وُصفت عملية طوفان الأقصى، بالعملية الأكثر تعقيدا وسرية، وألحقت فشلا استخباريا غير مسبوق بالمنظومة (الإسرائيلية).
وبعد ثلاثة أيام على بدء كتائب القسام معركة طوفان الأقصى، وإعلان قائد أركان المقاومة محمد الضيف بأن هذه المعركة تأتي انتصارا للقدس والأسرى، لا تزال (إسرائيل) تبحث عن نفسها في وقت لم تفُق بعد من هول الصدمة.
وخلال أقل من ساعة في صباح السبت، السابع من أكتوبر، كان جنود كتائب القسام يسيطرون على منطقة "غلاف غزة" مع مقتل المئات من الجنود الصهاينة واعتقال العشرات.
** تساؤلات عدة
المختص في الشأن السياسي، عامر سعد، أكد أن الصفعة التي تلقتها (إسرائيل) في معركة "طوفان الأقصى" دللت على الضعف الكبير الذي يعتري جيش الاحتلال.
وقال سعد في حديث لـ "الرسالة نت" إن الفشل الاستخباري وضع (إسرائيل) في حيرة، حيث نجحت حركة حماس في طمأنة الاحتلال ما بعد معركة سيف القدس عام 2021، وذلك ضمن الخطة".
وأضاف: " ظنّ الاحتلال أن حماس تبحث عن التسهيلات والوضع الاقتصادي في غزة أكثر من بحثها عن المقاومة".
ووفق سعد، فإن ما فعلته حركة حماس برئاسة يحيى السنوار في غزة، يأتي ضمن الخطة التي نفذتها باقتحام المستوطنات يوم السبت الماضي، ولولا هذه الطمأنة لما نجحت استخباريا.
وأشار إلى أن هناك رؤوسا في قيادة دولة الاحتلال ستقلع بسبب الفشل الاستخباري، والذي لم يضع الاحتلال فقط في حيرة، بل دفع بالولايات المتحدة للتساؤل والاستغراب من ذلك.
وتساءل ضباط سابقون في جيش الاحتلال والشاباك عن سبب الفشل الاستخباراتي الكبير الذي تمثل في عدم وجود أي معلومة حول نية حماس تنفيذ هجوم بهذا الحجم، والذي ضم مئات المقاتلين وعلى الرغم من ذلك، فقد فاجأ الجميع.
وجاء على لسان أحد الضباط السابقين "عملية كهذه اشترك فيها المئات على الأقل، كيف لم نعرف بها؟!".
وقالت القناة 12 العبرية إن الهجوم الذي نفذته حماس اشتمل على السيطرة على مواقع الجيش وقواعده العسكرية وكيبوتسات وبلدات في الغلاف وبعض البلدات خارجه، طارحة عدة تساؤلات وصفتها بالقاسية جداً وهي:
كيف انهار الجدار الأكثر تطوراً في العالم والذي كلف المليارات وتحطم وجرى اختراقه من 15 نقطة على الأقل؟
كيف اقتحم مقاتلو حماس قواعد الجيش وبلدات الغلاف دون مقاومة؟
كيف غابت عملية ضخمة مماثلة عن رادار أجهزة الأمن؟
لماذا غاب كبار الساسة عن المشهد في الساعات الأولى ولم تسمع كلمتهم؟
وساد شعور بالصدمة الكبيرة والإحباط خلال حديث القناة مع كبار قادة المؤسسة الأمنية السابقين، حيث قال ضابط كبير كان يخدم في منطقة الغلاف لسنوات إن ما جرى عبارة عن "تعفّن أصاب الجيش منذ سنوات والآن دفع ثمنه الجيش والمستوطنون، أعرف تلك المنطقة، أين كانت الكاميرات، أين كانت منظومة النسر الوردي؟ ألم يكن بالإمكان قطع الطريق أمام قوافل المسلحين؟ أين ذهبت الدوريات الروتينية على الحدود؟ في جميع النقاط هنالك رشاشات ثقيلة فلِم لم يتم استخدامها؟
** صدمة كبيرة
في حين أكد الكاتب والمختص في الشأن السياسي، مصطفى الصواف، أن حماس في المرحلة السابقة كانت تعتمد سياسة مراكمة القوة عبر التدريب وعبر الإعداد والتصنيع بكل أشكال المقاومة.
وقال الصواف إن حماس نجحت في هذه السياسة والتي كانت واضحة من خلال عملية (طوفان الأقصى)، مبينا أن حماس تحملت كل استفزازات الاحتلال حتى جاء الموعد الذي حددته لتنفيذ العملية التي أذهلت الاحتلال وأفقدته عقله ورشده".
وأضاف: "كتائب القسام نفّذت العملية بكل قوة وأحدثت إرباكا شديدا للاحتلال بقادته السياسيين والعسكريين الذين لا زالوا يعانون الصدمة ويتخبطون بشكل جنوني، "ولا زالت المقاومة أيضا تضرب الاحتلال عبر رشقات الصواريخ وعبر الاشتباك مع جنوده في المستوطنات حتى هذه اللحظة والاحتلال لم يتمكن من السيطرة على عشرات المقاتلين داخل غلاف غزة".
وتابع: "صحيح أن الاحتلال أعلن حالة الحرب على غزة وهذا ليس ناتجا عن قوة ولكنه تصرف أرعن ناتج عن ضعف من خلال قصف البيوت السكنية على رؤوس ساكنيها".
وبجانب النجاح الاستخباري الكبير، أكد الصواف أن المقاومة لم تقل كلمتها الأخيرة، ولديها مفاجآت سنراها "رأي العين" في الساعات القادمة.