قالت فصائل المقاومة الفلسطينية إن رد تنظيم الشعب الفلسطيني الموحد ومقاومته على ارتكاب الاحتلال لأي حماقة بحق شعبنا وقيادة المقاومة سيكون غير مسبوق، مضيفةً: "فلا زال سيف القدس مشرعاً، ولا زالت وحدة الساحات والجبهات ميدانا للمعركة القادمة".
وأضافت الفصائل في مؤتمر لها، اليوم الثلاثاء، في مدينة غزة، أن قول الفصل وفصل الخطاب، فيما تجأر به عقيرة العدو الصهيوني الجبان بالتهديد والوعيد لشعبنا ومقاومتنا وقياداتنا الوطنية، والتي كان آخرها تهديد نتنياهو باغتيال الشيخ المجاهد صالح العاروري وإخوانه، وبعد التأكيد أن الشهادة هي أقصى ما يمكن لأي فلسطيني أن يتمناه خاتمةً لمسيرة حياته الجهادية الطويلة، إلا أننا نقول لهذا العدو الجبان والمأزوم إن ارتكاب أي حقامة سيكون رد المقاومة غير مسبوق.
وأشارت في أعقاب اجتماعها الدوري الهادف لمتابعة المستجدات السياسية والوطنية، إلى تصاعد ثورة شعبنا وانتشارها على امتداد جغرافيا الضفة الفلسطينية الباسلة دفاعاً عن أرضنا وشعبنا وقدسنا وأقصانا، وعلى وقع التهديدات الصهيونية المتتالية الصادرة عن مؤسسات العدو الحكومية والعسكرية والأمنية، والتي تعكس مدى تطور مسيرة المقاومة كماً ونوعاً ومستوى تأثيرها على مشاريع العدو، إضافة إلى تفاقم حجم أزماته الداخلية.
وباركت الفصائل ثورة شعبنا المتصاعدة في الضفة الفلسطينية الباسلة والقدس الشريف، داعيةً كافة شبابنا للالتحاق بهذا الركب المبارك وحيازة شرف المشاركة في معركة التحرير والعودة التي نرى شرارتها قد انطلقت فعلاً من قلب مخيمات وقرى ومدن ضفتنا الباسلة.
كما دعت للمزيد من الالتفاف الشعبي والجماهيري حول هذا الخيار المقدس الذي يمثل البوابة الوحيدة لحماية الأقصى من مخططات الهدم والتهويد وصون الأرض من غول الاستيطان وحماية شعبنا من سوائب المستوطنين على طريق الخلاص من هذا الاحتلال البغيض.
وأكدت أن استمرار العدو في تنفيذ جرائمه بحق مدينة القدس وأهلها عموماً وبحق المسجد الأقصى على وجه الخصوص، وخاصة ما تسمى بالخطة الخمسية الهادفة إلى فرض التقسيم المكاني والزماني مقدمة للاستيلاء والسلب والهدم والتهويد وأسرلة التعليم والمدينة وتغيير هويتها وطابعها العربي والإسلامي، إنما يمثل صاعق تفجير يهدد بإشعال الحرب الدينية الشاملة والتي لن تقتصر على شعبنا الفلسطيني وحده وإنما ستكون معركة كل أبناء الأمة العربية والإسلامية، والتي نثق أنها ستكون بداية النهاية لهذه الدولة المارقة.
وشددت على أن الاستمرار بسرقة ومصادرة الأرض الفلسطينية تحت حجج ومبررات واهية، بالتوازي مع تصاعد عمليات الهدم والاستئصال للمباني والمنشآت الفلسطينية، ومواصلة التضييق على أبناء شعبنا من خلال تصعيد اعتداءات ميليشيات المستوطنين وعصابات ما يسمى فتية التلال وعصابات تدفيع الثمن بحماية رسمية ومشاركة من قوات الجيش الصهيوني والتي وصلت إلى حد التشجيع الرسمي وتوفير الحصانة من قِبل وزراء في حكومة العدو، والتي تأتي جميعها ضمن تنفيذ خطة المجرم سموتريتش الهادفة إلى تهجير أبناء شعبنا وإحلال 2 مليون مستوطن مكانهم، كل ذلك يستوجب أكبر مشاركة من كل القطاعات والفئات والشرائح الشعبية والجماهيرية للتصدي لهذا المخطط اللعين وحماية مدن وقرى ومخيمات ومستقبل شعبنا على هذه الأرض، وهذا لن يكون إلا بالمزيد من عمليات المقاومة النوعية التي تسحق رأس هذا الاستيطان وتحيل حياة العدو إلى جحيم.
وقالت إن شعبنا الفلسطيني في كافة الساحات والجبهات وكل أماكن تواجده في غزة والضفة والقدس والداخل المحتل، وفي الخارج في كافة مواقع اللجوء والشتات، سيستمر بالقيام بدوره وواجبه الوطني المُقدس في مقاومة هذا الاحتلال المجرم والعمل على استئصاله من أرضنا، وتقديم كل أشكال الدعم والإسناد المادي والمعنوي والإعلامي والسياسي لثورة الضفة المشتعلة كلٌ حسب ظروفه وأدواته ووفق إمكاناته المتاحة حتى هزيمة الاستيطان والاحتلال ودحره عن كامل ترابنا الوطني.
وثمنت عالياً صمود أبناء شعبنا الفلسطيني في غزة وصبرهم على هذا الحصار الظالم، واستمرارهم في تقديم كل أشكال الدعم والإسناد لمقاومتهم الباسلة في مشهد وطني رائع يعكس متانة جبهتنا الداخلية وقوة الحاضنة الشعبية الأصيلة، قائلةً "وفي هذا المقام لا يفوتنا أن نتوجه بالشكر والتقدير إلى اللجنة الحكومية في غزة على حرصها واستجابتها لكل النداءات الغيورة التي أدت إلى اتخاذها عشرات القرارات الإدارية التي من شأنها التخفيف عن أبناء شعبنا ودعمهم وتعزيز صمودهم".
وأضافت: "ونحن نستحضر دور أمتنا العربية والإسلامية في كل ميدان من ميادين مواجهة هذا الاحتلال خصوصاً أمام وصمة العار التي تلتصق بجبين كل نظام عربي يُطبع مع هذا العدو المجرم ويفتح أبواب عواصمنا أمام قياداته الملطخة أيديها بدماء شهداء شعبنا، نقف بكل الإجلال والتقدير أمام هذه الانتفاضة الشعبية العفوية للشعب الليبي الشقيق وهو يلفظ التطبيع والمطبعين ويعكس حقيقة موقفه الوطني والعقائدي الأصيل تجاه فلسطين وشعبها وقضيتها الوطنية، لنقول شكراً أهلنا في ليبيا ولتكونوا طليعة الأمة وقدوتها وملهمها لمواجهة عار التطبيع في هذا الزمان".