حالة من الغليان تجتاح مدن الضفة الغربية بسبب تغول الأجهزة الأمنية واعتداءاتها بحق المواطنين في العديد من المدن، والتي وصلت حد القتل وإطلاق النار، وكانت الاعتداءات الأبرز من نصيب مدينتي الخليل وجنين.
وشهدت مدينة جنين في الضفة الغربية مواجهات وتبادلا لإطلاق النار بين محتجين وقوات الأمن الفلسطيني على خلفية مقتل شاب فلسطيني في إطلاق للنار على سيارة كان يستقلها.
واتهم المحتجون قوة أمنية فلسطينية بإطلاق النار على السيارة، حيث هاجموا مقر المقاطعة في المحافظة، وقد سُمعت أصوات إطلاق النار.
وأطلقت قوات الأمن الفلسطيني قنابل مدمعة على محتجين داخل مستشفى ابن سينا في جنين.
وبالانتقال إلى مدينة الخليل اعتدى عناصر من أجهزة أمن السلطة، على الصحفيين والطلبة برشهم بالغاز ومصادرة كاميراتهم خلال تغطيتهم وقفة احتجاجية دعت لها كتل طلابية أمام جامعة الخليل، واعتدت الأجهزة على الطالبات لتصل الأمور لنقطة اللاعودة.
واستمرارا في الانتهاكات اقتحم مسلحون من مخابرات السلطة بالخليل قد اقتحموا مساء الجمعة، منزل الأسير المحرر حازم الفاخوري وزوجته الكاتبة لمى خاطر بسبب موقفهم الرافض للاعتداء على طلبة جامعة الخليل أمس الخميس.
واعتدى عناصر جهاز المخابرات عل الفاخوري أمام زوجنه وبناته بعدما كسروا باب البيت وحّطموا كل ما وجدوه في طريقهم بالعصي.
خدمة للاحتلال
وفي السياق أكد رئيس تجمع الشخصيات المستقلة خليل عساف، أن ما ترتكبه أجهزة السلطة من فظائع وقمع للحريات هو بمثابة خدمة مجانية للاحتلال، موضحا أن سلوك السلطة هو عربدة إجرام وغير مبرر مطلقا.
وشدد على أن ما حدث من اعتداء على منزل الأسير المحرر حازم الفاخوري وتكسير يده وتحطيم سيارته هو أمر مُخزٍ ومعيب.
كما وصف عساف اعتداء أجهزة السلطة على الطالبات الحرائر في جامعة الخليل بأنه خارج عن العرف الفلسطيني ولا يمكن السكوت عنه.
بدوره قال النائب باسم زعارير إن ما قام به عناصر السلطة وقبلهم الشبيبة في جامعة الخليل ومحيطها هو استفزاز وإيذاء مشاعر الفلسطينيين على مستوى الوطن.
وأضاف زعارير أن المرأة لها حرمة في وطننا، ومن يعتدي عليها يتحمل مسؤوليات كبيرة ويعتبر جرمه مضاعف بشكل كبير.
وأوضح أن الاعتداء على الحرائر في جامعة الخليل استنفر جميع أطياف وعائلات الخليل وشكل حالة غضب عارمة في المحافظة.
وأشار إلى أن جامعة الخليل تكيل بمكيالين ولها سوابق فيما يتعلق في قمع الحريات وحالة الإقصاء التي تستخدمها ضد طلاب الكتلة فيها.
خطط ممنهجة
الناشط والكاتب ياسين عز الدين قال:" السلطة تسعى لتجريد مجتمعنا من كل الأخلاق والفضائل بحيث يصبح الانفلات الأمني والجريمة المنظمة أمرًا طبيعيًا، نفس أسلوب الاحتلال في الداخل المحتل.
وأضاف:"ما دامت هذه السلطة موجودة فستقودنا إلى الهاوية، لا يوجد حل سوى مواجهتها ووضع حد لها بالقوة، مشيرا إلى أنها تسعى لافتعال الفتن والمشاكل في جنين والخليل وقطاع غزة ومخيم عين الحلوة في ذات الوقت.
