قائد الطوفان قائد الطوفان

عريـس غـزاوي يوحـد فتـح وحماس بطريقتـه الخاصـة



غزة/الرسالة

مشهد لم يكن متوقعاً من قبل الفتحاويين.. رايات صفراء ترفع في أعراس إسلامية؟! هذا السؤال وغيره راود الكثير من المواطنين ممن حضروا حفل زفاف أحد العرسان الذين ينتمون لحركة حماس في منطقة الشجاعية.

حماس في الضفة مضطهدة من قبل أجهزة عباس وفياض، لا حيلة لها في التصرف بما تريد.. أعمالها تحت المراقبة والمتابعة.. الاعتقالات مستمرة في صفوف أعضائها بالجملة.. فتح في الضفة لا تسمح لحماس بالخروج في مسيرات تضامن مع الأقصى الأسير المحاصر.. لماذا هذا العمل يحصل في الضفة.. على العكس تماماً ما حدث في غزة أول من أمس الخميس.
أشقاء العريس، وأبناء عمومته جميعاً هم ينتمون لحركة فتح والأجهزة الأمنية السابقة، أما العريس (م.ش) فهو ينتمي لحركة حماس ويعمل في أجهزة وزارة الداخلية الفلسطينية في غزة.

هذا التناقض خلق العديد من المشكلات في كيفية إقامة عرسه، على النطاق الفتحاوي لإرضاء عائلته، أم على النطاق الإسلامي لإرضاء نفسه وأصدقاءه ويكون مرتاحاً من هذا العمل.

كانت إحدى هذه المشكلات في وضع الرايات الصفراء في مكان الاحتفال بالعرس الذي أحيته فرقة الفوارس الإسلامية حيث قوبلت هذه الفكرة بالرفض تماماً من قبل العريس، في حين تزينت المنطقة بالرايات الخضراء، ولكن في النهاية أدرك الجميع عدم إدخال العرس في مستنقع السياسة والخلافات الداخلية التي خلقها الانقسام بعد الحسم العسكري في قطاع غزة في يونيو 2007.

وفي خطوة فاجأت الجميع قام العريس كان مشغولاً بعدم تردي العلاقة بينه وبين إخوانه وأبناء عمومته بحمل الراية الصفراء والراية الخضراء في وقت واحد وصعد على منصة الحفلة. وهذا ما أيده جميع الحضور. في خطوة أدهشت الجميع ممن حضروا الحفل فما كان منهم إلا أن انخرطوا في الاحتفال مع العريس ومشاركته فرحته، مما أثار إعجاب ومساندة كل من تواجد في المكان، معرين عن أملهم أن يكون العرس مقدمة لوحدة جميع الفرقاء وعودة المحبة في نفوس الجميع.

في حين تحدث العريس عن شعوره عن هذا العمل ومدى قابلية أبناء عائلته لرفعه لراية فتح، فأجاب قائلاً: "أنا رفعت الرايتين لإرضاء إخواني وأبناء عمومتي والأهم من ذلك حتى لا تزيد الشحناء والفرقة بيننا"، وأضاف قائلاً: "إن أهلي وبعد رفعي للراية شاركوني عرسي أكثر من بداية الحفل حيث كان في البداية متحزباً نظراً لأني أعمل في أجهزة وزارة الداخلية في غزة".

وأردف قائلاً:" فرقة الفوارس كانت تعمل جاهدة على تقريب وجهات النظر عن طريق الأناشيد الحيادية التي لا تخلق المشاحنات في نفوس المواطنين. وإرسال البرقيات بأسماء الفتحاويين. وذكر أسماء القادة الفلسطينيين بمن فيهم قادة فتح ولا تمييز في ذلك".

حيث أكد أبو مجاهد مسئول قسم النشيد في الفرقة: "أن هدفنا هو الوحدة من منطلق دعوتنا، وتعاملنا بحكمة شديدة في هذا العرس بالذات لوجود زخم كبير من منتسبي الأجهزة الأمنية وأبناء حركة فتح في المنطقة".

وأضاف قائلاً: " أننا احتوينا الموقف بكل الركائز والأناشيد والتهاني المرسلة بأسماء أبناء فتح التي تساعد على منع اختلاق أي مشكلة".

يذكر أن الفرقة لاقت قابلية ووجه بشوش من قبل الحضور في منتصف الحفل بعد ما رفضت رفع شعار الحزبية، وأن الفرقة كانت متعاونة مع الجميع بكافة الأطياف الموجودة، حيث عمدت إلى إرسال كل البرقيات التي تأتي لتهنئة العريس، غير أنها تكون أحياناً باسم أبناء فتح في المنطقة مثلاً أو من كتائب شهداء الأقصى. فهذا ما أثار شعور المواطنين برغبة الفرقة وطبيعتها ومنهجها التي تسير عليه.

كما أكد أبو مجاهد أنه بعد انتهاء الحفل قام البعض من أبناء فتح بشكرهم على هذا الجهد العظيم الذي بذلته الفرقة وقالوا لهم "أنتم تستحقون الحب والاحترام والتقدير".



 

 

البث المباشر