تحولها للمصالحة شكلي

سلطة فتح لا تزال تراهن على عوامل خارجية

الرسالة نت- رامي خريس                                                          

تلقت سلطة فتح لطمة قوية بعد الفيتو الامريكي على مشروع قرار تقدمت به لمجلس الامن يدين الاستيطان الاسرائيلي ، وبدلاً من مراجعة رئيسها محمود عباس لخياراته وخطواته للمرحلة المقبلة لا تزال حالة الارباك والتخبط ظاهرة في توجهات سلطته التي تواجه خطر الاندثار بعد سلسلة من الفشل والاخفاقات التي مُنيت بها مؤخراً.

الرهان مستمر

وعن خيارات السلطة التي تحدث عنها عباس سابقاً يقول المتحدثون باسمها في رام الله أنهم سيتوجهون الى الجمعية العمومية للأمم المتحدة بعد الفيتو الامريكي في مجلس الأمن ، وهذا يعني – بحسب المراقبين- أن السلطة بعد فشل رهانها على الادارة الامريكية تتجه للمراهنة على باقي الدول في المنظمة الدولية ، وهو الامر الذي لن يقدم او يؤخر بحسب ما يقولون، لأن تلك الدول تحترم في النهاية ارادة (اسرائيل) لأنها الأقوى ومصالحهم مرتبطة بها ، وحتى لو أصدرت المنظمة قرارا يدين الاحتلال فلن يكون لهذا القرار أي سلطة لتطبيقه على الارض.

وهكذا يبدو أن خطوات عباس تولد ميتة لاعتمادها على نفس المبدأ الذي تسير عليه وهو المراهنة المستمرة على الاخرين وعدم استغلال طاقات الشعب الفلسطيني في خلق واقع جديد على الأرض.

مواقف من الزمن الماضي

وبعد سقوط نظام الرئيس مبارك الحليف القوي لعباس ، والفيتو الامريكي الذي كشف فشل الرهان على الادارة الامريكية جمهورية او ديمقراطية، يحاول عباس ان يتجه الى المصالحة مع حركة حماس ومع ذلك فإنه يسير بطرق متعرجة ولا يسير في الطريق المباشر لها ، وهنا فإن المراقبين يرون أن سلوكه يشبه سلوك الرئيس المخلوع مبارك اثناء الثورة المصرية عندما كان يتخذ قرارات متأخرة عن موعدها.

وهنا عاد المتحدثين باسم فتح للحديث عن الورقة المصرية ، وعن قبولهم لتحفظات حماس عليها وكان هذا الموقف جيد لو اتخذ في وقت سابق ولكن جاء متأخراً عن وقته ، وهنا قالت حماس لهم ان راعي الورقة ذهب وذهبت معه ورقته ، وهذا الموقف من حماس متوقع فالورقة وضعها النظام المصري السابق وبالأحرى رئيس مخابراته عمر سليمان ، ومع ذهاب النظام انتهت ورقته ، فلا أحد الآن يكفل تنفيذها كما أن تلك الورقة كانت منحازة بشكل كبير لعباس وسلطته ومن الطبيعي أن لا تقبلها حماس بعد المتغيرات التي تعصف بالمنطقة وبالجوار العربي تحديداً بما فيها مصر الدولة الكبيرة التي كان نظامها يقود بما يعرف بحلف الاعتدال.

ومع الحديث عن التوجه للمصالحة أو انهاء الانقسام كما يقولون ، فإن الخطاب الفتحاوي لا زال على حاله ، ففي لقاء مع تلفزيون السلطة اتهم محمود عساف المتحدث باسم حركة فتح، حماس بأنها " لا تريد المصالحة  وأهدافها هي اهداف جماعة الاخوان المسلمين " .

ويبدو ان عساف نسي أن هناك ثورة في مصر وان الاخوان من اهم القوى التي شاركت فيها وان نظام مبارك الذي يحاول أن يحرضه على حماس قد زال.

هكذا يعيش عباس وسلطته في الزمن الماضي وخطواتهم في اللحاق به بطيئة ومترددة في الوقت الذي تشهد المنطقة فيه تغيرات غاية في السرعة وتحولات تكاد تكون جذرية لا تنفع معها تغييرات شكلية وتكتيكات متأخرة.

 

البث المباشر