قائد الطوفان قائد الطوفان

بايدن يحث نتنياهو على هدنة لثلاثة أيام لإطلاق سراح رهائن في غزة

الرسالة نت

حث الرئيس الأميركي، جو بايدن، رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، خلال المكالمة الهاتفية التي أجرياها مساء الإثنين، على الموافقة على وقف إطلاق النار لمدة ثلاثة أيام في قطاع غزة، للسماح بإحراز تقدم في الجهود الرامية لإطلاق سراح عدد من الرهائن لدى حركة حماس، بحسب ما أورد تقرير إسرائيلي، مساء الثلاثاء.

 

يأتي ذلك فيما أشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى ضغوط أميركية متصاعدة على حكومة بنيامين نتنياهو، مطالبة إياها بـ"تخفيف حدة الغارات الجوية على غزة من أجل تقليل عدد الضحايا المدنيين في القطاع"، فيما تحاول واشنطن زيادة الضغط على تل أبيب عبر عدة قنوات: البيت الأبيض ووزارة الخارجية ووكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي آي إيه).

ونقل موقع "واللا" الإسرائيلي عن مسؤولين إسرائيليين وأميركيين أنه "بموجب الاقتراح المطروح على الطاولة ستقوم حركة حماس بالإفراج عن 10-15 أسيرا لديها، وستعمل خلال أيام الهدنة الثلاثة للتحقق من هوية جميع الأسرى والرهائن لديها وفي أيدي فصائل أو أطراف أخرى في قطاع غزة، وإعداد قائمة بأسمائهم وتسليمها" لجهات الوساطة.

وأوضح التقرير أن التقديرات الإسرائيلية تشير إلى أن عدد الأسرى والرهائن لدى حركة حماس يصل إلى 180 أسيرا، بينما تحتجز حركة الجهاد الإسلامي حوالي 40 أسيرا، في حين هناك نحو 20 رهينة لدى جهات مدنية في جنوب قطاع غزة"، علما بأن المعطيات الرسمية الإسرائيلية تشير إلى نحو 240 محتجزا إسرائيليا في غزة.

 

يذكر أن حركة حماس كانت قد أعلنت في هذا السياق أنها كانت على وشك الإفراج عن 12 محتجزا في غزة من حملة الجنسيات الأجنبية لكن إسرائيل عرقلت ذلك. وأكدت أنها لا تزال مستعدة "للإفراج عنهم ولكن الوضع الميداني والعدوان الصهيوني الذي يهدد حياتهم هو الذي يعيق إتمام ذلك".

وأكد الموقع أن إدارة بايدن معنية بإنجاح المحاولات لإطلاق سراح الرهائن، خاصة في ظل المحادثات التي تجريها مع قطر، علما بأن مسؤولا أميركيا كان قد أكد في إحاطة للصحافيين أن المفاوضات صعبة ومعقدة للغاية لأنها تجري بشكل غير مباشر عبر وسطاء.

ولفت التقرير إلى أن مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي آي إيه)، وليام بيرنز، الذي وصل إلى إسرائيل مساء الإثنين، وأجرى محادثات تركزت على قضية المحتجزين الإسرائيليين لدى حركة حماس، ومنع توسع نطاق المواجهة المستمرة منذ نحو شهر، سيغادر إسرائيل متوجها إلى قطر لمواصلة العمل على هذا الملف.

 

ووفقا للمسؤولين، فإن نتنياهو أكد لبايدن خلال محادثتهما أنه "لا يثق بأن حماس ستلتزم بكلمتها وتطلق سراح عدد كبير من الرهائن". وقال نتنياهو إن حماس "ستفرج عن بعض الرهائن بالقطارة"، لكن إسرائيل "لن تتمكن من استئناف القتال بعد ثلاثة أيام من وقف إطلاق النار"، بحسب "واللا".

وقال مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى إن نتنياهو "يعتقد أن الهدنة التي تستمر ثلاثة أيام هي في الواقع وقف لإطلاق النار، وأن إطلاق سراح عدد صغير من الرهائن لا يتطلب أكثر من بضع ساعات من الهدنة".

وكان نتنياهو قد قال في مقابلة مع شبكة ABC الأميركية، الليلة الماضية، "إذا كنا نتحدث عن هدنة تكتيكية، ساعة هنا أو ساعة هناك، فقد فعلنا ذلك بالفعل. سندرس الظروف لنرى ما إذا كانت تسمح بإدخال المساعدات الإنسانية أو إخراج بعض الرهائن".

الضغوط الأميركية تتصاعد

وفي هذا السياق، أكد موقع "واينت" أن الضغوط الأميركية تتصاعد على تل أبيب في محاول لدفعها إلى "تخفيف حدة الغارات الجوية على غزة من أجل تقليل عدد الضحايا المدنيين"، وكذلك الموافقة على هدنة تسمح بإطلاق سراح بعض الرهائن وتسمح بتحريك هذا الملف.

ونقل "واينت" عن مسؤولين في الحكومة الإسرائيلية أنه بالنسبة لتل أبيب فإن الهدنة هي عمليا وقف لإطلاق النار، رافضة مناقشة هذا الخيار. وفي الوقت نفسه، قال المسؤولون أنه "إذا تحققنا أن هناك اتفاقًا جديا للإفراج عن المختطفين، فسنوافق على هدنة للسماح بإخراج الرهائن".

