قائد الطوفان قائد الطوفان

مقابر مفتوحة وسقوط أخلاقي

محللون وخبراء لـ (الرسالة): الفشل العسكري (الإسرائيلي) يتعمق في غزة وهذه الأدلة

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

غزة-الرسالة نت (خاص)

مع مرور الوقت، على حرب الإبادة الجماعيّة والعملية العسكرية الإسرائيلية المتواصلة في قطاع غزة،لأكثر من 7 أشهرٍ، يزداد الفشل العسكري الذي يحيط بهذه العملية نتيجة استمرار قدرة المقاومة الفلسطينية على صد العدوان في كافة محاور التقدم من الشمال وحتى الجنوب، والصمود الأسطوري الذي يقدمه الشعب في مساندة مقاومته.

وكشفت عمليات المقاومة الفلسطينية النوعية في مدينة رفح وجباليا وفي وسط قطاع غزة خلال الأسابيع القليلة الماضية عن قدرة المقاومة الفلسطينية على الاستمرار في التصدي للعدوان الاسرائيلي والتوغل البري في كافة المحاور والتي أدت في نهاية المطاف في الانسحاب الاحتلال من المنطقة الوسطى وجباليا.

ويشير هذا التصدي للمقاومة الفلسطينية إلى فشل "إسرائيلي" في القضاء على قدرات المقاومة، وهو الهدف الأكبر الذي حاولت "إسرائيل" الوصول إليه منذ بدء العملية العسكرية التي جاءت بعد عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 الماضي.

ولكن المقاومة الفلسطينية كانت في كل مرة تخيب ظنون الاحتلال الاسرائيلي بقدرته على السيطرة الميدانية على قطاع غزة وكذلك القضاء على قدرات هذه المقاومه التي راكمتها على مدار السنوات الماضية.

ويشير المراقبون للشأن الفلسطيني والتقديرات العسكرية، إلى أن المقاومة الفلسطينية لا تزال تحتفظ بقدرات عسكرية كبيرة تمكّنها من استمرار التصدي للاحتلال والدخول في حرب استنزاف طويلة، بما يمكنها من إفشال مخططات الاحتلال للقضاء على المقاومة والانتهاء منها في داخل قطاع غزة.

وبحسب هؤلاء المتابعين، فإن الاحتلال الاسرائيلي حينما يُعيد الدخول إلى مناطق كان قد انتهى من العمل فيها يصطدم بوجود عسكري للمقاومة الفلسطينية يحول دون إكمال عمليته في تلك المناطق، وهذا ما حصل في مناطق بيت حانون وحي الزيتون وحي الصبرة وكذلك شرق مخيم البريج حيث تفاجأ الاحتلال بقدرات المقاومة الفلسطينية في تلك المناطق وهذا ما جرى أيضاً في مخيم جباليا والتي تعرض للتوغل والتدمير بفعل آلة الحرب "الإسرائيلية" أكثر من مرة منذ بداية الحرب البرية في نوفمبر الماضي.

تعليقًا على ذلك، يقول الخبير العسكري الفلسطيني اللواء واصف عربقات، إن "من يتحدث عن الفشل العسكري الإسرائيلي هم الإسرائيليون أنفسهم حينما يتحدث الجنرال اسحاق بريك وهو المقرب من نتنياهو ويقول إن الحرب البرية في قطاع غزة عملية شيطانية ولا فائدة منها، ويقول رئيس هيئة الأركان إنه الآن بحاجة إلى 15 كتيبة وفي نفس الوقت يصدر قانون إعفاء المتدينين من الخدمه العسكرية".

وأضاف عريقات، في حديث لـ "الرسالة نت"، أن هذا يعني هناك ارتباك عسكري وهناك ضعف عسكري وهناك تفكك في المنظومة السياسية والعسكرية، وهذا التفكك بالتأكيد يحدث لأول مرة لأن الجيش الإسرائيلي يعني بكل ذلك ضعف أداؤه في الميدان أمام المقاومين الفلسطينيين وأكبر دليل على ذلك هذه العمليات النوعية التى تقوم بها المقاومة الفلسطينية وبعد مرور 250 يوم العمليات مركبة معقدة المقاومة الرسمية.

