مع اقتراب الأعياد اليهودية.. خشية الاحتلال من عمليات المقاومة تتصاعد

الرسالة- محمد عطا الله

تخشى المؤسسة الأمنية لدى الاحتلال (الإسرائيلي) من عمليات المقاومة المتواصلة لا سيما في مناطق الضفة المحتلة والقدس والداخل المحتل والتي أخذت بالتصاعد منذ بداية العام الجاري، لتشكل قلقا ومعضلة كبيرة في ظل تحولها من العمل الفردي إلى المنظم.

وقال هيئة البث الرسمي (الإسرائيلي) "كان"، " بناء على التحذيرات الأمنية، جهاز الأمن (الإسرائيلي) يجري استعدادات أمنية، على نطاق واسع عشية الأعياد اليهودية التي تستغلها الفصائل والأفراد في تنفيذ عمليات"، مضيفة: "(إسرائيل) تستعد لمواجهة وإحباط عمليات هجومية تقدر بنحو 200 إنذار يوميا".

وزعمت أن "مسؤولين أمنيين كبارا في الجيش (الإسرائيلي)، نقلوا رسائل لحركة "حماس" عبر وسطاء حذروا فيها من إطلاق صواريخ من قطاع غزة خلال فترة الأعياد القريبة، حيث يستعد المستوطنون للاحتفال بأعياد رأس السنة العبرية"، مشيرة إلى أن الجيش دفع بـ 22 كتيبة في الضفة الغربية.

فيما ذكرت صحيفة "معاريف" العبرية في تقرير لها أعده الخبير تل ليف رام، أن "جهاز الأمن يشخصون دوما فترة الأعياد، كفترة ذات حساسية أمنية عالية"، لاسيما هذا العام الذي يشهد سلسلة عمليات متصاعدة.

وزعمت الصحيفة العبرية أن الشاباك (الإسرائيلي) تمكن من إحباط أكثر من 500 هجوم، في الأشهر التسعة الماضية، مقارنة بـ 472 حالة في 2022 بأكمله، وتعد هذه الأرقام مثيرة للقلق.

وأضافت الصحيفة أن "المشكلة التقليدية تتمثل في أن الأعياد اليهودية تعتبر عرضة للتوترات الأمنية بسبب التحريض الشديد الذي يرافقها من الجانب الفلسطيني، والرغبة بتنفيذ هجمات مسلحة، بدليل أن أربع هجمات خطيرة وقعت خلال هذه الفترة من 2022".

وتابعت أن الفارق، هو أن (إسرائيل) "أصبحت الآن في وضع أسوأ كثيرا بسبب السلسلة الأخيرة من الهجمات القاتلة، وقد تكون بمثابة مصدر إلهام للمسلحين، وكلها عوامل مؤثرة، وإشارة لهم بإمكانية تنفيذ هجمات مماثلة، ولهذا السبب، تعمل الأجهزة الأمنية حاليًا بشكل مكثف لاعتقال الناشطين البارزين، ووقف الهجمات التي قد يتم شنّها".

ويرى الكاتب والمختص في الشأن (الإسرائيلي) عصمت منصور، أن الاحتلال يستغل قضية الأعياد للترويج بأنه الضحية وأن الفلسطينيين يحاولون استهدافه وتخريب أعياده، في الوقت الذي يتغول فيه هو ومستوطنوه على شعبنا الفلسطيني.

ويوضح منصور في حديثه لـ "الرسالة" أن ممارسات الاحتلال وسلوك مستوطنيه هي التي تدفع نحو ردات فعل من المقاومين تجاه هذه الهجمات المتواصلة والتي تستهدف الفلسطينيين في كل مكان.

ويبين أن القراءة الأمنية لدى مؤسسة الجيش تشير إلى وجود عجز كامل في مواجهة العمليات في ظل توسعها واختلاف أشكالها التي تنوعت بين سلاح العبوات وإطلاق النار والطعن والدهس وغيرها من الأدوات التي تعكس تطورا كبيرا في العمل المقاوم.

ويشير إلى أن ما سبق يدلل على الحافز لدى المقاومة الذي يتنامى في ظل جرائم الاحتلال والتنكر لحقوق شعبنا الفلسطيني ومساعي حسم الصراع.

بينما يعتقد الكاتب والمحلل السياسي سليمان أبو ستة، أن الاحتلال في الضفة الغربية يعيش أزمة ومعضلة كبيرة عقب تصاعد الفعل المقاوم في الضفة، وبات يشعر بنقص جيشه في ظل نجاح المقاومة ونجاح حلفاء المقاومة في إغراق الضفة بالسلاح وتواصل العمليات التي شكلت حالة إرهاق له.

ويضيف أبو ستة في حديثه لـ "الرسالة" أن هذه البيئة في الضفة تتزامن مع حالة الاستفزاز المستمرة من المتطرفين وأعضاء حكومة الاحتلال وعلى رأسهم المجرم إيتمار بن غفير يدفع نحو تنفيذ عمليات كرد فعل على العربدة الصهيونية.

ويشير إلى أن المقاومة في الضفة تسير على خطى غزة وتطور أدواتها وتجرب أدوات جديدة من أجل مشاغلة الاحتلال ومحاولة ابتكار جديد بما يخلق حالة تساهم في طرد الاحتلال ومستوطنيه وتحرير الضفة.

البث المباشر