(عين الهوية) قرية مهددة بالاستيطان.. ما حكايتها؟

الرسالة نت– مها شهوان

بقرار حكومة الاحتلال (الإسرائيلي) الأسبوع الماضي تخصيص ميزانية تقدر بـ 120 مليون شيكل (33 مليون دولار) على امتداد 3 سنوات، وقعت (عين الهوية) الفلسطينية في دائرة الاستيطان.

وتهدف حكومة الاحتلال وفق مزاعمها من المشروع الذي قدمه وزراء التراث الحاخام عَميحاي إلياهو (عوتسما يهوديت)، والمالية بتسلئيل سموتريتش (الصهيونية الدينية)، والسياحة حاييم كاتس (الليكود)، للحفاظ على الآثار وحمايتها في الضفة الغربية.

ويسمى نبع عين الهوية أيضا مغارة الشموع، فهو يقع في واد بين جبال تكسوها أشجار الزيتون، وتتوسطها أراض تزرع بالخضروات بطريقة بدائية، ولكثرة عيون وينابيعِ المياه الطبيعية في المنطقة سماها الفلسطينيون وادي العيون، وتمتد من قرية بتير حتى بلدة حوسان غرب بيت لحم، على الخط الفاصل بين الضفة الغربية ومدينة القدس المحتلة.

وسيطرت (إسرائيل) على نحو 4 آلاف دونم من أراضيها لبناء مستوطنة بيتار عليت التي تعد واحدة من مستوطنات غوش عتصيون (الإسرائيلية).

ويعتمد مزارعو المنطقة على نبع عين الهوية لري مزروعاتهم التي يعتاشون منها، بحيث تقسم المياه لكل مزارع وفق نظام معتمد منذ مئات السنوات.

ويستخدم مزارعو البلدة نظام الري القديم والمعروف باسم القنوات (الترع)، كما وتمنع سلطات الاحتلال السلطات المحلية الفلسطينية من ترميم أو تأهيل محيط النبع بحجة أنه يقع ضمن أراضي مصنفة "ج".

وما جعل الموقع مطمعا للاحتلال هو تمتعه بطبيعته الخلابة لأهالي البلدة، فتاريخ ينابيع المياه الجوفية في بلدة حوسان، يعود إلى الفترة الرومانية، ولها مكانة تاريخية وأثرية يتردد عليها السياح الفلسطينيين من مدن الضفة.

يقول ممدوح حمامرة أحد سكان المنطقة، إن المزارعين في عين هوية لديهم مخاوف من ارتفاع وتيرة الاستيطان في المنطقة التي يعيشون فيها ويعتمدون على مصدر رزقهم من أراضيها، مشيرا إلى أن الاحتلال في وقت سابق سرق بعض أراضيها وضمها لمستوطنة هناك، ومن يريد الدخول لأرضه عليه أخذ الإذن من حراس المستوطنة، فإما يسمحون له أو يمنعونه.

وذكر حمامرة (للرسالة نت)، أن المزارعين يتعرضون لمضايقات من المستوطنين بشكل مستمر، حيث يتم حرق محاصيلهم وقلع أشجارهم، وضخ المجاري والمياه العادمة لتخريبها وتنفير أصحابها منها، لكنهم في كل مرة يتشبثون بأرضهم ويستصلحون ما تبقى.

وتطرق حمامرة إلى مطامع المستوطنين في عين هوية، فهو يؤكد أن لها أهمية خاصة بالنسبة لهم، حيث يقومون ببعض الطقوس والصلوات على منابع العيون، كما ويغطسون فيها ويحضرون أولادهم الصغار، وأشار إلى أنهم يأتون في ساعات الفجر الأولى مستغلين عدم وجود المزارعين.

وأوضح أن خطورة ذلك تنبع في محاولة المستوطنين ترسيخ أن عين هوية لهم وأنهم أصحاب الأرض، كما أن إحضار أولادهم الصغار ليرسخوا في عقولهم أن هذه الأرض ملكهم وبالتالي يتعلق الطفل بالمكان ويكبر وهو يعتقد أنه له.

ورغم محاولات الاحتلال سرقة أراضي عين الهوية، إلا أن الأهالي يقفون بالمرصاد له دفاعا عن ممتلكاتهم وتاريخهم.

البث المباشر