تهجير وعقاب جماعي جديد

سكان شرق خان يونس.. الفرار من الموت إلى المجهول

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

الرسالة نت- رشا فرحات

بعد عودتهم إلى بيوتهم المهدمة أصلا منذ خمسين يوما، ويعد نزوح لثلاثة أشهر متواصلة يعود الاحتلال لممارسة هواية تهجير الفلسطيني من بيته، من الموت إلى الموت هكذا كان لسان حالهم، حينما حزموا بعض أمتعتهم وساروا على أقدامهم مثقلين من وجع الموت والتهجير والجوع والحرمان، إلى غرب المدينة بعد أن هدد الاحتلال بدخول شرقها من جديد.

نشر الاحتلال تحذيرا هذا نصه: "إلى كل السكان والنازحين المتواجدين في مناطق القرارة وأحيائها، بني سهيلا وأحيائها، بما في ذلك أحياء معن، قيزان النجار، القرين، جورت اللوت، المنارة والسلام، عبسان الجديدة وأحيائها، عبسان الكبيرة وأحيائها، بلدية الخزاعة وأحيائها، بلدية الفخاري وأحيائها، المناطق الإقليمية، بلدية الشوكة وبلدية النصر في بلوكات - 37, 39, 42, 68-84,   114-116, 121-124, 212-225, 231-256, 260, 270, 2270, 2280    عليكم الإخلاء بشكل فوري إلى ما أسماه المنطقة الانسانية (غرب خانيونس).

إنسانية!!! هذه الكلمة المضحكة المبكية والتي يصف فيها الاحتلال مناطق يدعي أنها آمنة، ويعلم الفلسطينيون أنه يكذب، فكل منطقة في قطاع غزة خلت من الأمان، واستهدفتها الطائرات بصواريخها.

ثم أعلن بكل فجاجة عبر وسائله الإعلامية بأنه سيدخل  من جديد لعدة مناطق في خانيونس ويدمر ما تبقي من مباني وعمارات ويقتل المئات ويرتكب مجازر جديدة وهذا كما حصل في الشجاعية مسبقا، أو في منطقة مستشفى الشفاء بغزة والتي كانت المجازر فيها شاهدة على محتل لا يعرف الإنسانية ولا أخلاق المحاربين  !!.

هذا هو اليوم 270 على إبادة لم ترحم أهالي القطاع، لم تهدأ وحشية الاحتلال ولم يكتف من القتل، يسير الأهلي مترنحين تحت ضربات القصف مجبرين على المغادرة خوفا على أطفالهم ونسائهم حيث يعلمون أنهم المستهدفون من هذا الترحال الجديد. أكثر من 500000 يصرخون عبر صفحاتهم ويستنجدون للحصول على غرفة أو خيمة تستر فيها أجسادهم من هذا الحر.

أحلام أهالي خان يونس تحولت إلى ركام من جديد، فقد اعتقد بعضهم أن الاحتلال خرج من المدينة، وبدأوا يرممون بيوتهم ويبنونها من جديد، ثم أتى الاحتلال بالأمس ليعلن أنه سيهدم ما بنوه.

تشكل المنطقة الشرقية أكثر من ثلث مساحة مدينة خان يونس، وهي الأكثر تضررا جراء الاجتياحات، ولا يعرف المواطنون إلى أين سيتجهون، المدينة مفتقرة لكل مقومات الحياة، لا ماء ولا مبان متبقية في مركز المدينة أو غربها، كل البيوت محترقة ومهدمة،  ولا مكان يمكنه أن يستوعب هذا العدد، ورغم ذلك نصب الناس خيامهم في محيط مستشفى ناصر، أو في منطقة مواصي خان يونس التي يستهدفها الاحتلال كل يوم تقريبا، ثم يقول إنها الأماكن الآمنة.

حياة النزوح تشبه الموت ولا اختلاف بينهما، نام الكثير منهم في العراء وعلى الطرقات، والموت رفيق يترصد كل خطوة، حتى أنه ارتقى أربعة شهداء من المواطنين في غارات متفاوتة خلال النزوح، ولا زال السير متواصل بين الأزقة والطرقات، يقود كل أب عائلته ويحمل متاعه، ولسان حاله، لا مفر من الموت إلا إلى الموت، هذا ما فعله المحتل .

البث المباشر