وأوضح الخبير العسكري، أن المقاوم الفلسطيني يعيش في ظروف غاية في الصعوبات، كذلك غاية في التعقيد، موضحًا: "فيتعرض للعدوان البري والبحري والجوي على مدار الساعة والجندي الاسرائيلي المرفه المدعوم بالدبابة  والطائرة والمدفع ويستطيع هذا المقاوم الفلسطيني أن يخرج من تحت الأنقاض وأن يحقق إصابات في الجنود والضباط والآليات".

مقابر مفتوحة وهزيمة تاريخية 

وأوضح، أن المقاوم الفلسطيني لا يزال يستخدم سلاح المدفعية، ويستخدم سلاح الهندسة ويفخخ المباني هذه كلها تؤكد بأن المقاوم الفلسطيني رغم أن إمكانياته متواضعة إلا أنه أعظم من قدرات سلاحه وأثبت للعالم أنه التفوق في المعدات القتالية لا يعني التفوق في الميدان العسكري، وهذا ما جرى على أرض الواقع وخاصة نحن نتحدث عن 1500 قتيل إسرائيلي حتى الآن رغم عدم اعتراف إسرائيل بهذا العدد.

واستدرك الخبير العسكري، "لكن  بالأمس  سموتريش في الكابينت في  مجلس الوزراء قال فتحنا 1500 قبر وقبله قال رئيس المعارضه لبيد ان القتل عددهم 1500 وليس كما يعلن الجيش الاسرائيلي إذا نحن نتحدث عن جيش يعني ضعيف غير قادر على تحقيق الأهداف العسكرية التي أرسل من أجلها وهي القضاء على المقاومة الفلسطينية وتحرير الأسرى بالقوة العسكرية."

وبين عريقات، أنّ في المقابل سقط أخلاقيًا حينما ارتكب مجازر وحرب إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني صنف على أساسها أنه الجيش الأول في العالم في العار وارتكاب المجازر وجرائم الحرب وهذا بتقديري نتيجة صمود هذا الشعب الفلسطيني العظيم  وتحمله لكل هذه العذابات والآلمات واحتضانه للمقاومة الفلسطينية.

من جهته، يرى الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل، أن ذلك أكبر من فشل، بل هو يمتد إلى ما أسماها بـ "هزيمة تاريخية" لدولة الاحتلال يدفع الشعب الفلسطيني ثمنًا مستحقًا رغم الألم العميق لكل ما أحدثه الاحتلال من قتل وتدمير وعذابات.

وأضاف عوكل في حديث لـ "الرسالة نت" أن اسرائيل سجلت فشلًا مركبًا "استخباري وعسكري ومعنوي وأخلاقي"، وفشلت في تحقيق أي هدف رغم الحلف الدولي الذي وقف ويقف خلفها ورغم الخذلان العربي والإسلامي هذه حرب بداية نهاية دولة الاحتلال.

وعن الخسائر وسقوط المعنويات، كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية عن تدهور خطير في معنويات جنود الاحتلال "الإسرائيلي" في قطاع غزة جرّاء تواصل الحرب واستنزاف حكومة الاحتلال لقواهم ومعنوياتهم بدون راحة.

ونقلت الصحيفة قول بعض الجنود، أن مقاومي حماس لن يتوقفوا عن القتال في الفترة القريبة.

وأشارت إلى أن غياب الأهداف الواضحة في القتال يعزز مشاعر التآكل والاستنزاف في صفوف وحدات الاحتياط والوحدات النظامية. 

ووفقًا لما نقله ضباط في الاحتياط‘ فإن هناك تراجع عميق في أداء كتائب نظامية، مثل سلاح الهندسة ولواء المدرعات 401 وألوية سلاح المشاة، جفعاتي والناحال والمظليين، الذين يتحملون عبء القتال في القطاع بشكل متواصل تقريبا منذ بدء المعارك قبل ثمانية أشهر.

ولفتت "هآرتس" إلى أن جنود الاحتلال قدّموا شكواهم عدة مرات بسبب عدم تقاسم الأعباء بشكل متساو بين الجنود، ولأن الجيش ليس قادرًا على التخطيط مسبقًا لخطوتين إلى الأمام، مما يؤدي إلى استدعاء وحدات للخدمة العسكرية بدون إنذار مسبق بشكل متكرر.

البث المباشر