لطالما كانت القدس محور الصراع مع الاحتلال، وهي فتيل الاشتعال في عمليات المقاومة ضد الاحتلال، والمنطلق الذي يتحرك لأجله الشباب المقاوم ضد (إسرائيل).
ومثّلت القدس والمسجد الأقصى، على تاريخ الصراع مع الاحتلال الصهيوني، نقطة انطلاق وبوصلة وحيدة للتحرير والعودة.
وفي تتبع لتاريخ المعارك مع الاحتلال، بقيت القدس أساس الصراع، وهو ما برهنته مؤخرا معركة سيف القدس التي خاضتها المقاومة بقيادة كتائب القسام في مايو من العام 2021.
أساس الصراع
المختص في الشأن (الإسرائيلي)، المقدسي إسماعيل مسلماني، أكد أن الاحتلال يدرك جيدا أن الاستيلاء على مدينة القدس والمسجد الأقصى وهو الأساس لاحتلال كامل فلسطين.
وقال مسلماني في حديث لـ (الرسالة نت) إن (إسرائيل) ومنذ احتلال فلسطين عام 1948، تضع نصب أعينها الاستيلاء على مدينة القدس والعمل وفق معتقداتهم الزائفة.
وبيّن أن المقاومة الفلسطينية تدرك هذا الأمر جيدا، لذا توجّه بوصلتها نحو القدس، وتؤكد في أكثر من مرة أن الصراع سيكون من أجل القدس.
وتطرق مسلماني للحديث عن معركة "سيف القدس" والتي كانت فارقة في تاريخ الصراع مع الاحتلال الصهيوني، وعملت على توجيه صفعة لقيادة الاحتلال.
وأكد أن "سيف القدس" وحّدت الجبهات، "فأن تطلق المقاومة في غزة صواريخها نصرةً للقدس، كانت علامة فارقة، دفعت بجميع الجبهات للعمل وفق هدف ورؤية واحدة".
ودعا إلى ضرورة الاستمرار في توجيه البوصلة نحو القدس، "فأي عمليات تهويد للمدينة المقدسة يعني ضياع كامل فلسطين".
ويتفق المختص في شؤون القدس، أمجد شهاب، مع سابقه، في أن القدس يجب أن تبقى أساس الصراع مع الاحتلال، "دون حرف للبوصلة لأي اتجاه آخر".
وقال شهاب في حديث لـ (الرسالة نت) :"على مدار تاريخ الصراع الممتد مع (إسرائيل) دائما ما نجد بطريقة مباشرة أو غير مباشرة أن القدس هي أساس تنامي العمل المقاوم".
وأشاد بالطريقة التي عملت بها المقاومة في غزة خلال معركة "سيف القدس"، مؤكدا أن لها الكثير من الأبعاد غير الملموسة.
وأضاف: "من ينظر لمعركة سيف القدس وتعاملها مع انتهاكات الاحتلال بحق المسجد الأقصى، يدرك أن المقاومة الفلسطينية تخطط لما هو أبعد من كونها خاضت جولة مع الاحتلال الإسرائيلي".
وفي سياق متصل، أكدت حركة "حماس" أن مصادقة حكومة الاحتلال الصهيوني على ما يُسَمّى بـ (الخطّة الاستراتيجية لتطوير القدس)؛ هي خطوة تهويدية خبيثة، تسعى من خلالها حكومة المستوطنين الفاشية إلى إحكام سيطرتها على مدينة القدس المحتلة، وعزلها عن محيطها الفلسطيني.
واعتبرت الحركة، أن خطة الاحتلال تهدف إلى إذابة وتشتيت الكتلة الفلسطينية، وإعادة هيكلة الواقع الديموغرافي في المدينة المقدّسة، بما يخدم مصالح الاحتلال وخططه لتهويدها وتهجير أهلها، في الوقت الذي يمنع فيه الاحتلال المقدسيين من البناء، ويمضي في جريمة هدم البيوت تحت حجج وذرائع واهية.
وشددت على أن هذا المخطط الفاشي هو جريمة عنصرية جديدة، تطال مدينة القدس المحتلة وهويتها وأهلها، أمام مرأى ومسمع العالم.