غزة- خاص الرسالة نت
شكّل الصمود الأسطوري لسكان شمال غزة في مناطق سكناهم، علامة فارقة في إفشال مخططات الاحتلال(الإسرائيلي) الذي يقف عاجزا أمام تشبثهم بأرضهم.
ومنذ أكثر من 9 أشهر، حاول الاحتلال جاهدا في ترحيل الناس من مناطق شمال وادي غزة إلى جنوبه، مستخدما شتى الأساليب اللاإنسانية من قتل وتشريد وتجويع، لإجباره على عبور وادي غزة جنوبا، ولكنه فشل في ذلك.
ويأتي هذا الصمود، رغم محاولات الاحتلال (الإسرائيلي) الحثيثة للدفع بالمواطنين نحو جنوب قطاع غزة، بعدما مارس سياسة التجويع بحق سكان شمال غزة حتى يذهب الناس جنوبا بحثا عن الطعام، ليفشل مجددا في ذلك.
** دعوات مفلسة
وبعد شهور من الصمود غي شمال غزة، لاقت دعوات جيش الاحتلال (الإسرائيلي)، بدعوة المواطنين للتوجه من مناطق سكناهم إلى جنوب القطاع، سخرية وتهكما على مواقع التواصل الاجتماعي.
ويرى النشطاء على مواقع التواصل، بأن الدعوة لمن صمد 9 أشهر في وجه غطرسة الاحتلال من تجويع وقتل وتشريد، لن يتطلع لمثل هذه الدعوات المفلسة.
ويؤكدون أن دعوة الاحتلال مجددا لسكان شمال غزة بالتحرك نحو الجنوب، دليل على تخبّط الاحتلال في حربه على غزة وعدم معرفته ماذا يفعل في ظل استمرار ضربات المقاومة وصمود المواطنين.
المواطن محمد عبد القادر والذي نزح من مخيم جباليا للاجئين في شمال غزة إلى مناطق جنوب القطاع في شهر ديسمبر الماضي، وجّه نصيحة لأهله وأصدقائه في شمال غزة، للبقاء في مناطقهم وعدم التوجه جنوبا، قائلا إن قرار ترك منزله والنزوح جنوبا كان الخطأ الذي لا يغتفر.
ويضيف عبد القادر: "في لحظة لا وعي، أخذت قراري الخاطئ بالتحرك لجنوب قطاع غزة، كنت أعتقد أن القصة لن تبقى أكثر من أسبوعين وسنعود مجددا، ولكن أين نحن الآن.. بتنا كل يوم ننزح من منطقة لأخرى، فأين الحديث (الإسرائيلي) عن الممر الآمن والمناطق الآمنة؟
** أفخاخ الموت!
بدوره، قال المكتب الإعلامي الحكومي إن جيش الاحتلال نشر بعض الخرائط التضليلية التي تدعو المواطنين إلى النزوح من مدينة غزة إلى الجنوب على أنها مناطق "آمنة"، وهذه الدعوات هي دعوات كاذبة وتحمل خطورة بالغة على حياة المواطنين.
ودعا المكتب المواطنين في شمال غزة إلى عدم الانصياع مطلقاً إلى دعوات جيش الاحتلال (الإسرائيلي) بالنزوح من مدينة غزة إلى الجنوب، حيث يهدف الاحتلال من وراء هذه الدعوات الزائفة إلى استدراج المواطنين إلى أفخاخ الموت والقتل والإعدامات الميدانية، "على غرار ما جرى بشكل مُتكرر من عشرات عمليات الإعدام الميداني للمواطنين الذين حاولوا سابقاً النزوح على شارعي الرشيد غرب مدينة غزة وعلى شارع صلاح الدين شرق مدينة غزة".
وأضاف في بيان: "أكثر من مرة دعا، الاحتلال، المواطنين للنزوح نحو الوسطى والجنوب، ثم أعدمهم بدم بارد فور وصولهم إلى الحواجز العسكرية، وأطلق عليهم النار وأوقع بين صفوفهم عشرات الشهداء ومئات الجرحى والمصابين.
وحذّر المكتب من ذلك، مؤكدًا أن تكرار هذه الأخطاء الفادحة وهذه المأساة تجعل المواطنين يدفعون ثمن ذلك دماءهم وأرواحهم وحياتهم، مشيرا إلى أن مخططات الاحتلال مكشوفة ومفضوحة وظاهرة لكل أبناء شعبنا الفلسطيني.