وأوضح الموقع أن الحكومة الإسرائيلية تحاول الاستفادة من المزاعم الإسرائيلية بشأن "ممرات إنسانية آمنة للسماح لمواطني غزة بالانتقال من الشمال إلى الجنوب"، والمقاطع التي توثق انتقال بعد أهالي شمالي القطاع إلى المناطق الجنوبية، لصد الضغوط الأميركية والزعم بأن الجيش الإسرائيلي يحاول تقليل الخسائر في صفوف المدنيين.

 

في المقابل، لفت "واينت" إلى أن المسؤولين في تل أبيب يعتقدون أن انتقال واسع لسكان المناطق الشمالية في قطاع غزة إلى جنوبي القطاع سيجعل قتال الجيش الإسرائيلي في غزة أكثر سهولة. وفي هذه الأثناء، يؤكد نتنياهو أنه لن يكون هناك وقف لإطلاق النار دون الإفراج عن الرهائن، مشيرا إلى أنه أبلغ بذلك "الأعداء والأصدقاء على حد سواء".

وفي مؤتمر صحافي عقده مساء الثلاثاء، قال ووزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، إن "الضغوط ستتصاعد" على الحكومة الإسرائيلية خلال الأيام المقبلة، وأضاف "سيكون علينا اتخاذ قرارات صعبة. بالنسبة لي، من المستحيل وقف القتال حتى تحقيق الأهداف. الحرب فرضت علينا، لذلك لن نتوقف".

 

بدورها، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية ("كان 11") أن الضغوط التي تمارسها واشنطن على إسرائيل تهدف إلى دفعها للموافقة على وقف لإطلاق النار، بغض النظر عن التقدم المحرز في قضية الأسرى والرهائن الإسرائيليين لدى فصائل المقاومة في قطاع غزة.

ونقلت "كان 11" عن مسؤول إسرائيلي رفيع قوله إن "الولايات المتحدة تضغط علينا للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، بغض النظر حتى عن التقدم المحرز في قضية المختطفين"، وبحسب المصدر، فقد تم نقل هذه الرسالة إلى إسرائيل من قبل رئيس وكالة المخابرات المركزية الأميركية، وعبر القنوات المفتوحة بين كبار المسؤولين في إسرائيل والولايات المتحدة.

 

وذكرت "كان 11" أن المسؤولين الأميركين طالبوا إسرئيل، بما في ذلك في المكالمة الهاتفية بين بايدن ونتنياهو بالسماح "بإدخال كمية أكبر من المساعدات الإنسانية إلى القطاع"، وأشارت القناة إلى أن التفاهمات السابقة بين واشنطن وتل أبيب كانت تنص على رفع عدد المساعدات تدريجيا لتصل إلى 100 شاحنة مساعدات يوميا.

وفي حين كان معدل الشاحنات التي تدخل إلى قطاع غزة قبل الحرب يقدر بنحو 500-600 شاحنة، لا يدخل إلى قطاع غزة عبر معبر رفح خلال هذه الفترة إلا عشرات قليلة من الشاحنات، وتشدد واشنطن على ضرورة زيادتها. وأوضحت القناة أن جميع الشاحنات التي تدخل عبر رفح يتم فحصها من قبل الجيش الإسرائيلي في معبر "نيتسانا".

ولفتت إلى أنه بعد الفحص الدقيق الذي يقوم به الجيش الإسرائيلي، تعود شاحنات المساعدات إلى معبر رفح ومن هناك تدخل إلى غزة. وفي الأيام الأخيرة، كانت هناك مناقشات "ساخنة" بين المسؤولين في واشنطن ونظرائهم الإسرائيليين حول كيفية تحسين العملية وتسريع عملية دخول المساعدات ورفع وتيرتها.

 

وعلى صلة، أعلنت الولايات المتحدة أنها تعارض ما وصفته بـ"احتلال إسرائيلي جديد طويل الأمد" لقطاع غزة، بعدما قال نتنياهو إن إسرائيل ستتولى "لأجل غير مسمى" المسؤولية الأمنية الشاملة عن القطاع الفلسطيني. وصرح المتحدث باسم الخارجية الأميركية، فيدانت باتيل، للصحافيين، "في شكل عام، لا نؤيد إعادة احتلال غزة ولا اسرائيل تؤيد ذلك".

وأضاف "وجهة نظرنا هي أن على الفلسطينيين أن يكونوا في مقدم هذه القرارات، وغزة هي أرض فلسطينية وستبقى أرضا فلسطينية". وشدد باتيل على أن الأمور "لن تعود الى الوضع الذي كان قائما في السادس من تشرين الأول/ أكتوبر".

وأوضح "يجب أن تكون إسرائيل والمنطقة آمنتين، وغزة لا يجب ولا يمكن أن تكون قاعدة تنطلق منها هجمات ضد سكان إسرائيل"، مشددا على أن الولايات المتحدة لا تدعم أي نقل قسري للفلسطينيين خارج غزة وإن هذا الأمر لا تسعى إليه واشنطن وليس مطروحا على الطاولة.

في المقابل، قال المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي، إن الولايات المتحدة ستعارض إعادة احتلال الجيش الإسرائيلي لقطاع غزة في مرحلة ما بعد الحرب. مستدركا بالقول إن إسرائيل والولايات المتحدة صديقتان وليس عليهما الاتفاق على كل قضية.

البث المباشر