قال رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية، إن نظيره التركي رجب طيب أردوغان أبلغ خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، أن (إسرائيل) وافقت على شروط تركيا الثلاثة، وهي: الاعتذار عن حادثة مرمرة، وتعويض ضحايا الحادث، ورفع الحصار بالكامل عن قطاع غزة.
وأعرب هنية في كلمة له في لقاء جماهيري نظمته حماس غرب غزة، في ذكرى استشهاد مؤسس الحركة الشيخ أحمد ياسين، مساء الجمعة، عن تقديره للموقف التركي الداعم للقضية الفلسطينية.
ويصادف اليوم الذكرى التاسعة لاغتيال الشهيد القائد أحمد ياسين مؤسس حركة حماس.
وأعلن هنية عزم أردوغان زيارة قطاع غزة منتصف الشهر المقبل.
وفي ذات السياق، أشار هنية لاتصالات أجرتها حكومته مع مصر وتركيا، بشأن القرار (الإسرائيلي)، بتقليص المساحة المسموح بها للصيد بغزة، وانتهاكاته المستمرة لاتفاق التهدئة، نافياً مسئولية المقاومة عن عملية إطلاق الصواريخ من القطاع.
وفي تصريح خاص لـ "الرسالة نت " عقب اللقاء، أكد هنية أن المصريين يتابعون بجدية ملف المعتقلين المضربين عن الطعام، كجزء من ملفات المتابعة لاتفاق التهدئة مع الاحتلال، متوقعاً إنهاء الملف في وقت قريب.
وفي العلاقة مع مصر، استنكر هنية الحملة التي تستهدف التشويه والنيل من حركة حماس والمقاومة الفلسطينية، مشدداً على موقف حركته الرافض للتدخل بالشأن الداخلي في أي بلد عربي.
وقال: "موقفنا واضح، لا نتدخل في أي شأن عربي، ونقف على مسافة واحدة من جميع الأطراف السياسية في مصر".
وجدد هنية نفيه بعلاقة حماس بأي حدث ميداني في مصر، مشيراً لتحقيقات أمنية أجرتها الحكومة عقب أحداث مقتل الجنود المصريين في سيناء.
وتابع: "لم تثبت لنا أي إشارة في تورط حماس بحادثة رفح".
وأعرب عن موقف حركته المؤيد لأي جهد أو تحقيق أمني يوصل لكشف الحقيقة وملابسات حادث قتل الجنود المصريين في سيناء، مشيداً في ذات الوقت بمؤسسة الجيش المصري، وما له من دور تاريخي في الدفاع عن القضية الفلسطينية، وما قدمه من شهداء وتضحيات جسيمة، كما قال هنية.
وتمنى هنية إنهاء الخلاف السياسي بين الأحزاب المصرية، والالتفاف حول الرئيس مرسي كممثل للشرعية السياسية في مصر.
وثمن الموقف الرسمي المصري المساند للقضية الفلسطينية، وقال: "استبشرنا خيراً بالربيع العربي والتحولات الحاصلة في المنطقة، ولامسنا ذلك من خلال التحول في موقف مصر بين الحربين الأخيرتين التي شنتا على قطاع غزة، فالحرب الأولى أعلنت من القاهرة، والنصر كذلك في الثانية".
وفي تعقيبه على استشهاد الشيخ أحمد ياسين، قال هنية إن حركته بدأت تمثل معادلة صعبة داخل حدود القضية الفلسطينية وخارجها، وبدت عاملاً مؤثراً في القرار السياسي في العالم برمته.
وأكد أن حماس نجحت في المزاوجة بين العمل السياسي والمقاومة، مشدداً على خيار حركته المتمسك بالمقاومة كسبيل لتحرير فلسطين بكامل ترابها.
واستعرض رئيس الوزراء محطات النجاح التي تمكنت حماس من تحقيقها بعد استشهاد مؤسسها، بدءاً من خروج الاحتلال من القطاع، وفوزها بالانتخابات التشريعية، ثم اعتقال جلعاد شاليط والاحتفاظ به على الرغم من محاولات داخلية وخارجية للكشف عنه، وتصديها لعدوانيين عنيفين شنت ضدها، حرب 2008 وحرب الأيام الثمانية نهاية العام المنصرم.
وأضاف: "حماس لم تغادر نهج الشيخ أحمد ياسين، بل تقدمت في مواقع جهادية وسياسية عززت من موقع القضية الفلسطينية والمقاومة برمتها".
وأكد هنية أن حركته مثلت عمقا ونموذجا داعما ومساندا للحركات الإسلامية المعاصرة، مقدمة للتجربة السياسية الإسلامية الصاعدة في بلاد الربيع العربي.
وعدّ هنية استشهاد الشيخ بنقطة التحول في العمل الإسلامي والقضية الفلسطينية التي أعادها لمربعها الإسلامي، وجعل منها محط قوة ومدد في ظل الضعف العربي والإسلامي المحيط بها.
ومضى يقول: "لقد عاش الشيخ مهاجراً ومجاهداً وشهيداً، وبشهادته حقق انتصاراً كبيراً وجعل منها نقطة فارقة في سير حركة حماس".
وعدد رئيس الوزراء مناقب الشيخ الياسين، وحرصه على تكوين النواة الأساسية في العمل الإسلامي، وتأسيس الكتائب المقاومة ودعمها لترسيخ مفهوم الجهاد والتحرير لأرض فلسطين.
وتعهد هنية بالسير قدماً في نهج المقاومة، والحفاظ على درب الشيخ ، وقال: "حماس لم تغادر الميدان، وقسماً لن تغادره يا شيخ".
بدروها، جددت كتائب القسام تأكيدها على المضي قدماً في خيار المقاومة الذي رسمه الشيخ أحمد ياسين.
وقال المتحدث باسمها في المهرجان، إن روح الشيخ ما زالت حاضرة في نهجها، والاحتلال فشل في تغييب منهج المقاومة الذي رسمه الياسين.
وأكد أن استهداف القادة لن يؤثر في منظومة الكتائب العسكرية، مضيفاً: "لقد رغّم الشيخ أنوف الاحتلال في التراب وأذلهم، والكتائب ماضية في مسيرته".
وتخلل المهرجان عروضاً عسكرية للقسام، بالإضافة لعروض كشفية من الفرق الكشفية في منطقة الشاطئ، وفقرات فنية لفرق مختلفة، وشارك فيه حشد كبير من المواطنين وقيادة حماس في المنطقة.