مجلس الامن يدين استخدام العنف في ليبيا

الامم المتحدة- الرسالة نت

انتقد مجلس الامن التابع للأمم المتحدة حكام ليبيا مساء أمس الثلاثاء لاستخدام القوة ضد المتظاهرين المسالمين ودعا الى محاسبة المسؤولين عن الهجمات على المدنيين.

واعرب بيان وافق عليه المجلس المؤلف من 15 دولة بعد يوم من مناقشة الاشتباكات في الدولة المنتجة للنفط بشمال افريقيا عن القلق البالغ للوضع هناك ومقتل مئات المدنيين.

ودعا البيان الى انهاء العنف فورا و"اتخاذ خطوات لتلبية المطالب المشروعة للسكان بما في ذلك الحوار الوطني."

وجاء البيان المكون من تسع فقرات بعد ساعات من توعد الزعيم الليبي معمر القذافي بسحق انتفاضة متصاعدة شهدت تحرر مناطق في شرق لبيبا من حكمه الممتد منذ 41 عاما وأحدثت اضطرابات قاتلة في العاصمة طرابلس.

وعقد المجلس اجتماعه بناء على طلب ابراهيم الدباشي نائب سفير ليبيا لدى الامم المتحدة الذي اعلن مع اغلب موظفي بعثة ليبيا بالأمم المتحدة يوم الاثنين انهم لا يمثلون منذ الان حكومة القذافي ولا يمثلون سوى المواطنين الليبيين. ودعوا الى الاطاحة بالقذافي.

لكن سفير ليبيا لدى الامم المتحدة عبد الرحمن شلقم الذي كان خارج نيويورك يوم الاثنين ولم يوقع على بيان مناهض للقذافي وصل الى مجلس الامن في منتصف النهار بعد بدء المناقشات.

وتحدث شلقم -الذي قال انه يدعم القذافي لكنه يريد انهاء العنف- الى المجلس وليس الدباشي.

وقالت الوفود في الجلسة المغلقة ان شلقم اعترف بان هناك مأساة تقع في ليبيا وان هناك حاجة للإصلاح.

وأشاد الدباشي -في حديثه للصحفيين بعد اجتماع المجلس- بالبيان ووصفه بانه "رسالة جيدة للنظام في ليبيا لوقف اراقة دماء المواطنين الليبيين" برغم قوله ان البيان لم يتناول الامر على النحو الكافي.

واتهم ايضا - بحسب التقارير التي سمعها- وحدات بالجيش موالية للقذافي بالبدء في مهاجمة المدنيين في مدن بغرب ليبيا فور سماعها خطاب الزعيم الليبي.

وقال "بالتأكيد المواطنون ليس لديهم اسلحة والابادة الجماعية بدأت في ليبيا" مرددا مصطلحا استخدمه هو ودبلوماسيون ليبيون اخرون في الامم المتحدة يوم الاثنين. وقال انه يأمل ان تكون التقارير غير صحيحة.

واستنكر ايضا مساعد الامين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية لين باسكو الكلمة التي القاها القذافي وقال للصحفيين بعد ان عرض للمجلس الاوضاع في ليبيا ان "اي شخص يحرض السكان بعضهم على بعض .. هو امر في غاية الخطورة."

وحث المجلس السلطات الليبية على توخي ضبط النفس واحترام حقوق الانسان وتيسير الوصول فورا امام مراقبين حقوقيين ومؤسسات الاغاثة. وقال البيان انه يجب على حكومة ليبيا ان تحترم حرية التجمع وحرية التعبير وحرية الصحافة.

وقال البيان "شدد اعضاء مجلس الامن على أهمية المحاسبة. وأكدوا ضرورة محاسبة المسؤولين عن الهجمات على المدنيين بما في ذلك هجمات القوات الخاضعة لسيطرتهم."

وفيما يبدو انه انعكاس لتحفظات من جانب الصين -التي تحذر دائما من اي اجراء للمجلس يمكن ان يفسر على انه تدخل في الشؤون الداخلية للدول- لم يذكر البيان اجراء اي تحقيق وهو ما ارادته دول غربية.

وفي تعليقات مقتضبة للصحفيين اشادت المبعوثة الامريكية روزماري دي كارلو بالمجلس لتحدثه "بصوت موحد وواضح" واعربت عن أملها ان يساعد البيان "على وضع نهاية فورية لهذا الوضع غير المقبول."

وقال السفير البريطاني مارك ليال جرانت ان بريطانيا ودولا اخرى ستثير قضية ليبيا في مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة في جنيف الاسبوع القادم.

وقال ايضا ان مجلس الامن قد يعود لمناقشة الاوضاع في ليبيا. لكن الدبلوماسيين كانوا حذرين بشأن توقعاتهم الخاصة بطلب دبلوماسيين مناهضين للقذافي بفرض الامم المتحدة لمنطقة حظر طيران فوق ليبيا.

وقال دبلوماسي غربي ان مثل هذا الاجراء -الذي نادرا ما اتخذه المجلس- يحتاج الى قرار رسمي. واضاف "لا اعتقد اننا في هذه المنطقة بعد

 

البث المباشر