يواجه سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، صراعا متزايدا من أجل الحصول على الغذاء والماء والسلامة، اليوم الأحد، في ظل تصعيد (إسرائيل) وتهديدها بغزو القطاع ومواصلة الغارات الجوية والقصف المدفعي.
وانتهى عند الساعة الواحدة من بعد ظهر اليوم فترة الإنذار الذي وجهه جيش الاحتلال إلى 1.1 مليون فلسطيني في القطاع بمغادرة بيوتهم والنزوح من شماله إلى جنوبه. وفيما نزح مئات الآلاف منهم، احتشد آخرون في المستشفيات هناك.
وبدعم من انتشار متزايد للسفن الحربية الأميركية في المنطقة، تمركزت القوات (الإسرائيلية) على طول حدود غزة، وأجرت تدريبات استعدادا لما قالت (إسرائيل) إنها حملة واسعة النطاق لتفكيك الحركة المسلحة.
وأدى أسبوع من الغارات الجوية العنيفة التي شنها الاحتلال إلى تدمير أحياء بأكملها في قطاع غزة، لكنها فشلت في وقف إطلاق الصواريخ على (إسرائيل).
وقالت وزارة الصحة في غزة إن 2329 فلسطينيا استشهدوا منذ اندلاع القتال، غالبيتهم من المدنيين، وهو عدد أكبر مما سجل في حرب غزة عام 2014. يجعل ذلك الحرب الحالية الأكثر دموية من بين حروب غزة الخمس لكلا الجانبين. وقتل أكثر من 1300 إسرائيلي، فيما تتحدث تقارير عن أن نحو 400 إسرائيلي لا يزالون في عداد المفقودين.
وأعلن الاحتلال، اليوم، إنه سيمتنع عن استهداف طريق واحد جنوبي القطاع من الساعة 10 صباحا حتى الساعة 1 ظهرا، وحث الفلسطينيين مرة أخرى على مغادرة الشمال بشكل جماعي.
وقال المتحدث باسم حركة حماس، جهاد طه، للأسوشيتدبرس في بيروت، إن إسرائيل "لا تجرؤ على خوض معركة برية" في غزة بسبب الأسرى الإسرائيليين.
وألمح إلى احتمال دخول حزب الله وغيرها من اللاعبين الإقليميين في المعركة إذا شنت إسرائيل غزوا بريا. لكنه رفض القول ما إذا كانت الحركة حصلت على أي تعهدات ملموسة في هذا الشأن.
ومن ناحية أخرى، قالت الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة إن النزوح السريع لسكان غزة، إلى جانب الحصار الإسرائيلي الكامل للقطاع الساحلي الذي يبلغ طوله 40 كيلومترا، من شأنه أن يسبب معاناة إنسانية لا توصف.
وقالت منظمة الصحة العالمية إن عملية الإجلاء "قد تكون بمثابة حكم بالإعدام" لأكثر من 2000 مريض في المستشفيات الشمالية، وبينهم الأطفال في الحاضنات والمرضى في العناية المركزة.
ومن المتوقع أن ينفد الوقود اللازم لتشغيل مولدات الطوارئ في مستشفيات غزة خلال يومين، بحسب الأمم المتحدة، التي قالت إن ذلك سيعرض حياة آلاف المرضى للخطر.
كانت غزة تعاني بالفعل من أزمة إنسانية بسبب النقص المتزايد في المياه والإمدادات الطبية بسبب الحصار الإسرائيلي، والذي أجبر أيضا محطات الكهرباء على التوقف عن العمل بدون وقود.
ومع إغلاق بعض المخابز، اشتكى السكان من عدم قدرتهم على شراء الخبز لأطفالهم.