قائد الطوفان قائد الطوفان

بعد كشف مؤسسة (إسرائيلية) عن جريمة تعرية الحرائر بالخليل

مختصون للرسالة: أين مؤسساتنا من فضح جرائم الاحتلال بحق النساء؟

غزة – مها شهوان

"الموت أكرم لنا من حياة لا تحميها الرجال" ذلك ما قالته أمهات الشهداء لعشائر الخليل، بعد تقرير نشرته صحيفة "هآرتس"، أن مجندتين ملثمتين في جيش الاحتلال (الإسرائيلي)، كانتا تحملان السلاح ويرافقهما كلب مدرب على الهجوم، أجبرتا خمس نساء فلسطينيات في مدينة الخليل، جنوبي الضفة الغربية المحتلة، على خلع ملابسهن بالكامل، كل واحدة على حدة، والتجول أمامهما عاريات.

وأثار التقرير الذي كشفته صحيفة "هارتس" عن تلك الحادثة غضبا فلسطينيا، وهدد الشباب الضفاوي بالانتقام، محذرين الاحتلال من مخاطر تكرار الحادثة.

ووجهت والدة عامر أبو عيشة رسالة إلى عشائر الخليل: "إذا لم نجد رجالا يحمونا، فالموت أكرم لنا من الحياة، وأن تنهش كلابهم لحومنا وعظامنا أهون علينا من أن يعرّينا الاحتلال".

بينما والدة الشهيدة القواسمي قالت: "الاحتلال ما كان له أن يتجرأ على شرف وعرض خليل الرحمن، لولا أنه وجد صمتاً مطبقاً تجاه هذه الجرائم التي تحدث ليل نهار أمام أعينهم".

وتقول منظمة بيتسيلم (الإسرائيلية) إنه لا توجد تقارير كثيرة عن تجريد النساء بالكامل في المداهمات العسكرية على منازل الفلسطينيين، لكن وثقت منال الجعبري محققة المنظمة في الخليل أنه خلال عملها على مدى 15 عامًا في "بيتسيلم"، حوالي 20 حالة من هذا القبيل، وتضاعفت الأدلة في الأشهر الأخيرة على تجريد النساء بالكامل تحت تهديد السلاح.

وبحسب الجعبري فإن النساء عادة ما يرفضن إجراء مقابلات أو الحديث للصحفيين عن التجربة المؤلمة التي مررن بها.

يقول عصمت منصور الكاتب السياسي: "كلما فضحت منظمة حقوقية اسرائيلية انتهاك جديد ضد شعبنا (آخرها التفتيش العاري لنساء في الخليل) تساءلت: أين منظماتنا نحن؟ أين مؤسساتنا؟ ولماذا لا تحظى هذه المؤسسات وتقاريرها بذات المصداقية؟ هل لأن الممول يتحكم في أجندتها؟ أم لإن مدراء هذه المؤسسات يعينون مثل قادة الأحزاب: من المهد الى اللحد".

وذكر منصور لـ (الرسالة نت) أن هذه القضية فيها كل أنواع الانتهاكات التي تمس الخصوصية والكرامة والإكراه والتهديد، مشيرا إلى أن ردود الفعل أغلبها عشائري فهم يعتبرون ما جري يمس شرفهم.

ويؤكد أن ما جرى مع العائلة يكشف انتهاكات الاحتلال التي لا تتوقف، فتلك النوعية من الانتهاكات لا تكشف عنها إلا منظمات (إسرائيلية) كون مؤسسات الضفة غير مؤهلة لذلك.

ويرى منصور أن المطلوب هو مبادرة المؤسسات المحلية لرصد تلك الانتهاكات، وأن تقوم السلطة بفضح الاحتلال ومواجهته دبلوماسيا، بالإضافة إلى رفض المواطنين تلك الانتهاكات ومحارباتها، إلى جانب الموقف الفصائلي الحازم كون الاعتداء على النساء لا يختلف عن عملية الاغتيال.

وفي ذات السياق تعقب الناشطة السياسية فادية البرغوثي بالقول: "الحالات التي أعلن عنها كانت خبرا صادما للكل الفلسطيني، فتلك حوادث غير مسبوقة بأن تجبر النساء على التعري عند اقتحام بيوتهن تحت تهديد السلاح من قبل المجندات".

وأكدت البرغوثي لـ "الرسالة نت" أن ما جرى تجاوز خطير فهو محاولة لتعويد الشعب على مثل هذه الانتهاكات التي فيها تجاوز لكافة المحرمات الدينية والاجتماعية والوطنية.

وذكرت أن للمرأة الفلسطينية مكانتها خاصة، ففي المرات التي كان الجنود يتعرضون لزوجة أو والدة الأسير عند الزيارة كانت تحدث ثورة ترعب كل من تسول له بالاعتداء أو التنغيص عليهن، بالإضافة إلى أن الاعتداء على المرابطات في الأقصى كان يعقبه مواجهات ومعارك عنيفة، متسائلة: ما بالكم بمجندات يقتحمن البيوت ويجبرن النساء على التعري؟

ويؤكد الأهالي بالخليل ولن تمضي الحادثة التي أعلن عنها عبر تقرير لمنظمة حقوقية (إسرائيلية) مرور الكرام، فثوار الضفة سينتقمون لحرائر الخليل كما خاضوا معارك ومواجهات مع الاحتلال نصرة للمرابطات في الأقصى.

البث المباشر