تسعى دائما لضربها من خلال اعلامها وعناصرها ببث الفتن والابتعاد عن الحقيقة، فخلال أي تصعيد يقع في قطاع غزة تعمل الماكينة الاعلامية الصفراء على بث الفرقة والاشاعات من ضمنها بأن فصيل واحد يعمل والفصائل الأخرى تركته في الميدان، وضرب الحاضنة الشعبية الداعمة للمقاومة، ساعيا من خلف ذلك عدم تسجيل أي انجاز للمقاومة على العدو في المعركة واضعاف الجبهة الداخلية، وبات ذلك واضحا في معركة جنين من خلال تقرير بثته قناة فلسطين الفضائية متهجما على حركة حماس وكتائب القسام واتهامها بالتخلي عن المقاومة، محاولا تغطية انسحاب عناصر الأجهزة الأمنية للسلطة الفلسطينية من مواقعها عند بدء أي هجوم على مخيم جنين وعدم الدفاع عن المخيم، واعتقالها لعدد من عناصر المقاومة وتعذيبهم في سجون السلطة، ومن ثم تهجمها على قناة الجزيرة التي كان لها الدور البارز في تغطية أحداث جنين وفضح جرائم الاحتلال، والتي آذت الاحتلال من خلال بث الحقيقة للعالم، ولسان حال قيادة السلطة من ليس معنا في نهجنا فهو علينا، محاولة بذلك دفعها لعدم بث الحقيقة او تحجيمها  في سلوك لا يخدم القضية الفلسطينية.

إن الدور الخبيث الذي يمارسه الاعلام الاصفر يجب ان يقابل بسلسلة من الاجراءات المضادة والتي تحافظ على الوحدة بالدرجة الاولى، وتحافظ على التطور الكبير في أدوات المقاومة من عمليات نوعية في القدس والضفة الغربية والداخل المحتل وما أعلنت عنه كتيبة العياش أخيرا من البدء في تطوير الصواريخ محلية الصنع، ومن ضمن تلك الاجراءات:1

-الاستمرار بعقد اللقاءات المشتركة بين فصائل المقاومة، وتعزيز عمل الغرف المشتركة للمقاومة سواءً في غزة او الضفة الغربية، فقوتنا لا تكمن بالأعداد بل بالوحدة.

2-تنسيق عمليات مشتركة ضد الاحتلال.

3-المزيد من البيانات المشتركة كالبيان الأخير لحركتي حماس والجهاد الاسلامي، وتوضيح الحقائق أولا بأول.

4-تبادل الخبرات العسكرية بين الفصائل المقاومة في الضفة الغربية.5

-استقطاب أبناء الاجهزة الأمنية المدربون والذين لديهم الحس الوطني المقاوم للدفاع عن المخيمات ومواجهة الاجتياحات.

6-التصعيد الاعلامي المستمر ضد سياسة الاعتقالات السياسية التي تمارسها أجهزة السلطة ضد عناصر المقاومة.

البث المباشر