قائد الطوفان قائد الطوفان

البلتاجي: الاجندة المصرية سترفع الحصار عن غزة

مها شهوان – الرسالة نت - خاص

"الظلم لا يدوم والشعب أبقى من حاكمه" مقولة تلخص سقوط النظام المصري بعد ثلاثين عاما من الظلم والاستبداد وقهر الشعب وحرمانه العيش برخاء في ظل الموارد التي تتمتع فيها بلاده، ولم يكتف النظام البائد عند هذا الحد, فعمد على اقصاء العلماء والمثقفين من ذوي التوجهات السياسية المعارضة, لا سيما قيادات وابناء جماعة الاخوان المسلمين الذين داومت على اعتقالهم وتهديدهم وتقييد حريتهم.

"الرسالة نت" منذ اندلاع الثورة المصرية وهي تسعى للوصول الى أحد قادة جماعة الإخوان المسلمين في مصر حتى تمكنت بعد محاولات عدة من الحديث مع د. محمد البلتاجي الأمين العام المساعد للكتلة البرلمانية للجماعة.

تطهير الحياة السياسية

وعبر الهاتف جاء صوت البلتاجي بكل فخر واعتزاز متحدثا عن الثورة المصرية قائلا:" الثورة الشعبية التي شارك بها الشعب المصري بكل مكوناته وكان للشباب دور رائد فيها تعبر عن مدى الوعي والنضج بالشأن العام وكم المخزون بردود الأفعال بسبب ما عانوه من القمع والفساد الذي ساد في مصر خلال السنوات الماضية ".

ومن الملاحظ فإن الثورة أسقطت الرئيس، إلا أن النظام بأكمله لم يسقط بعد, وردا على ذلك أوضح البلتاجي أن الشعب طالب في اعتصاماته ومظاهراته إسقاط الحكومة والرئيس ، مشيرا إلى أن  الجماهير تدرك إشكالية استمرار وجود رموز النظام الماضي.

وأكد على أن الثورة ستبقى مستمرة حتى نعبر بر الأمان وتنقطع الصلة تماما بين الماضي والحاضر و تحل الحكومة ، داعيا إلى ضرورة تطهير الحياة السياسية المصرية التي أساءت لمصر خاصة في ظل وجود مؤشرات للانتقال لحكومة مكونة من مدنيين ومتخصصين بمختلف المجالات.

دعائم الديمقراطية

وبعد سقوط النظام السابق لوحت جماعة الإخوان المسلمين مؤخرا بعزمها على تأسيس حزب سياسي لها ، وفي هذا السياق قال البلتاجي:" الأمين العام للحزب الوطني صفوت الشريف كان يرفض طوال فترة الحكم الماضي الموافقة على تأسيس أي حزب وطني له مشروع سياسي حقيقي وهذا دليل على الواقع السياسي الصعب الذي عايشناه"، مشيرا إلى الانتقال لوضع سياسي جديد يسمح بإنشاء أحزاب سياسية .

وفيما يتعلق بإعلان الجماعة رفض خوضها الانتخابات الرئاسية بين الأمين العام المساعد للكتلة البرلمانية للجماعة أن النظام السابق كان يخوف العالم بان البديل عنه الاخوان المسلمون التي ستقيم دولة دينية في مصر .

وبرر البلتاجي عدم مشاركتهم في الانتخابات الرئاسية لإبطال الفزاعة التي خرج بها النظام السابق وللتأكيد على أنهم مع  الدولة المدنية بكل مفرداتها .

وعن الخطوات المتوقعة في المرحلة المقبلة قال:" نحن نتحدث عن مستقبل منفصل تماما عن النظام السابق يقوم على دعائم الديمقراطية والعدالة والاستقلال ،والان نحن بحاجة لإعادة ترتيب قضايانا الداخلية ".

وحول حضور القضية الفلسطينية أثناء الثورة أضاف :" حينما تحقق الثورة اهدافها بنظام مستقل سيكون هناك تواصل عربي واسلامي مع القضية الفلسطينية قائم على قواعد جديدة فيها مصلحة الوطن والامة".

الحوار الشعبي

منذ أكثر من أربع سنوات فرض الاحتلال الاسرائيلي الحصار على غزة وشاركه النظام المصري  وعن ذلك قال البلتاجي أن هذا الوضع شارك فيه النظام السابق بتطبيق الاملاءات الامريكية والاسرائيلية من اجل بقائه في الحكم ، موضحا أنه في الفترة المقبلة ستعمل الحكومة الجديدة وفق اجندة وطنية لرفع الحصار ومعرفة العدو من الصديق.

وهناك ملفات انية يجب التدقيق فيها كالاتفاقيات التي وقعت بين "اسرائيل" ومصر مثل كامب ديفيد وكذلك التنسيق الامني فيما بينهما ، وعن كيفية التعامل مع تلك الملفات ذكر أنهم لن يعيدوا انتاج الماضي مرة اخرى، بالإضافة إلى أن الحل لا يكمن في عدم الالتزام بها والتحلل منها، مبينا انه سيتم مراجعة تلك الاتفاقيات من خلال الأطر الدستورية والحوار الشعبي الكامل لإعلان الموقف منها .

ومن الاحاديث التي باتت تشغل الشارع الغزي معبر رفح لاسيما أن هناك حالات انسانية بحاجة للسفر من اجل العلاج وحول مدى وضع قضية المعبر على طاولة المفاوضات المصرية باعتباره حالة انسانية قال البلتاجي:" الابعاد الانسانية كما حقوق الجوار وهذا جزء من الامن المصري "، وختم حديثه "للرسالة نت" بالقول: الحصار والمشاركة فيه ليس مبررا لا على المستوى الاخلاقي او القومي وهذه القضايا يجب تصحيحها ،و أن الاجندة الوطنية سترفع الحصار عن غزة.

 

البث المباشر