قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: باراشوت السفير

الرسالة نت- غزة

في الوقت الذي كانت تشهد حسابات منصات التواصل الاجتماعي تذمرا واسعا بسبب تفاقم أزمة الكهرباء في قطاع غزة، تزامنا مع تأخر صرف رواتب الموظفين الذين يتقاضون رواتبهم من الحكومة في القطاع، كان ممثل الاتحاد الأوروبي في فلسطين، سفين كون فون بورغسدورف، يحلق عبر "باراشوت" في أجواء بحر غزة.
 
جاء ذلك خلال مشاركته في اختتام فعالية الاتحاد الفلسطيني للشراع والتجديف تحت مسمي "نجدف من أجل كوكب أزرق"، والتي نظمها الاتحاد بالشراكة مع مكتب الاتحاد الأوروبي في فلسطين حيث تضمنت العديد من الفعاليات والنشاطات الرياضية بالإضافة إلى النشاطات الترفيهية للأطفال.
 
بورغسدورف أكد أن إمكانات وقدرات الشباب في فلسطين كبيرة، وقال: "إننا نرى الشباب يتفوقون في كل جانب من جوانب الحياة، ونحن فخورون بقدرتنا على المساهمة في تمكين الشباب في جميع القطاعات"، بالإضافة إلى أهمية الاستثمار المتواصل في الأعمال والشباب والصحة والتعليم نحو تنمية اقتصادية مستدامة في فلسطين.
 
بورغسدورف حلق عاليا فوق شاطئ البحر وسط تصفيق المتواجدين في المكان، ولربما تمنى كل المتواجدين لو أنهم يحلقون أيضا في سماء فلسطين كل فلسطين وقد تحررت من الاحتلال البغيض الذي يحكم حصاره على قطاع غزة برا وبحرا وجوا، ويفاقم أزماته المختلفة.
 
سكان قطاع غزة الذين يكرمون ضيوفهم سواء كانوا برتب ومناصب سامية أو حتى سياح عاديين، ينتظرون من الاتحاد الأوروبي مواقف أكثر تأثيرا على سلوك الكيان الإسرائيلي، لردعه عن ممارسة العقاب الجماعي لأكثر من مليوني مواطن، يعيشون على المساعدات والمساعدات فقط.
 
حالة الأمن والأمان التي تمتع بها بورغسدورف خلال تواجده في قطاع غزة، تتطلب منه أن يصدح بكلمة حق أمام العالم، بأن غزة تديرها قيادة همها وشغلها الشاغل توفير حياة كريمة للناس، وتسعى بكل قوة إلى انعتاقهم من الاحتلال المجرم والظالم، الذي يحاصرهم لنحو 17 عاما، وينغص معيشتهم، وليست قيادة إرهابية كما تصورها الدعاية الصهيونية في ماكيناتها الإعلامية التي تستهدف الرأي العام الدولي.
 
وقبل أن أختم، أريد أن يعلم بورغسدورف أن الشباب الفلسطيني الذي يشيد بإمكاناته وقدراته، يستحق أن يضاعف الاتحاد الأوروبي من دعمه وإسناده وتمكينه، ولا جدوى من كل برامج الاتحاد في القطاع إذا لم تساهم بشكل جدي وفاعل في حل أزماته الكبرى المتواصلة والمتفاقمة، وغير ذلك يبقى جهدا محدودا يشكرون عليه، لكن تأثيره محدود جدا.
 
 
 
البث المباشر