قائد الطوفان قائد الطوفان

كيف شكّل انسحاب الاحتلال من غزة نقطة تحوّل للمقاومة؟

الرسالة نت- خاص

شكّل انسحاب الاحتلال من قطاع غزة عام 2005، نقطة تحوّل في تاريخ المقاومة بقطاع غزة، التي كانت قبل ذلك في مرحلة تحوّل من الحجارة للسلاح والصاروخ بمراحله البدائية.

ويجمع المختصون في أن انسحاب الاحتلال من غزة، ساعد بشكل كبير على تراكم قوة المقاومة وصولا إلى تعدد استراتيجيات المواجهة.

وبعد 18 عاما على الانسحاب (الإسرائيلي) من غزة، والانتصار الكبير للمقاومة الفلسطينية، تتطلع فصائل المقاومة المرابطة على حدود القطاع إلى النقطة التالية ما بعد غزة، استكمالا لمشروع التحرير.

 نقطة تحوّل

بدوره، أكد المختص في الشأن السياسي، عامر سعد، أن الاحتلال ظنّ أن هروبه من قطاع غزة سيجلب له الأمان، لتكون محافظات القطاع نقطة انطلاق نحو التحرير الكبير.

وقال سعد في حديث لـ (الرسالة نت): "مع رحيل الاحتلال، باتت بيئة قطاع غزة تدعم المقاومة، وكانت عملية أسر الجندي شاليط أولى ثمرات اندحار الاحتلال عن غزة".

وأضاف: "نجد اليوم قوة الردع التي شكّلتها المقاومة في غزة، ورسّخت معادلتها في معركة سيف القدس في مايو 2021، لتنطلق وحدة الساحات التي عمّت جميع المناطق الفلسطينية، وما يحدث الآن من حالة ثورية متنامية في الضفة هو نتاج طبيعي للعمل المقاوم في غزة".

وشدد على ضرورة مراكمة القوة، واستنساخ تجربة غزة إلى باقي محافظات الوطن، "ولعل ما تمر به الضفة اليوم، هو ما يشكّل مراحل ما قبل اندحار الاحتلال من غزة".

وأقر قادة سابقون في الجيش والأمن (الإسرائيلي) أن الانسحاب من قطاع غزة عام 2005 كان تحت ضغط الخسائر التي تكبدها الجيش والمستوطنون بفعل ضربات المقاومة.

وذكر رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في جيش الاحتلال وقت الانسحاب، "زئيفي فركش"، أن رئيس حكومة الاحتلال آنذاك أريئيل شارون استفرد بالقرار، وأصرّ عليه رغم كونه أحد عرّابي المشروع الاستيطاني.

وقال إن الانسحاب جاء في ظل صعوبة حماية 8 آلاف مستوطن في القطاع وتكليف فرقة عسكرية بأكملها بهذه المهمة، فيما تحولت المستوطنات إلى بؤر للعمليات الفلسطينية.

أما قائد أركان الجيش حينها "موشي يعلون" فأشار إلى أنه عارض الانسحاب، لكنه ادّعى "عدم قدرته على التعبير عن رأيه كونه لم يكن جزءًا من متخذي القرار، الذي استفردت به الجهة التنفيذية".

وبرر "يعلون" معارضة الانسحاب بخشيته من سيطرة حركة حماس على قطاع غزة والضفة الغربية، في ذروة عمليات الانتفاضة الثانية.

المختص في الشأن السياسي، مصطفى الصواف، أكد أن انسحاب الاحتلال من مستوطنات قطاع غزة، كان تحت ضربات المقاومة ولم يجر في صفقة أو برنامج تفاوضي.

وقال الصواف في حديث لـ (الرسالة نت): "لطالما تحدث رئيس الوزراء الأسبق أرئيل شارون أن نتساريم كما تل أبيب في أهميتها، ونجد اليوم أن مستوطنة نتساريم باتت في عداد الماضي، وعادت الأرض لأصحابها".

وأوضح أنه لم يكن هناك خيار صهيوني آخر، غير الهروب من قطاع غزة تحت وطأة العمليات الاستشهادية وإطلاق النار والصواريخ.

وأشار الصواف إلى أن الاحتلال أدرك قبل الانسحاب أنه بات يدفع أثمانا كبيرة، ولذلك رحل عن غزة، متسائلا: "هل خيار المفاوضات كان سيجلب لغزة ذلك؟".

وبيّن أن انسحاب الاحتلال من قطاع غزة والتخلص من أجهزة السلطة التي كانت تلاحق وتعتقل المقاومين، كان الفرصة الذهبية التي أدت إلى تطور المقاومة بشكل كبير.

وتابع: "نعم المقاومة بعد كل ذلك باتت أقوى وأفضل كماً ونوعاً، والميدان يقول إن المقاومة اليوم في قطاع غزة تشكّل تهديدا نوعياً للاحتلال.

البث المباشر