تواصل جماعات الهيكل المتطرفة، حشد المستوطنين لأوسع اقتحام للمسجد الأقصى المبارك، خلال ثلاثة أعياد يهودية مقررة الشهر الجاري، في محاولة لتثبيت مرحلة جديدة من الاقتحامات تشكل خطراً جديداً على الأقصى والقدس بشكل عام.
وقال المختص في شؤون القدس بسام أبو سنينة إن الأقصى يعيش المرحلة الأخيرة من مراحل تهويده، بعد أن تخطي الاحتلال العسكري والسياسي والديموغرافي ليتعرض لمرحلة الاحتلال الثقافي.
وبيّن أبو سنينة أن الشعب الفلسطيني قادر على نصرة الأقصى، ولن يتراجع أي خطوة للوراء عن حماية مسجده المبارك.
ردع المستوطنين
ويرى أبو سنينة أن المطلوب هو رفع وتيرة عمليات المقاومة النوعية في موسم الأعياد اليهودية، للتنغيص على الاحتلال وجعله يفكر ملياً في تداعيات اقتحام الأقصى.
وأكد أبو سنينة أن الاحتلال يسعى لفرض وقائع جديدة في المسجد الأقصى المبارك، وجماعات الهيكل ستحاول أداء طقوسًا تلمودية مختلفة داخله لتكريس أن الأقصى مكان عبادة خاص بهم.
وأوضح أن كل أمر تستطيع تثبيته جماعات الهيكل على الواقع تبني عليه أمرًا جديدًا، والاحتلال يريد إيصال رسالة أنه صاحب السيطرة والسيادة على الأقصى.
ولفت أبو سنينة إلى أن الاحتلال يستهدف العنصر النسائي لأنهم الأكثر وصولًا للأقصى والرباط فيه.
سياسات فاشية
من جانبه، أوضح المحامي والناشط المقدسي بلال محفوظ، أن المسجد الأقصى يمر بأخطر مراحله، بفعل سياسات الحكومة الفاشية المتطرفة.
وأكد محفوظ أن التغول على المسجد الأقصى يزداد تدريجيًا، وأصبحت الخطط تنفذ على العلن وبغطاء رسمي.
وأشار إلى أن المسجد الأقصى مقبل على أعياد يهودية خلال الأيام المقبلة، وهذا ما يشير إلى التصعيد المرتقب.
وأوضح أن حكومة الاحتلال المتطرفة تجر المنطقة إلى حرب دينية، لكنها في ذات الوقت تخشى من عمليات المقاومة بالقدس والضفة.
وتشن قوات الاحتلال (الإسرائيلي) في القدس المحتلة حملة اعتقالات وإبعادات مكثفة عن المسجد الأقصى، طالت عشرات المرابطين والمؤثرين المقدسيين كإجراءات استباقية اتخذها، استعدادًا لأعياده اليهودية.
وتنطلق اقتحامات المستوطنين في موسم الأعياد اليهودية منتصف أيلول/ سبتمبر الجاري، بإحياء ما يسمى "عيد رأس السنة العبرية" الذي يستمر يومين، عبر تنظيم اقتحامات كبيرة للأقصى والبلدة القديمة.
ويلي ذلك ما يسمى "عيد الغفران" في الرابع والعشرين من سبتمبر، ويستمر لأسبوع، وينفذ فيه المستوطنون اقتحامات واسعة للأقصى، ثم يليه "عيد العرش" في التاسع والعشرين من سبتمبر ويستمر يومين، ويتخلل الاقتحامات تدنيس للأقصى وأداء طقوسٍ تلمودية.
وفي السادس من أكتوبر وهو اليوم السابع من “عيد العرش” يؤدي المستوطنون طقوسًا تلمودية، كما هو الحال في اليوم الذي يليه ويطلق عليه المستوطنون “بهجة التوراة".
وتستمر الأعياد اليهودية من الثامن من أكتوبر، وحتى ما يسمى “عيد الأنوار” في الثامن من ديسمبر، حيث يحاول المستوطنون اقتحام الأقصى بكثافة شديدة وتنفيذ طقوس تلمودية داخل الأقصى وعلى بواباته.
وتحاول جماعات الهيكل خلال الأعياد اليهودية، فرض وقائع جديدة في القدس، من خلال أداء المستوطنين طقوسًا تلمودية، أبرزها الصلوات والدعاء والصوم وذبح القرابين والنفخ في البوق وغيرها.