قائد الطوفان قائد الطوفان

رغم الإفراج عنهم ..الآثار النفسية تلاحق الأسرى

الرسالة نت - إيناس الملفوح

أبطال غيبتهم قضبان الأسر الصهيونية، يقبعون في غياهب السجون وخلف زنازين الاحتلال، يعانون الأمرّين بسبب الانتهاكات الجسدية والنفسية، إذ تمارس سلطات الاحتلال عليهم أبشع أساليب التعذيب المحرمة دولياً.

ورغم الإفراج عن الأسرى إلا أن سنوات الأسر تبقي ندبا نفسية ترافق غالبيتهم مدى الحياة، فيما يتعمد الاحتلال تحطيم حياة العشرات من الأسرى فيخرجون فاقدين للذاكرة أو يعانون أوضاعا نفسية صعبة.

وتبدأ عملية التعذيب مع الأسير منذ لحظة اعتقاله، فتكون أيامه الأولى داخل السجون أصعبها بسبب التعذيب المتواصل والضغط النفسي بشتى الوسائل والطرق لسحب الاعترافات، كما تعد تجربة العزل الانفرادي الأقسى والسبب في قلب حياة الأسير رأسا على عقب فيخرج البعض منها بأمراض جسدية ونفسية مزمنة.

تجربة أسير

"تعتبر مأساة الأسرى في العزل الانفرادي من أصعب الحالات الإنسانية على السجين الفلسطيني" هذا ما قاله الأسير المحرر نبيل المسالمة الذي استعرض "للرسالة" معاناته داخل السجن التي استمرت 27 عاماً قضى منها 6 سنوات داخل العزل الانفرادي.

يقول: "في العزل يعيش الأسير داخل زنزانة لا تتجاوز المترين وبين أربعة جدران مغلقة لا يدخلها الضوء ولا الشمس، لا يوجد بها فراش ولا حتى غطاء، وبدون طعام وشراب".

ويتابع: "يتعرض الأسير لكل أشكال الإساءة والشتائم ورش المواد الحارقة والسوائل وكذلك الإساءة إلى المشاعر الدينية والإزعاج المستمر بالموسيقى الصاخبة والطرق المستمر على الأبواب من الجنائيين والشرطة".

وشرح مسالمة معاناة الأسرى مع ما تسمى محكمة تمديد العزل، مبينا أنها مجرد محكمة صورية حيث يتم إنزال المعزول إليها وبدون إخباره عن أسباب عزله يبلغ القاضي أنه بسبب وجود مواد سرية تم تمديده لمدة عام في العزل فيمكث الأسير عاما آخر.

وأوضح أن الأسير يقاسي كل أشكال المعاناة ليصل إلي محكمة جديدة في العام الذي يليه ويستلم قراراً جديداً من القاضي بالتمديد عاما آخر ولنفس الأسباب (مادة سرية) وهكذا يستمر لسنوات طويلة.

وأردف المسالمة أن الأسير يدخل بمرحلة تصور ذهني وتخيلات لا يشفى منها حتى بعد الخروج من السجن مما يسبب له الاكتئاب بدرجات متفاوتة نتيجة فرض عقاب السجن الانفرادي.

وذكر أن "العزل يترك أثارا نفسية كبيرة على الأسير فهو لمدة سنوات لا يرى أحداً ولا يختلط بالناس، ويمارس عليه السجان كل أشكال التعذيب النفسي والحرمان.

ووفق مسالمة فإن الأسير عندما تظهر عليه بعض علامات الاحتجاج والتأثر يتهم بأنه يريد الانتحار وفوراً تأتي القوة لربطه في (البرش) من يديه وقدميه ويفك في اليوم فقط مرتين لمدة نصف ساعة صباحا ومساء للأكل وقضاء الحاجة.

الانتهاكات داخل الزنازين

بدوره قال الناطق السابق باسم هيئة شؤون الأسرى حسن عبد ربه " إن العزل الانفرادي سياسة ممنهجة يستخدمها العدو من أجل إنهاك وإضعاف الأسير من خلال منعه من النوم لفترات طويلة".

ويذكر أن الاحتلال يحرم الأسرى داخل العزل من بعض الأدوية العلاجية، ويعمل على شبح المعتقل لفترات طويلة وهو معصوب الأيدي، كذلك تستخدم إدارة السجون أسلوب بطح الأسير على ظهره مكبل اليدين خلف ظهره بهدف إحداث آلام في اليدين عبر ضغط الجسد عليها."

ويضيف: "يمنع الأسير من زيارة ذويه ومن إدخال الطعام والشراب ويزج به في زنزانة لا تتجاوز المترين لفترة طويلة لا يعرف الأسير خلالها الليل من النهار"، مؤكدا أن كل هذه الأساليب وغيرها لها دور بالغ في تفاقم الحالة النفسية للأسير.

وذكر أن العزل الانفرادي من السّياسات الثابتة والمستخدمة بشكل دوري خاصة بعد عملية (نفق الحرية) مقارنة بالسنوات الماضية.

وأشار إلى أن إدارة السجون الصهيونية تمنع علاج الأسرى الذين يعانون من وضع نفسي وبدلاً من وضعهم في بيئة ملائمة، يتم عزلهم ومعاقبتهم بحجة أنهم خطر على من حولهم، الأمر الذي يؤدي إلى مفاقمة حالتهم المرضية، مثل الأسير أحمد مناصرة".

وحسب الإحصائيات التي ذكرها "عبد ربه" فإن 82% من المعتقلين تعرضوا للشبح أثناء التحقيق لساعات طويلة، و90% من المعتقلين الفلسطينيين وضعوا داخل ثلاجة لعدة ساعات مما يؤدى إلى تجمد المعتقل، ويقبع حاليا قرابة (40-50) أسيرا داخل الزنازين الفردية في سجن "هداريم" و"عسقلان"، و"نفحة".

هجمة منظمة تطال كافة مناحي حياتهم

وعن الآثار الاجتماعية، علق الاخصائي الاجتماعي أحمد حمد على قضية عزل الأسرى الفلسطينيين في زنازين انفرادية قائلا: "الأسيـر في سجون الاحتلال يموت في اليوم ألف مـرة، حيث يتعرض لهجمة منظمة تطال كافة مناحي حياته، وذلك بمحاولة سحب إنجازات الأسرى وتحويلهم لمرضى نفسيين".

وبين أن وسائل التعذيب النفسية تكون عن طريق أخصائيين بحيث تدرس حالة الأسير ويبدأ معه برنامج تدمير نفسي بطريقة علمية مدروسة.

وأكد أن الإجراءات التي ترافق عملية الاعتقال لها آثار نفسية وجسدية مباشرة وغير مباشرة كما أن لها آثارا على صعيد القدرة على العمل بعد الإفراج مما يزيد من صعوبة الوضع النفسي والأمراض التي يعاني منها الأسرى.

ودعا حمد المؤسسات الحقوقية بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية بضرورة تصميم برنامج تأهيل للأسرى المحررين يوفر خدمات علاجية وتأهيلية وكذلك منحهم فرصة التأهيل في مجال التدريب المهني.

البث المباشر