دون ملل تعمل (إسرائيل) على تسريب روايتها الصهيونية المسمومة إلى أدمغة الطلبة المقدسيين سواء عبر منهاج محرف تدس فيه عبارات مغلوطة، أو فعاليات لا منهجية تفرض من خلالها الهيمنة (الإسرائيلية) على المدينة المقدسة، لكن كل مرة يتفطن الطلبة ومعلموهم لتلك البرامج التي يتم عبرها استغلال أصحاب النفوس الضعيفة ومؤيدي التطبيع.
من جديد عادت وزارة المعارف (الإسرائيلية) التي تتبع لها مدارس البلدية في القدس لتسريب برنامج (متعدد الثقافات) الذي تم إدخاله كنشاط لا منهجي يرسخ مفاهيم مشبوهة تعارض ديننا وثقافتنا، من خلال إقامة فعاليات تطبيعية تحت غطاء تعدد الثقافات.
وينفذ برنامج (متعدد الثقافات) عبر جمعيات ومراكز مختصة وصولا إلى المدارس لتطبيق فعاليات تلمع صورة الاحتلال وتعزز مفاهيم التعايش وأن المقدسيين أقلية يعيشون في دولة يهودية.
وكان واضحا في الشهور الأخيرة تنظيم العديد من الفعاليات لتعزيز التطبيع والتعايش ومنها رفع طالبة للعلم (الإسرائيلي)، وفي مدرسة أخرى كانت الفتيات الصغيرات يرقصن على أغان عبرية، عدا عن دورات الدفاع المدني التي كان يقدمها عناصر من الشرطة (الإسرائيلية).
يقول زيد القيق المختص في شؤون التعليم بالقدس إن برنامج متعدد الثقافات قديم وتحاول وزارة المعارف تمريره من فترة لأخرى، مشيرا إلى أنه برنامج تطبيعي لتشويه الهوية الفلسطينية والانتماء الوطني.
وذكر القيق (للرسالة نت) أن وزارة المعارف (الإسرائيلية) تريد إقناع الطالب الفلسطيني أنه تابع لأقلية ويعيش ضمن الدولة اليهودية بلا عمق وطني أو إسلامي.
ولفت إلى أن العام الماضي شهد ارتفاعا في وتيرة تلك الفعاليات عبر الأنشطة اللاصفية التي تحاول وزارة المعارف عبرها إرسال رسائل مشوشة للطلبة كرفع العلم (الإسرائيلي) وإدخال الشرطة لمدارس القدس لتعريف الطالب المقدسي بسيارات وجهاز الشرطة ومتناسين أنها من تقمع المقدسيين في ساحات الأقصى وأزقة القدس وشوارعها.
ويؤكد القيق أن تلك الأنشطة تعمل على تشويش صورة المواطن المقدسي وتفقده هويته الوطنية الفلسطينية، حيث يعتقد بأن الجندي (الإسرائيلي) ودود ومتعاون وليس من يقتل ويعتقل.
وأشار إلى أن الطلبة وأولياء الأمور يرفضون تلك الأنشطة بشكل قطعي، ومن يتعامل معها هم فئة قليلة مغرر بها.
وفي ذات السياق يقول رمضان طه الناطق الإعلامي باسم الاتحاد العام لأولياء أمور مدارس القدس إن المدارس التي تطبق برنامج متعدد الثقافات هي التي تتبع البلدية وتدرس المنهاج (الإسرائيلي) – البجروت-، مشيرا إلى أن مدى تطبيقها يعتمد على حجم سيطرة البلدية على تلك المدارس.
وأوضح طه (للرسالة نت) أن لجان أولياء الأمور في المدارس التي تدرس المنهاج الفلسطيني هي من تتحكم في نوعية الفعاليات اللامنهجية التي يمارسها الطلبة، حيث يتم التحديد مع المدراء نوعية الفعاليات لتكون سباحة وتعلم ركوب الخيل واللياقة البدنية، مع التركيز ألا تغذي الفكر والثقافة التطبيعية.
وأشار طه إلى أن تلك البرامج تنفذ عبر المراكز الجماهيرية التي يسوق لها بعض الناس المنساقة مع الاحتلال لاستقطاب مواطنين لا يملكون الوعي مقابل خدمات صحية وتأمين وطني، بالإضافة إلى تقديم الرعاية لكبار السن ومن لديهم مشاكل أسرية، ومؤخرا عملوا على برامج لتعليم القران الكريم.
وأكد أن تلك المراكز الجماهيرية هي السبب الرئيسي في عملية هدم البيوت وتغيير نمط الحياة والتضييق على المقدسيين.
وبحسب متابعته فإن تلك المراكز عملت على استحداث برامج كـ (أهالينا) بديلا عن لجان أولياء الأمور التي تتابع في المدارس لتسويق الرواية (الإسرائيلية).