واعتبر أن تصدي طالبات وطلاب جامعة الخليل لبلطجة الشبيبة الفتحاوية وأجهزة الأمن يؤذن بمرحلة جديدة، وبالأخص إن دفع المعتدون ثمن اعتدائهم.
وأكد عز الدين أن هنالك تناسب عكسي بين تغول السلطة والتصدي للاحتلال، فكلما زادت السلطة تغولًا وقوة كلما تراجعت مقاومة الاحتلال، وكلما ضعفت السلطة تقدمت المقاومة.
وبين أنه من الطبيعي عندما يتمتع قتلة نزار بالحرية أن يعتدوا على الطالبات وأن يسرقوا جوالاتهم، قائلا: "إذا كانوا اليوم يعتدون على طالبات من تيار سياسي معين، فغدًا سيعتدون على طالبات لا تتدخلن بالسياسة وبذرائع مختلفة".
ووفق عز الدين فإن أفعال السلطة مشاكل مفتعلة من لا شيء، مضيفا: "تخيلوا أن أمن السلطة هاجم الليلة مستشفى ابن سينا بقنابل الغاز! من الذين يستهدفونهم بالضبط؟
تهديد للسلم
وأكد القيادي في حركة حماس عبد الرحمن شديد أن اعتداء عناصر من أجهزة السلطة الأمنية على الكاتبة لمى خاطر وزوجها الأسير المحرر حازم الفاخوري وكسر يده في منزلهما، وتحطيم مركبتهما، بلطجة وعمل جبان وسلوك عصابات غير مقبول.
وقال شديد إن هذا الاعتداء الجديد على المهندس الفاخوري وزوجته على خلفية موقفهم الرافض للاعتداء الآثم على طلبة وطالبات جامعة الخليل أمس الخميس، يضاف إلى مسلسل لا يتوقف من تغول الأجهزة الأمنية على مكونات شعبنا وخاصة الفئات الفاعلة من الأسرى المحررين والمقاومين والنشطاء والكتاب الصحفيين، بذرائع غير مقبولة.
وشدد على أن الاستمرار في هذا النهج يهدد السلم الداخلي ويضع العلاقات المجتمعية على المحك.
واستنكارا لأفعال السلطة أعلن رياض جرادات أحد كوادر حركة فتح في سعير بمدينة الخليل، الجمعة، استقالته من الحركة، على إثر اعتداء عناصر من فتح والأجهزة الأمنية التابعة للسلطة على الطلاب والطالبات بجامعة الخليل.
وكتب جرادات على صفحته عبر فيسبوك: "بعد التوكل ع الله وبعد تفكير طويل ومرير، قررت تقديم استقالتي من هذه الحركة التي لم يعد فيها مكان للشرفاء والمناضلين واصبحت جسر عبور للجواسيس والدخلاء والمارقين ناهيك عن المستثمرين والمحتكرين وراكبي الموجة".
وأضاف: "٣٥ عام قدمنا ما استطعنا تقديمه لله وللوطن، حسبنا الله ونعم الوكيل في كل من تلاعب وكذب وقصر/ وزوال سلطة أوسلو قاب قوسين او أدنى".
ويشار إلى أن جرادات هو أحد أقارب الصحفي ساري جرادات الذي تم الاعتداء عليه من عناصر حركة الشبيبة الذراع الطلابي لفتح، في جامعة الخليل أمس الخميس.
وأدانت عائلات وعشائر الخليل "اعتداء عناصر أمنية بلباس مدني على طالبات جامعة الخليل"، وقالت إنها "ستلاحق المعتدين قانونياً وعشائرياً".
وأكدت عائلات الطالبات المعتدى عليهن إنها "ستتخذ الخطوات العشائرية والقانونية لملاحقة المعتدين"، وحمَلت إدارة جامعة الخليل "مسؤولية الفشل في احتواء الموقف الذي أدى إلى هذا الاعتداء الخطير"