تستمر السلطة في رام الله في طعن خاصرة الفلسطينيين بتكثيف الاعتقالات السياسية التي تستهدف بالدرجة الأولى المقاومين والمطاردين لجيش الاحتلال.
وتأتي ذروة الاعتقالات السياسية، في ظل تنامى المقاومة بالضفة وعدم قدرة (إسرائيل) على إدارة المشهد في الضفة، والذي عملت عليه بعد معركة "السور الواقي" عام 2022.
وكان للفشل الذريع لقوات الاحتلال في مخيم جنين الشهر الماضي، دورا كبيرا لتصعيد السلطة للاعتقالات السياسية، ضمن سياسة تبادل الأدوار بين السلطة و(إسرائيل).
سخط كبير
بدوره، أكد الكاتب والمختص في الشأن السياسي، مصطفى الصواف، أن الاعتقالات السياسة جريمة مكتملة الأركان وهي تضر بالنسيج المجتمعي وتجعل حالة السخط عالية مما ترتب عليها سلبيات ضارة بالمجتمع.
وقال الصواف في حديث لـ (الرسالة نت) إن إصرار اجهزة السلطة على استمرار الاعتقالات يؤكدان أن هذه السلطة تعمل لصالح أجندة ومصالح تعارض المصالح الفلسطينية.
وأوضح أن استمرار الاعتقالات والاصرار عليها سيولد حالة خطيرة تؤدي إلى مواجهة بين المقاومة وأجهزة السلطة وهذا ما يريده الاحتلال.
وأشار إلى أن الاحتلال يعمل على سياسة "اشغال الفلسطينيين بأنفسهم، بدلا من مقاومة ومع الأسف السلطة تدرك ذلك وتصر عليه وكأنها تريد الوصول إلى هذه المرحلة".
ولفت إلى أن التخلص من الاعتقالات بات أمرًا صعبًا في ظل عقلية "أصحاب أوسلو"، "ولذلك وقوف الجماهير في وجه السلطة أمر مهم لمنع اعتقال المواطنين".
وشدد على ضرورة الوقوف وبقوة أمام هذه الاعتقالات التي تنال من المقاومين ورموزهم في الضفة، "حتى لو حدثت اعتصامات ومواجهات تحول بين أجهزة السلطة والاعتقالات ورفض الاستجابة لاستدعاءات السلطة".
وأمس الأربعاء، اندلعت اشتباكات مسلحة، بين أجهزة السلطة وعناصر مجموعات المقاومة في مخيم جنين، احتجاجاً على استمرار الأجهزة الأمنية في اعتقال خالد العرعراوي، والد الجريح كمال، وعم الشهيد مجدي العرعراوي.
وتستمر أجهزة السلطة في اعتقال المسن العرعراوي على خلفية أحداث طرد وفد حركة فتح والسلطة من المخيم في الخامس من يوليو الماضي.
ووفق شهود عيان فإن الاشتباكات وقعت بعد منتصف الليل، عقب إطلاق نار استهدف مقر المقاطعة، ما دفع أجهزة الأمن إلى التجمع على مشارف المخيم وإطلاق الرصاص وقنابل الغاز المسيل للدموع.
في حين، يرى المحلل السياسي، سليمان أبو ستة، أنه منذ توقيع السلطة لاتفاقية أوسلو وهي مصرّة على التعاون الأمني ولم تفكّر في تغيير سلوكها.
وقال أبو ستة في حديث لـ (الرسالة نت): "بالتالي يعتبر التخلص من المقاومين من أهم أعمال السلطة، وأفعالها تدلل على ذلك دون تحقيق أي نتائج".
وأضاف: "اليوم نجد أن الاعتقالات بلغت ذروتها وباتت غير مسبوقة ولا يمكن تحمّلها، ويأتي ذلك التصاعد في الاعتقالات بعد تنامي حالة المقاومة في مدن الضفة وحالة المقاومة المتصاعدة في شمال الضفة".
وعن إجابته لسبل منع الاعتقالات السياسية مواجهة هذا السلوك، دعا أبو سنة لتصعيد العمل المقاوم مع الاحتلال بشكل أكبر.
وتابع: "وكذلك يجب على الفصائل الفلسطينية أن يكون لديها موقف واضح وعملي بعيدا عن العبارات الرنانة فقط".
وشدد على وجوب أن تعمل الحاضنة الشعبية أيضا على منع هذه الاعتقالات والعمل على ثورة شعبية ممتدة في كل مناطق الضفة".
وطالب بتنفيذ الخطوات السابقة وهو ما سيكون ضامن لوقف تغوّل السلطة ضد الفلسطينيين وسينمّي العمل المقاوم.