للمرة الثانية حاولت الصين تحديد موعد جديد يجمع 14 فصيلا فلسطينيا بعد سلسلة لقاءات استضافتها بكين بين حركتي حماس وفتح.
تبعا للمصادر الخاصة بـ"الرسالة نت" فإن الموعد الأول كان مقررا في السادس والعشرين من يونيو الماضي، وأرجأ بطلب فلسطيني رسمي؛ لأسباب متعلقة بظروف الحرب وعدم نضوج الموقف من البيان الختامي.
لكن وبعد جولة من اللقاءات خلصت النتيجة لثمانية نقاط تم الوصول اليها كعناوين رئيسية عامة؛ ترى فيها الفصائل إيجابية للخروج في بيان عام؛ لكنها غير كافية للخروج بموقف يناقش اليوم التالي للحرب على غزة، والدور الوطني المطلوب تجاه نتائج هذا العدوان، خاصة على صعيد الموقف من الاعمار.
د. مصطفى البرغوثي الأمين العام لحركة المبادرة، قال إن اللقاء سيعقد بعد أسبوعين، في ابعد تقدير في الثاني والعشرين من الشهر الجاري، مشيرا إلى ضرورة العمل على تشكيل حكومة وحدة وطنية وقيادة وطنية موحدة، والعمل على توحيد النظام السياسي الفلسطيني.
كما يؤكد البرغوثي لـ"الرسالة نت" ضرورة الخلاص من نتائج اتفاق أوسلو، والاتفاق على مرحلة ترتقي مع متطلبات المرحلة ونتائج المواجهة الجارية مع دولة الاحتلال، والاستفادة في توظيف النتائج على البعد السياسي بما يخدم القضية الفلسطينية.
وهو ما أشار عليه عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية د. أحمد أبو السعود، الذي أكدّ أن اللقاء يحتم الاتفاق أولا الوحدة على قاعدة المقاومة، التي باتت تمثل صمام أمان للموقف الوطني الفلسطيني وتحميه من تغول الاحتلال، رغم كلفة التضحيات الكبيرة التي يقدمها أبناء شعبنا.
ويؤكد أبو السعود أن ما بعد هذه الحرب ليس ما قبلها على صعيد الموقف الوطني، فالأمر يحتاج لتوظيف سياسي يرتقي مع تضحيات شعبنا، ويدفع بالخلاص من نتائج اتفاق أوسلو، والاتفاق على قاعدة المواجهة الوطنية الشاملة التي تدفع الاحتلال لمزيد من العزلة.
ويشير إلى ضرورة تشكيل حكومة وحدة حقيقية تضع في أهدافها وعلى رأس مقدماتها إعادة اعمار غزة والضفة، والعمل على إعادة إحياء ما دمره الاحتلال، وفق قاعدة المسؤولية الوطنية وتجاوز الخلافات، وهي حكومة وحدة وطنية تشكلها الفصائل وتتفق عليها.
كما يشير إلى أنّ الأمر يحتاج للاتفاق على استراتيجية وطنية تقود في المحصلة لقيادة وطنية موحدة تقود المشهد السياسي الوطني الفلسطيني في المرحلة القادمة.
وترافق مع ترتيبات الدعوة للقاء صدور بيان عن الرئاسة الفلسطينية تتهم فيها حركة حماس بالتنصل من الوحدة، واتهمتها بالمسؤولية في حرب الإبادة المستمرة ضد الشعب الفلسطيني في القطاع، بيان رأت فيه الفصائل تصعيدا غير مبرر ومساواة بين الجلاد والضحية.
وإثر البيان رأت فصائل فلسطينية، أن لغة التصعيد تحيط نتائج اللقاء بمخاوف الفشل أو الإخفاق في التوصل لنتائج حقيقية تنهي الانقسام وتؤسس لمرحلة الوحدة.
القيادي في حركة فتح حسام خضر أكدّ من جهته، أن الواقع اليوم يحتمّ تجاوز الاتهامات ولغة التصعيد التي تخدم الاحتلال، "الدم اليوم يجب أن يوحد شعبنا وينبغي أن ينطلق بتحقيق فوري للوحدة".
وكان عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عباس زكي قد أعرب في حديثه لـ"االرسالة نت"عن رفضه لهذه الاتهامات، وقال إن حركة حماس تقود حرب حرية وعدالة وإنسانية، وأنّ شيطنتها يأتي لتبرير ذبح شعبنا الفلسطيني.
ويضيف خضر: "الاحتلال لم ولن يكون بحاجة لأي مبرر لشنّ أي هجوم على شعبنا واستهدافه، والمطلوب هو مواجهة الاحتلال بموقف وطني موحد، يوفر غطاء سياسي للعمل الوطني المشترك، والذي يقوده قيادة وطنية موحدة".
وأكدّ النائب في المجلس التشريعي عن فتح، أنّ لقاء الصين يجب أن يشكل حالة وحدة اجبارية، وهذا يتوقف عند رغبة الموقف الرسمي بضرورة تجاوز المواقف المسبقة والانطلاق نحو وحدة وطنية شاملة.
ورحب القيادي في حركة الجهاد شكيب العينا بدعوة الصين، "ذاهبون وعازمون وجادون في تحقيق الوحدة الوطنية بأي مكان ندعى إليه؛ لكن بصراحة نتائج اللقاء تتوقف عند رغبة المستوى الرسمي في تغيير موقفه من المواجهة مع الاحتلال والعمل على تبني استراتيجية وطنية شاملة تضع في اعتبارها انهاء العلاقة مع الاحتلال".
ويؤكد العينا أنّ النوايا بالنسبة لقوى المقاومة واضحة وهي إنجاح اللقاء، مشددًا على أن المقاومة ليست في وارد الدخول بأي سجالات داخلية تشغلها عن السجال الرئيسي والقتال الأساسي مع الاحتلال بوصفها المعركة الرئيسية لشعبنا.
وشددّ على ضرورة العمل المشترك لوضع استراتيجية مواجهة، "الضفة المحتلة اليوم تتعرض لخطر استراتيجي، وكل ما يجري في غزة هدفه تحييدها عن أي تحرك يوقف الاحتلال في مشروعه الاستراتيجي الذي يستهدف قضم الضفة والقدس وضمها للاحتلال".
ويجمع قادة الفصائل الفلسطينية، على أن لقاء الصين يجب أن يشكل مشروع وحدة داعمة لمقاومة الشعب الفلسطيني، والتوقف عن أي تصعيد لا يخدم سوى الاحتلال في استهدافه للمقاومة.