كشف موقع "ساينس أليرت" عن العثور على كوكب بحجم الأرض مكون من الحديد الصلب يدور حول نجم قريب، ويسمى "Gliese 367 b" أو "تاهاي".
ويذكر الموقع أن هناك نحو 200 كوكب آخر ضمن قائمة الكواكب الخارجية التي يزيد عددها عن 5000 كوكب، لكن تاهاي يعتبر فريدا لأنه "كوكب فائق الكثافة" وهذا يعني أنه قد يكون مكونا من حديد نقي تقريبا.
ويقول الموقع إن الكوكب تاهاي يدور حول نجمه خلال 7.7 ساعات فقط.
واستخدم الباحثون مقياس الطيف لباحث الكواكب عالي السرعة "HARPS" في المرصد الجنوبي الأوروبي لتحديد كتلة وكثافة تاهاي، حيث توصلوا إلى أن نصف قطر الكوكب يساوي 72 بالمئة من قطر الأرض، وكتلته 55 بالمئة من كتلة الأرض. ما يعني أنه من المحتمل أن يكون كوكبا حديديا، أو بقايا نواة كوكب أكبر بكثير.
ووجد علماء الفلك تاهاي في بيانات " TESS" وهو القمر الصناعي لمسح الكواكب الخارجية العابرة منذ عام 2021، حيث يركز البحث الجديد على كتلة الكوكب وقطره.
وقامت على البحث طالبة الدكتوراه إليسا غوفو في قسم الفيزياء بجامعة تورينو، حيث وجدت كوكبين مشابهين لـ "تاهاي" بالقرب من موقعه.
وأظهرت نتائج البحث الجديد أن الكوكب أكثر كثافة مما وجدته دراسة عام 2021، وتبين أن كتلة الكوكب تبلغ 63 بالمئة من كتلة الأرض. كما تقلص نصف قطره إلى 70 بالمئة.
وتقول غوفو إن هناك ثلاثة احتمالات لنشوء الكوكب، أن يكون الكوكب قد تشكل في بيئة غنية بالحديد، أو أن الكوكب كان أكبر حجمًا وفقد طبقاته الخارجية من خلال الاصطدامات، أو أن الكوكب هو النواة المتبقية لعملاق غازي ضخم هاجر قريبا جدا من الأرض.
وفي عام 2020 ذكرت دراسة أن العلماء فشلوا في إعادة إنتاج التخصيب الشديد في الحديد اللازم لتكوين كوكب عطارد، لذا فإذا لم تتمكن نماذج الأقراص من تفسير كيفية تشكل عطارد الغني بالحديد، فلن تتمكن من تفسير كيفية تشكل تاهاي.
وخلص الباحثون إلى أن "هذا النظام الفريد متعدد الكواكب الذي يستضيف هذه الكثافة العالية جدا، يعد هدفًا استثنائيًا لمزيد من التحقيق في سيناريوهات التكوين والهجرة للكواكب".
وبحسب البحث، "فإن كل المتوفر الآن هي الاحتمالات فالنظام الجديد يشبه اللغز، والأمر متروك لعلماء الفلك لحله لا سيما أن خصائصه غير العادية تجعله ناشزا والعلماء يحبون الظواهر المتطرفة لأنها تحفزهم على التعمق أكثر".