ما هي قصة روابي العيساوية المحاصرة في القدس؟

الرسالة نت- رشا فرحات

"نعيش هنا منذ سنين، وتفاجأنا قبل أيام بأننا ممنوعون من الدخول" هذا صوت من عائلة راضي، من سكان روابي العيساوية، وهي أرض تشكل جزءا من العيساوية تعيش فيها عائلة واحدة منعها الاحتلال من الدخول عبر البوابة على الرغم من وجودها قبلهم.

أبناء المرحوم راضي يعيشون في أرض روابي العيساوية منذ العام 67، عاشوا معاناة الخروج والدخول التي فرضها عليهم الاحتلال عبر بوابة إلكترونية بعد احتلال المدينة، وتحويل المنطقة إلى ثكنات عسكرية.

 ثم قبل أيام قرر الاحتلال إغلاق البوابة عليهم للأبد ومنعهم من الوصول إلى أعمالهم ومنع أطفالهم من الوصول إلى مدارسهم، والآن ستضطر عائلة راضي للذهاب من طرق التفافية وتقطع أربعة أضعاف المسافة والوقت للوصول الى أقرب المدارس.

أراضي الروابي 700 دونم، والعيساوية كلها أكثر من 14000 دونم مقسمة على 7 أحواض، يتحكم بها الاحتلال، ولا يسمح لسكانها بالانتفاع سوى بــ900 دونم.

وأقام الاحتلال مستعمرة (بيت إيل) بالقرب من العيساوية وباتت هي المسؤولة عن روابي العيساوية ولأجل ذلك يدخل الأهالي عبر بوابة بتصاريح، بعد فحص الأسماء المسجلة لدى المعسكر للسماح لهم بالدخول كإجراء متبع بقرار من المحكمة (الإسرائيلية) العليا منذ 10 سنوات، حتى فوجئوا قبل أيام بمنعهم من ذلك، ثم اضطروا للفة طويلة عبر طريق الزعيم أو العيزرية للوصول إلى منازلهم، بما في ذلك أطفال المدارس والموظفون.

مراد أنور من العيساوية تحدث عن كل هذه التفاصيل مع (الرسالة) قائلا: "الأصل أن الأراضي الشرقية للعيساوية مفصولة عن العيساوية بجدار الفصل العنصري وقريبة من الخان الأحمر، وقد صادر الاحتلال معظم أراضي العيساوية المقدرة بـ 10000 دونم والموجودة خارج الجدار".

ويصف مراد المشهد مضيفا: "أصبحت العيساوية أشبه بالمخيم، بيوته متلاصقة دون خارطة حياة واضحة، يأكلها الاستيطان، لا يوجد فيها بنى تحتية، ووظيفة الاحتلال هي التنغيص بشتى الطرق على الأهالي في محاولة للتطفيش، مع أن الأهالي جميعهم يحملون هوية مقدسية وتقع مسؤولية هذه المنطقة على بلدية القدس".

ويلفت مراد إلى أن الأهالي معهم قرار محكمة بالدخول عبر البوابة لأنها ملاصقة لأراضيهم، والخروج من أراض التفافية أخرى وصولا لأقرب مدرسة وهذا سيجعلهم يقطعون مسافة 7 كلم حتى يصلوا وهي المسافة التي تبتعد عنهم واقعيا مسافة نصف كلم لا أكثر.

المحلل السياسي المختص بقضايا الاستيطان من القدس أحمد قراعين يصور المشهد قائلا: تعتبر منطقة العيساوية من المناطق الفقيرة وتقع على سفوح جبال القدس الشرقية ومحاصرة من جميع الجهات بالاستيطان (الإسرائيلي) ومعسكرات الجيش، وحي الروابي بالذات ملاصق لمستشفى هداسا، وإسكان طلاب يهود، وقريب من الجامعة العبرية والتلة الفرنسية.

ويقدّر عدد السكّان حي العيساوية بـ 22,000 نسمة والكثافة السكّانيّة فيه تبلغ ثلاثة أضعاف ونصف مقارنة بالكثافة السكّانيّة في القدس.   

ويلفت قراعين إلى أن سياسة الاحتلال العنصرية التي تستهدف الحصول على الأرض تتعامل مع أهالي العيساوية بكل عنصرية وتقتحم الحي وتغلق المتاجر وتتحرش فيها في كل وقت لأنها معروفة بمقاومتها.

البث المباشر