قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتل ما معدله 100 طفل يومياً، منذ إطلاق هجومها العسكري واسع النطاق ضد قطاع غزة، في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ووثق المرصد مقتل 1046 طفلاً فلسطينياً حتى ليلة الإثنين 16 أكتوبر/تشرين الأول. فيما يُقدر وجود 167 آخرين تحت أنقاض المباني السكنية المدمرة بفعل هجمات إسرائيل ويتعذر انتشالهم حتى الآن.
أضاف المرصد في تقرير له الثلاثاء، أنه وثق إصابة 3250 طفلاً آخرين بجروح مختلفة، بينهم ما لا يقل عن 1240 جراحهم تحتاج إلى رعاية طبية متخصصة، يعانون مرارة الألم والفقد وسطوة الجراح بفعل هجمات إسرائيل المكثفة على أحياء سكنية ومقرات مدنية، في انتهاك صارخ لقواعد حماية الأطفال المكفولة بموجب القانون الدولي والإنساني.
كما قال المرصد الحقوقي إن أطفال غزة تأذوا بشكل حاد منذ بدء الهجوم الإسرائيلي الحالي، وظهروا كهدف أول لـ"المذبحة الجماعية" المتواصلة ضد الفلسطينيين، حيث أزهقت الأرواح، وتمزقت الأسر، ولحقت آثار مدمرة بالأطفال.
فيما ذكر أن من نجا من القتل من أطفال قطاع غزة نجد أنهم فقدوا أحد الوالدين أو كليهما، أو دمرت أو تضررت منازلهم أو أجبروا على النزوح مع عوائلهم هرباً من هجمات إسرائيل، أو خشيةً من إنذارات الإخلاء القسري، وفق ما ذكرته شبكة "قدس" الإخبارية الفلسطينية.
بينما نبّه إلى توثيق مئات الصور ومقاطع الفيديو التي تظهر تهشماً لرؤوس الصغار، وشظايا تخترق البطون والقلوب الصغيرة، في وقت حطم الركام المتناثر من البنايات السكنية التي دمرت فوق رؤوس قاطنيها أجساد مئات الأطفال الصغار.
أضاف أن النسبة الأكبر من الأطفال الجرحى في قطاع غزة تركوا يعانون من حروق مروعة وجروح بالقذائف وفقدان أطراف، فضلاً عن معدلات قياسية من التأثير النفسي والرعب، بينما يتركون مع عوائلهم من دون أي ملجأ آمن.
أصغر طفل شهيد في قطاع غزة
تعد الطفلة "نبيلة نوفل" أصغر شهيدة في قطاع غزة؛ إذ وُلدت يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول، الذي شهد بدء جولة القتال الحالية، وقُتلت بعد أسبوع فقط في غارة إسرائيلية على غزة، بعد أن اخترقت شظية جسدها الغض.
في إفادة للمرصد الأورومتوسطي، قال الفلسطيني طلعت أبو لاشين، إن 16 من أفراد عائلته قضوا في غارة إسرائيلية على منزلهم، في مدينة دير البلح، وسط قطاع غزة، منهم 8 أطفال كانوا نائمين.
أما "صلاح الخياط" فإنه فجع بمقتل زوجته هبة وأطفالهما الثلاثة، من بين 15 آخرين في منزل عائلتهما في مدينة رفح جنوب القطاع، جراء غارة جوية إسرائيلية دمرت المنزل فوق رؤوسهم، ولم ينجُ سوى طفلته إيلياء (4 أعوام).
كما قال المرصد الأورومتوسطي إن التأثير على العائلات والأطفال لا يتمثل فقط في أعداد القتلى والإصابات، وإنما كذلك في التأثير النفسي الحاد، وتأثرهم بانقطاع الإمدادات الإنسانية من كهرباء وماء وغيرها من الخدمات الأساسية.
هلع وخوف وصدمة أطفال غزة
فيما أوضح أن ما يجري لأطفال غزة، الذين يمثلون أكثر من 45% من المجتمع المحلي، يهددهم بأعراض نفسية قوية مثل الفزع الليلي والهلاوس والوساوس القاهرة والهلع الزائد والخوف الشديد وصعوبة شديدة في النوم، في ظل استهداف المناطق السكنية.
كما أكد الأورومتوسطي أن أطفال غزة يدفعون ثمناً باهظاً لتداعيات هجمات إسرائيل العشوائية بشكل مضاعف، ليس فقط لأنهم عرضة للقتل والإصابات البالغة، ولكن للآثار والرواسب النفسية المؤذية التي قد تلازمهم بقية حياتهم.
بينما أشار إلى مخاطر الارتفاع الشديد في معدلات الاكتئاب للأطفال في غزة، لاسيما في حالة مقتل أحد من عائلته أو أقاربه أمامه، أو يصابون إصابات بالغة، أو يتهدم منزلهم وتتبعثر محتوياته، وبعضهم قد يفقد النطق من فرط الرعب.
لفت المرصد إلى أن هذه المضاعفات النفسية تهدد حالياً عشرات الآلاف من الأطفال في غزة، ممن أُجبروا على النزوح القسري، وباتوا مشردين عند أقارب لهم أو في مراكز إيواء، أو حتى ممن أُجبروا على البقاء في العراء.